3 سائقات ينقلن أطفال المدارس ببني سويف

بني سويف- مصطفي عرفة

دعاء ومروة ومنار، ثلاث سيدات في العقد الرابع من عمرهن، قررن العمل سائقات لسيارات نقل الأطفال إلى مدارسهم، حيث أعلن عن أنفسهن عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وفوجئن بطلبات الأسر السويفية للاتفاق معهن على توصيل أولادهم إلى المدارس.

وتقول "دعاء": تزوجت منذ 3 أعوام وتوفي زوجي في حادث سير، ولم يترك لي أي مورد رزق، وكنت قد أنجبت (نور) ابني (عامين) وأصبحت مطالَبة بأن أرعى نجلي الوحيد، وكانت عندي سيارة فخطرت ببالي فكرة أن أقوم بتوصيل الأطفال إلى مدارسهم وإعادتهم إلى منازلهم حتى أستطيع تربية نجلي الوحيد، وانتقلت من منزل الزوجية لأقيم مع والدتي في مدينة بني سويف، وكان الإعلان الوحيد أمامي لتنفيذ فكرتي هو مواقع التواصل الاجتماعي، ووضعت رقم تليفوني، وفوجئت بأن أسراً كثيرة تطلبني، وبدأت العام مقابل الحصول على 300 جنيه للطفل الواحد ولو كانا شقيقين في مدرسة واحدة أحصل على 250 جنيهاً عن كل طفل.

وتضيف: أقوم بعمل دورتين في الصباح من الساعة السادسة صباحا لتوصيل الأطفال وأعود من الساعة الواحدة ظهرا حتى الثالثة عصراً لآخذهم من المدرسة إلى منازلهم، وبعضهم أعود لتوصيله للدروس الخصوصية

وهذا العام فوجئت "دعاء" بأسر أخرى تطلب منها توصيل أطفالهم إلى المدرسة، فتقول: «عرضت على صديقتيَّ (مروة) و"منار" القيام معي بتوصيل الأطفال إلى المدارس عن طريق سيارتيهما، فكل واحدة تملك سيارة وبذلك أصبحنا 3 سيدات.

وتشير منار إلى العقبات التي تواجههن في الشارع: نتغلب على صعوبات عدة واجهتنا للصمود في العمل، حيث نسير في شوارع بني سويف متغلبات على حرارة الشمس ونظرات التعجب من المارين لنؤدي عملنا الذي نفتخر به غير مكترثات بما يتم ترديده من أنها مهنة للرجال فقط، فالأهم بالنسبة لنا أنه عمل نستطيع منه اكتساب لقمة عيش.

وتؤكد مروة أن الأطفال يحبوننا وتعلقوا بوجودنا، مشيرة إلى أنها ستسعى لترخيص مكتب خاص بها لتوصيل الطلاب والأطفال إلى المدارس وإعادتهم منها.