الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ماذا لو لم تؤمم قناة السويس؟

ماذا لو لم تؤمم قناة
ماذا لو لم تؤمم قناة السويس؟
كتبت - هبة عوض

ما كانت حفرت القناة الجديدة ولا أقيمت منطقتها الاقتصادية

ماذا لو لم تؤمم قناة السويس؟ وهل كان من الممكن أن تصير قناة السويس حتى عام 1968 تحت سيطرة الاحتلال البريطاني، ونهب مواردها؟ أم أن حق الانتفاع كان سينتهي وسترحل بريطانيا في هدوء تاركة وراءها كل هذه الثروات التي كانت تجنيها من وراء القناة؛ هذا ما سنحاول الإجابة عنه خلال التقرير.

أصل الحكاية

في 26 يوليو 1956 أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وهي الشركة الأجنبية التي ظلت تحتكر امتياز القناة والسيطرة على مواردها منذ إتمام حفر القناة عام 1869، بينما مصر صاحبة القناة الفعلية والشرعية لم يكن لها دور يذكر في الإدارة ولم تحصل إلا على مبالغ ضئيلة من إيرادات القناة التي بلغت 34 مليوناً من الجنيهات الإسترلينية عام 1955، وكانت حصة مصر مليونًا واحدًا.

ويعد قرار التأميم من أخطر القرارات السياسية التي اتخذت وكانت بمثابة نقطة تحول في تاريخ العالم وعلى مستوى الوطن العربي، فالقرار كان بمثابة الشرارة الأولى في تحدي ثورة 23 يوليو للإمبراطوريات الاستعمارية، خاصة البريطانية والفرنسية في وقت كانت تسيطر فيه هذه الإمبراطوريات على معظم الدول الإفريقية والآسيوية، ولم تنبع خطورة القرار من توقيت اتخاذه فقط وإنما من الصمود في تحمل ومواجهة ردود أفعاله.

الإجابة

الحقائق التاريخية تقول إنّ بريطانيا لم تكن الدولة المحتلة التي تتخلى عن قناة السويس بسهولة، وتتركها للإدارة المصرية الخالصة، وهذا ما استوعبه الرئيس جمال عبد الناصر مبكرًا فكان قراره بتأميم قناة السويس عنوة هو الحل الوحيد مهما كانت التبعات والعواقب التي ستحدث جراء هذا القرار، لذلك فإن تخلّي بريطانيا عن قناة السويس بعد انتهاء حق الانتفاع لم يكن ممكنًا في ظل الظروف التي كانت تعيشها مصر في ذلك الوقت.

ويقول دكتور مصطفى الحفناوي، الذي قدّم رسالته للحصول على الدكتوراه من جامعة السوربون في القانون الدولي، وموضوعها قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة: إنَّ انتزاع القناة من الجسد المصري، بالحيلة والدهاء، كان غاية استعمارية تحت ستار حماية المصالح الاستراتيجية وقتها، وكان المخطط مدًّا للامتياز الذي سوف ينتهي في نوفمبر عام ١٩٦٨.

الأمر الآخر؛ هو أنَّ القوى الاستعمارية لم تكن تعلم بقوة مصر حينها، وقوة زعيمها في اختبار صبره، حيث كانت بمثابة ضربة قاصمة للقوى الاستعمارية، ومثلت الاختبار الأقوى في علاقات عبد الناصر مع الغرب، حيث قال حينها عبد الناصر بحسب الوثائق البريطانية: "إن مصر اليوم تعرف معنى الاستقلال إن مصر اليوم تعرف معنى السيادة ولن تسمح لأي دولة أو عصابة بأن تبدد سيادتها.. لقد عرفنا معنى الاستقلال.. ومعنى السيادة وسوف نمارس استقلالنا وسوف نمارس سيادتنا بالكامل، هناك فارق كبير أيها الإخوة بين الأمس واليوم.. أنتم تعرفون الفارق وإنني أطالب كل من سببوا الكوارث في كل مكان أن يدركوا ذلك".

 

تم نسخ الرابط