رجب المصري.. ؤبالأقصر بدرجة "فنان تشكيلي"
الأقصر - محمد راشد
رسم البسمة على وجوه المرضى بإبداعاته
يحترف النقش على البطيخ بصفة خاصة
محمد صلاح وأم كلثوم أشهر إبداعاته
لم يكن قطاع السياحة يومًا مجرد مهنة تدر أموالًا على مشتغليها فحسب، بل زاد الأمر عند البعض منهم إلى جعلها معرضًا لهوايتهم التي فارقتهم مؤقتًا منذ الانتهاء من مراحل تعليمهم، القطاع في حد ذاته أصبحت تلك الهوايات من رسم وغناء ونحت، بالنسبة له مؤخرًا عاملًا كبيرًا من عوامل جذب السائحين، فالعين تجذبها الأعمال الساحرة والجميلة البديعة.
رجب المصري شيف بدرجة رسام، مزج بين المهنة والموهبة فكيف لا وهو من بلاد الجمال "الرباني" أسوان، لكنه استقر قبل سنوات قليلة بالأقصر، كبقية أبناء القطاع السياحي وحبه لمجال الرسم منذ الصغر جعله يمتهن مهنته بشكل غير التقليدي الذي اعتدناه، فعمله الدءوب على رسم المأكولات الشهية على الأطباق الصناعية جعلها بمثابة لوحات تشكيلية تسر الناظرين ملتقطًا بجوارها الصور التذكارية بتلك الإبداعات.
يقول الشيف رجب لـ"بوابة روزاليوسف" إنه كان يعيش بمحافظة أسوان حتى تخرجه في كلية السياحة والفنادق في عام ١٩٨٨ وبدأ يعمل بمجال السياحة حتى اضطرته إلى أن ينتقل للأقصر، حيث كانت تشهد معدلات سياحية قوية للغاية في ذلك الوقت.
وأضاف المصري كما يحب أن ينادي به أنه كان أثناء مراحله التعليمية يعشق الرسم فنبغ به منذ الصغر وقام على تنميتها حتى أصبحت موهبته ولم يعلم أنها لن تفارقه عندما يعمل "شيف" في أحد الفنادق العائمة بالأقصر ملمحًا إلى تعلقه الشديد بالمطبخ جعله يستخدم مهاراته في النقش والرسم على المأكولات التي يصنعها، وهي ما استمرت معه منذ ٢٠ عامًا، حيث أول عمل فني له من ذلك النوع حتى اللحظة.
ويكمل الرسم على الثمار وخاصة البطيخ عمل أقوم به وأنا سعيد للغاية، فهو فن ترفيهي انتهجه منذ سنوات للترويح عن نفسي أولاً وإشعاري بأنني أعمل للعمل وليس لأي مقابل مادي فأنا لا أتقاضى سوى مرتبي الشهري، كما أن السائحين يعشقون تلك المنقوشات ورؤيتها على الثمار، وأنا أعشق أن أخدم عملي قدر الاستطاعة، والرسم هواية منذ الصغر، رأيت أنني قد أفعلها في الكبر ولكن بطريقة مختلفة وسلسة.
وأوضح الشيف رجب أنه يقوم بالنحت على الثمار وخاصة البطيخ كونه يحتوي 3 طبقات من القشر الشميك، ولكن هناك العديد من الثمار التي يقوم بالنحت عليها، أبرزها الكانتلوب الشمام الثمار الصغيرة، والتي يقوم بعمل "إيموشنات" لطيفة للسائحين من خلالها، وقشرة البطيخ هي الأفضل لمرونة التعامل معها بأدوات النحت البسيطة كالمنقاش والمسطرة.
ويشير إلى أن أشهر الرسومات التي قام بنحتها على المأكولات رسومات لمحمد صلاح لاعب المنتخب الوطني وأم كلثوم وميكي ماوس والآيات القرآنية"، مؤكدًا أن هذه الرسومات نالت إعجاب جميع السياح الذين رأوا عمله وأخذوا يتهافتون ملتقطين بجانبها الصور التذكارية بشكل كبير، وهو أمر ترويجي للسياحة في المقام الأول.
أما عن سؤاله بالنسبة لزيارته لمستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان قال إنه في بالغ السعادة بعد استطاعته رسم البسمة على وجوه مرضى السرطان بطريقته الخاصة عندما قام بنحت صور على حبات البطيخ، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "ارسم بسمة" التي نظمتها المستشفى.
وأردف أنه يتطلع لتكرار التجربة في مستشفيات أخرى لرسم البسمة على وجوه المرضى في كل مكان وليس في الأقصر فقط، خاصة بعدما أصبحت الواقعة مثار حديث العديد من الصحف المحلية والعالمية.



