الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أردوغان ينقلب على من أنقذه من انقلاب 2016

أردوغان ينقلب على
أردوغان ينقلب على من أنقذه من انقلاب 2016
كتب - باسم بدر

في ليلة 15 يوليو عام 2016 بدأت وحدات عسكرية من الجيش التركي بالانتشار في العاصمة، وكان الزعيم التركي في موقف خطير، وليس أمامه إلا انتظار ما سيحدث، فقد كان لا يفصل القوات المتمردة عنه سوى وقت قصير.. وفي هذا الوقت لم يجد الرئيس أي شيء يدافع به عن نفسه سوى هاتف آيفون، بعد أن كان كالمتفرج المذعور، حيث كانت وحدة تابعة للانقلابيين تتجه إلى الفندق الذي كان يقضي فيه أردوغان العطلة مع أسرته.

وبينما فقد أردوغان السيطرة على الأمور والثقة في قادة جيشه، كان هاتفه الآيفون هو وسيلته الوحيدة للتواصل مع وسائل الإعلام في وقت كان من المستحيل الوصول إلى أي من مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبر تطبيق "فيس تايم" الذي يتيحه آيفون حصرا، تمكّن أردوغان من إجراء اتصال هاتفي مع مذيعة قناة أخبار "سي إن إن ترك"، وأطلق دعوة تطمينية بأنه لا يزال في مأمن، ويدعو الشارع إلى النزول لمواجهة الانقلاب.

وساهمت المكالمة التي بثت على الهواء مباشرة عبر هاتف المذيعة في تشجيع الأتراك على النزول والتصدي لوحدات الجيش، ليتمكن الرئيس في صبيحة اليوم التالي من العودة إلى إسطنبول وإعلان القضاء على المحاولة التي لم تكن لتفشل إلا بعدما نجح أردوغان في الظهور عبر خدمة "فيس تايم" الموجودة بالـ"آيفون".

وبعد عامين بالضبط، أعلن الرئيس التركي في خضم الأزمة الأمريكية التركية، عن مقاطعة البضائع الأمريكية، مستهدفا هواتف آيفون بالتحديد، لينقلب على الهاتف الذي أنقذه يوما من الانقلاب.

 وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرض إجراءات عقابية على تركيا بسبب رفضها إطلاق سراح القس أندرو برانسون.

وفي إطار مواجهته للإجراءات الأمريكية التي شملت زيادة الرسوم الجمركية على البضائع، وفرض عقوبات على وزيرين تركيين، رأى الرئيس التركي أن الدعوة لمقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية ومن بينها هواتف آيفون قد يشكل ردا ملائما.

وتعاني الليرة التركية جراء هذه الأزمة من انزلاق تاريخي أثر بشكل واضح على الخطاب الرسمي التركي، فصار انفعاليا، بعد أن تخطى الدولار 7 ليرات تركية.

 

تم نسخ الرابط