نص كلمة السيسي في مؤتمره مع البشير بالسودان ..(فيديو)

كتبت - رفيدة عوضين

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة في مؤتمر صحفي مشترك بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير، وذلك أثناء زيارته إلى السودان التي تستمر لمدة يومين، وجاء نص الكلمة كالتالي:

" أود في البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي بوجودي اليوم هنا في بلدي الثاني السودان الشقيق، فمن بين كل الزيارات الخارجية التي أقوم بها للدول الصديقة والشقيقة تحظى زيارتي للسودان بمكانه خاصة وأولوية متقدمة ومتميزة، ليس بالنسبة لي فقط ولكن لكل مسئول مصري يزور هذا البلد العزيز، وكذلك لكل مواطن مصري يحظى بالتواجد على أرض السودان الشقيق، ومرجعة هذه المكانة الخاصة يعود لشعول كل مواطن مصري يزور السودان أنه لم يخرج من وطنه ولم يغادر أرض بلاده.

تأتي زيارتي اليوم في إطار التوجه الذي بات ثابتًا وواضحًا في سياسة الدولتين الشقيقتين، وأصبح جزء لا يتجزأ من توجهات البلدين الاقليمية والدولية، ألا وهو التنسيق الكامل بينهما والسعي المستمر والدؤوب لدعم المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، لأنه لا أحد يستطيع مهما حاول حصر كل ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين من روابط تتسع لتشمل كل المجالات، ولا أبالغ في هذا الصدد إذا قلت أن ما يربط بين بلدينا من علاقات وتاريخ ووحدة في المسار يندر أن يتكرر بين أي دولتين وشعبين على مستوى العالم، فنحن لدينا مصير مشترك.

أود أن أتقدم إليكم شخصيًا وإلى الأشقاء في السودان بكل التحية والشكر والتقدير على ما تبذلونه من جهد واضح لدعم علاقات الأخوة بين مصر والسودان، وهو ما يتبلور على مستوى لجان وآليات التعاون الثنائي بين البلدين، وتجاوز العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها، والشروع في مشروعات قومية مشتركة، في مقدمتها الربط الكهربائي بين البلدين، علاوة على تعزيز التشاور والتنسيق في مختلف القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين، ولازال الطريق أمامنا طويلًا للأرتقاء بعلاقات التعاون للمستوى المنشود الذي يتطلع إليه شعبين البلدين.

أود أن أعرب عن التقدير لجهودكم المخلصة لتسوية المنازعات الإقليمية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، والتي نتطلع أن تكلل بالنجاح والسداد، لأنها جهود تعكس رغبة صادقة في تعزيز الأستقرار ورؤية واضحة لحقيقة ثابتة وهي أن أمن وأستقرار وتنمية دول الجوار الاقليمي يعود بالنفع على كل الاطراف.

أؤكد لكم على دعم مصر التام لتلك الجهود واستعدادنا الكامل لمواصلة الاسهامات بكل الامكانات لتحقيق أهداف السلام والرخاء المنشودة في المنطقة، انطلاقًا من الرؤية نفسها وهي أن أمن واستقرار منطقة الجوار الإقليمي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وعنصر أساسي في ثوابت سياسة مصر الخارجية.

 وأوجه رسالة إلى أشقاءنا في أثيوبيا وارتيتريا، اقل لهم أننا في غاية السعادة بالتطورات الإيجابية بين البلدين، وأن مصر ستواصل دعمها الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدن الشقيقين، ولجنوب السودان أقول أننا سنعمل سويًا مع أشقاءنا في المنطقة حتى نحقق السلام وحتى ينعم شعب جنوب السودان بالاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه.

إنني على يقين أن ما عبرت عنه من مباديء أساسية للتعاون بين بلدين االشقيقين ومشاعر الإخوة والرغبة في العمل المشترك إنما هي المشاعر نفسها التي يحملها الأشقاء في السودان، ونفس المباديء التي ترتكز عليها نظرتكم الثاقبة فخامة الرئيس عمر البشير، ليس فقط على صعيد العلاقات المصرية السودانية، وإنما أيضًا على مستوى علاقات الإخوة والتعاون مع أشقاءنا في المنطقة بأسرها، وستكون هي الدافع من أجل أستمرار الجهود لدعم تلك العلاقات، والسعي لإزالة أي معوقات أمام انطلاقنا لآفاق أرحب، ومجالات أوسع للتعاون البناء، وتحقيق المصالح المشتركة.

 فخامة الرئيس كل تحياتي وتقديري لك ولأبناء السودان الشقيق وأطيب تمنياتي وتمنيات الشعب المصري بكل النجاح والتوفيق اشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"