الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بورسعيد تخلد مقتنيات "ديلسبس" مهندس حفر قناة السويس والإمبراطورة "أوجينى" في قرن من الزمان

بورسعيد تخلد مقتنيات
بورسعيد تخلد مقتنيات "ديلسبس" مهندس حفر قناة السويس والإمبرا
بورسيعد - هبة وصفى

المهندس "فرديناند ديلسبس" الذي قدم مقترح توصيل البحر الأحمر بالبحر المتوسط لإنشاء قناة السويس عوضا عن طريق رأس الرجاء الصالح وعرض المشروع على عباس باشا الذي رفض تنفيذه، إلا أن الخديو سعيد وافق على تنفيذ المشروع في عهده.

 

حصل "ديلسبس" على امتياز حفر القناة في نوفمبر 1854 الأول وكان مكونًا من 12 بندا أهمها حفر قناة تصل بين البحر الأبيض والبحر المتوسط، وشركة المهندس فرديناند ديلسبس هي المسؤولة عن أعمال الحفر وإدارة القناة بعد حفرها، وأن تكون العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية في الحفر، ومدة الامتياز 99 عامًا من تاريخ فتح القناة.

وشكل "ديلسبس" لجنة هندسية دولية عام 1855 لدراسة الطبيعة الجغرافية لمحافظة بورسعيد والسويس، الذين أكدوا إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين في المنسوب وتحديدا لأن شاطئ بورسعيد رملي وليس حجريًا أو طينيًا.

 

 

 

 

تشكلت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية في عام 1858، وكانت مدة الحفر 10 سنوات، وتم افتتاح قناة السويس عام 1869، ونحت المهندسون تمثالا للمهندس "فرديناند ديلسبس" من المرمر الأصلي، لكنه بشكل مصغر، ولقى التمثال إعجاب "ديلسبس"، وهو ما جعلهم صنعوا تمثالا آخر بنفس المواصفات، لكنه ضخم يزن عدة أطنان ويزيد ارتفاعه على 20 مترًا، وأقيم كورنيش لقناة السويس ووضع عليه في مدخل قناة السويس بمحافظة بورسعيد.

 

وظل تمثال "فرديناند ديلسبس" في مدخل القناة إلى أن أنزلت المقاومة الشعبية البورسعيدية التمثال من أعلى قاعدته في مدخل قناة السويس عقب العدوان الثلاثي على مدينة بورسعيد من قبل قوات الاحتلال "إسرائيل وفرنسا وإنجلترا" عام 1956 كرد فعل رفضا للعدوان منهم ورفضا لوجود تمثال لفرنسي على أرض بورسعيد ومازالت قاعدة التمثال موجودة حتى الآن في مدخل القناة، إلا أن التمثال ذاته تم تشوينه وتخزينه على سطح مبنى قبة قناة السويس في ظل رفض على مدار العقود المتتالية حتى الأن بإعادة التمثال على قاعدته لأن أهالي بورسعيد يعتبرون وجود قاعدته خالية منه دليلا واضحا على دور الأجداد في المقاومة الشعبية.

وتنفرد "بوابة روزاليوسف" برصد استراحة "فرديناند ديلسبس" من أجل إقامته بها طيلة مدة حفر المشروع والعمل بإدارة شركة قناة السويس العالمية آنذاك، ونجد من ضمن المقتنيات لوحة مرسومة بالفحم قد رسمه أحد الرسامين الفرنسيين ولم تكتمل كانت من ضمن مقتنيات "ديلسبس"، وتمثال " فرديناند ديلسبس" من المرمر الخالص لا يوجد مثيل له في أي دولة أخرى الذي تم نحت التمثال الكبير الذي وضع في مدخل القناة على نفس هيئته، فضلا عن بعض السجاد والطاولات والمقاعد التي أعدت أثرية.

 

 

 

 

كما أن تلك الاستراحة كانت مقر استضافة الإمبراطورة "أوجيني دي مونيتو كوتيسة" التي ولدت في إسبانيا في 5 مايو 1826، وتزوجت من الإمبراطور نابليون الثالث، وجاءت مصر بدعوة من الخديو إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس 16 نوفمبر عام 1869، وقد تحولت في وقت سالف إلى دار للراهبات الفرنسسكان، ومن ثم أغلقت تارة أخرى إلى أن أعيد افتتاحها لبدء أعمال الترميمات والتجديدات بها.

وتم تحويل استراحة "سانت أوجيني" إلى بانوراما مجسمة لتروي وتخلد أحداث حفر قناة السويس وأعمال السخرة التي قضت على قرابة 100 ألف مصري لقوا مصرعهم أثناء حفر قناة السويس في عام 1859، ورصد الفنان الكابتن طيار أحمد العيسوي السيناريو الدرامي لأعمال حفر قناة السويس وحتى الاحتفال بافتتاحها عام 1869، وجسد الاحتفال بافتتاح قناة السويس من خلال بانوراما أقيمت 3 منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسي والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحي، وجلس الخديو إسماعيل، والمهندس ديلسبس، والإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا، وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولي عهد بروسيا، والأمير هنري شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالأستانة، والأمير محمد توفيق ولي العهد، والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائري، بالمنصة الكبرى.

 

 

 

منصة حفل افتتاح القناة وعلى رصيف النزول اصطف العساكر، واصطفت المراكب الحربية على شكل نصف قوس داخل ميناء بورسعيد، وتلا الشيخ إبراهيم القرآن الكريم، وأنشد المسيحيون نشيد الشكر.

شيدت استراحة "سانت أوجيني" على الطراز الأوروبي والذي يجمع بين عناصر الطراز الكلاسيكي وطراز عصر النهضة، حيث تتميز واجهاتها بالضخامة والارتفاع، وهي مبنية من الحجر فقط دون أن يتداخل في البناء الخرسانة أو الحديد أو غيره من مواد البناء بينما نفذت أرضيات أروقتها الثلاثة من الرخام.

 

 

وزخرفت الجدران والأسقف والعقود بالعديد من العناصر تتنوع ما بين أفاريز وكرانيش ويبلغ ارتفاعها قرابة الـ11م، وتضم استراحة "سانت أوجينى الكثير من المقتنيات التي مازالت تحتفظ بحالتها حتى الآن.

 
تم نسخ الرابط