السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مؤسس الجمهورية.. الأب "مصري" والأم "سودانية"

مؤسس الجمهورية..
مؤسس الجمهورية.. الأب "مصري" والأم "سودانية"
كتب - عادل عبدالمحسن

بينما كان الجنرال الإنجليزي "كتشنر" يشاهد مباراة كرة قدم بين فريقين بمحافظة الغربية أعجبته مهارة لاعب بأحد الفريقين وطلب مقابلة هذا اللاعب.

لم تمر دقائق حتى كان الشاب الرياضي بين يدي الجنرال ودار حديث قصير انتهى بإصدار كتشنر قراراً بأن يتم إلحاق هذا الشاب بالمدرسة الحربية، وأظهر فيها تفوقًا ملحوظًا، جعله يشارك بعد تخرجه في حملات استرجاع السودان عام 1898.

هذا الشاب يدعى يوسف نجيب، والد الرئيس الأسبق محمد نجيب، قائد ثورة 23 يوليو وأول رئيس للجمهورية، وابن قرية "النحارية" التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، الذي بدأ حياته مزارعًا ثم ضابطاً في الجيش المصري ليؤدي خدمته في السودان وهناك تزوج من سودانية وأنجب منها ابنه الأول عباس لكنها توفيت، فتزوج بأخرى في عام 1900 وقد أنجب منها ثلاثة أبناء هم: محمد وعلي ومحمود، وأنجب أيضا 6 بنات.

ولما بلغ محمد يوسف نجيب سن 10 سنوات توفي والده فالتحق الابن بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918 حيث عين ضابطا بالكتيبة 17 مشاة بالجيش المصري وهي نفس الكتيبة الذي خدم فيها والده.

وعام 1923 ألحق محمد نجيب بالحرس الملكي ولم يتوقف طموحه بكونه ضابطاً في الجيش حيث التحق بكلية جردون وحصل على ليسانس الحقوق عام 1927 وكان أول ضابط مصري يحصل عليها كما حصل على دبلومتي دراسات عليا في الاقتصاد السياسي والقانون الخاص والعام.

وفي ديسمبر سنة 1931 رقي إلى رتبة اليوزباشي نقيب ونقل إلى سلاح الحدود في العريش، ثم أصبح ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في السودان بعد معاهدة 1936 ويعود الفضل للرئيس محمد نجيب في تأسس مجلة الجيش المصري سنة 1937ويوم 6مايو 1938 ورقي لرتبة الصاغ "رائد".

ولما حاصرت الدبابات البريطانية يوم 4فبراير 1942قصر عابدين وإجبار الملك فاروق على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة تقدم نجيب باستقالته لأنه لم يتمكن من حماية ملكه الذي أقسم له يمين الولاء، إلا أن المسؤولين في قصر عابدين شكروه بامتنان ورفضوا قبول استقالته ورقي إلى رتبة القائمقام "عقيد"

وفي يونيو 1944 عين حاكماً إقليمياً لسيناء وفى سنة 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينة في العريش ورقي لرتبة الأميرالاي "عميد".

وشارك نجيب في حرب فلسطين سنة 1948 وأصيب 7 مرات، فمنح نجمة فؤاد العسكرية الأولى تقديراً لشجاعته بالإضافة إلى لقب البكوية وعقب الحرب عين مديرا لمدرسة الضباط، وتعرف على الضباط الأحرار من خلال الصاغ عبد الحكيم عامر، وفي 23 يوليو عام 1952 نفذت الحركة خطة يوليو والتي سميت بـ"الحركة التصحيحية" وانتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش لوريثه ومغادرة البلاد، وفي عام 1953 أصبح نجيب أول رئيس للبلاد بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية.

وفي السنوات الأخيرة تم تكريم محمد نجيب حيث أطلق اسمه على إحدى محطات المترو بوسط القاهرة كما أطلقت القوات المسلحة المصرية اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط بمرسى مطروح.

 

تم نسخ الرابط