بالصور.. "صلالة" العمانية.. مدينة "العطر" الذي لا ينضب
كتب - هدى المصرى
اذا كانت غراس الفرنسية هي مدينة العطور في أوروبا التي يغطي الياسمين والريحان والورد معظم أرضها، ويشتغل نصف صناعها بالعطور.. لأنهم يدركون أن العطر تركيبة تجعلنا أجمل بحيث نحب أنفسنا أكثر.
فإن مدينة صلالة العمانية تستحق وبجدارة لقب عاصمة البخور والعطور في الشرق الأوسط بسبب الروائح العطرية التي تفوح في كل أرجائها وأسواقها المنتشرة على الطرقات.
فبعيدا عن تضاريسها الطبيعية وجبالها الساحرة، تشتهر ولاية صلالة المركز الإداري والتجاري لمحافظة ظفار بإنتاج أفخر أنواع البخور منذ زمن طويل حيث كانت محافظة ظفار مصدرا لتزويد الكثير من دول العالم باللبان العماني عالي الجودة.
وقد أدخل اللبان في صناعة البخور والعطور المختلفة والمتنوعة ما جعل لهذه المنتجات مميزات خاصة وشهرةً واسعة.
وحتى يومنا هذا لا يزال البخور العماني يحتفظ بصدارته بين أنواع العطور الأخرى وعليه الإقبال الوافر والطلب المستمر من دول الخليج العربي ودول العالم.
وكما تشتهر سلطنة عمان عمومًا بوجود الكثير من الشركاتِ المتخصصة في إنتاج العطور حيث يتم إنتاجها باستخدام مختلف أنواع البخور كالعنبر والزعفران والصندل والعود.
ففي ولاية صلالة بالتحديد والتي تقع ضمن محافظة ظفار تعد البخور من أهم الصناعات العطرية التقليدية الذي يتم الاهتمام بصناعتها وتطويرها على مر العصور حيث يستخدم في الحياة اليومية وفي المناسبات الدينية والاجتماعية ومجالس الضيافة وتطييب الملبوسات.
وتعرف محافظة ظفار بأنها أرض اللبان الذي يستخدم في تحضير بعض أنواع العطور والبخور المحلي بأنواعه المختلفة وذلك بمزج عدة أصناف من العطور والمسك والهيل والحطب ودهن العود وبعض أنواع التوابل، وبسببه ازدهرت حرفة صناعة المباخر الفخارية الرائعة التي يتم إنتاجها بمختلف الأشكال والتصاميم والألوان في ظفار وغيرها من محافظات السلطنة وتشكل هذه الحرفة احدى الصناعات المهمة في التراث العماني الزاخر.
فلآلاف السنين لعب اللبان دورًا بارزًا في ثقافات الشعوب ليس ذلك فقط في سلطنة عمان لكن حتى في أراض بعيدة ومع شعوب وبلدان متعددة ووصل استخدامه حتى روما والصين.
وفي سوق الحافة الذي يعبر عن روح مدينة صلالة الجميلة ويقع بجوار قصر الحصن، الذي يعد أهم القصور السلطانية وشهد بدايات التغيير وقيام النهضة العمانية المعاصرة عام 1970، يمكن شراء اللبان بمختلف أنواعه وكذلك البخور والعطور المصنعة من اللبان حيث يضم هذا السوق التراثي متاجر ومحال تعرض فيه الكثير من المنتجات الظفارية التراثية كما تباع فيه معظم المنتجات المحلية من الملابس والمصوغات الذهبية والفضية والمصنوعات الجلدية والخزفية بأسعار مناسبة ولكل الأعمار.
وتتوافر فيه الملابس ولعب الأطفال والهدايا، وكذلك توجد في زوايا السوق المقاهي والمطاعم الشعبية وخلال موسم الخريف يتوافد أكثر من نصف مليون زائر إلى هذا المكان الذي تجاوره مزارع شاسعة تتميز بخضرة استثنائية تغزوها أشجار النارجيل (جوز الهند).
وكما قال الشاعر محمود درويش، (كل مدينة لا تعرف من رائحتها لا يُعول على ذكراها) فصلالة مدينة متميزة ليس بالمناخ فقط وإنما بأهلها والروائح العطرية التي تفوح في كل أرجائها- ما يجعلها عصية على النسيان.



