الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تعرف على العلاقات السياسية بين مصر وأمريكا

تعرف على العلاقات
تعرف على العلاقات السياسية بين مصر وأمريكا
كتب - السيد علي

بمناسبة زيارة الرئيس السيسي الحالية لنيويورك تجدر الإشارة إلى أن الرؤية المصرية الجديدة تجاه العلاقات مع الولايات المتحدة انعكست في تصريحات ولقاءات الرئيس السيسي التي ركزت على أن العلاقات المصرية- الأمريكية، هي علاقات استراتيجية تقوم على ثوابت يحرص عليها الطرفان، وتأكيد تفهم الأمريكيين خلال السنوات الثلاث الماضية لحقائق الوضع في مصر، وسياستها التي تتسم بالتعقل والتوازن والحرص على تلك العلاقات، حسبما جاء في تقرير الهيئة العامة للاستعلامات

وقد شهدت العلاقات المصرية- الأمريكية تطوراً كبيراً منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، ومرت بمراحل متعددة يمكن توضيح ذلك من خلال استعراض الزيارات الرسمية المتبادلة واهم المحطات والأحداث التي كان لها تأثير في العلاقات.

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر غلب طابع الاختلاف والصراع على العلاقة المصرية الأمريكية، وهو الطابع الذي وصل إلى قمته بحرب عام 1967 وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. وإن كان هذا الطابع لم يخل من لحظات التعاون وربما التقاء الأهداف، كما بدا في الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في مفاوضات الجلاء المصرية البريطانية التي أدارها نظام ثورة 23 يوليو، وفي الموقف الأمريكي من حرب السويس عام 1956.

الرئيس الراحل محمد أنور السادات

في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان هناك طابع تعاوني بين البلدين، على النقيض من عهد عبد الناصر، في وصل إلى درجة من التوافق الاستراتيجي في الأهداف والوسائل، وبلغ قمته وصعوده بعد توقيع اتفاقية (كامب ديفيد) ومعاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، حيث رأى السادات في الولايات المتحدة الحليف الذي سيساعد مصر على حل معضلاتها، سواء فيما يتعلق بالنزاع مع إسرائيل أو في تلبية متطلبات التنمية الداخلية.

الرئيس الأسبق حسنى مبارك

أما في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تطورت العلاقات المصرية- الأمريكية، وإن ظلت ودية ومتفاوتة في جوهرها، إلا أنها لم تخف ما تتضمنه من إمكانية الاختلاف والتباين بل والتناقضات العلنية أحيانا، خاصة إزاء العدوان الإسرائيلي على لبنان 1982 وقضية الديون العسكرية تجاه الولايات المتحدة، وتبني إدارة بوش الابن أجندة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، ومطالبات واشنطن للقاهرة بإغلاق الأنفاق مع قطاع غزة، وإعادة تأهيل الشرطة المصرية للتعامل مع حقوق الإنسان، والفصل بين ميزانية وزارة العدل والقضاء المصري.

وفي يونيو 2009 وبعد 8 سنوات من العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وفي أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر، قام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بإلقاء خطاب إلى العالم الإسلامي من قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة.

ثورة 25 يناير

جاءت ثورة 25 يناير 2011 لتمثل مرحلة جديدة في العلاقات المصرية- الأمريكية، حيث واجهت السياسة الأمريكية وضعا جديدا لم تتوقعه في الأيام المبكرة للثورة، حيث تردد الموقف الأمريكي في تأييدها، ولكن أمام ما لمسته واشنطن من قوة الدفع والشمول اللذين اكتسبتهما الثورة، أعلنت الولايات المتحدة تأييدها لها بل طالب أوباما، مبارك بالتخلي عن الحكم.

وفي سبتمبر 2011 خلال زيارة وزير الخارجية المصري آنذاك محمد كامل عمرو لواشنطن، قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حينها "أقدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي كان مؤسسة الاستقرار والاستمرارية.. ويتطلع الشعب المصري إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لدعم عملية التحول الديمقراطي وضمان سير الانتخابات بطريقة إيجابية توفر الشفافية والحرية والنزاهة".

ثورة 30 يونيو

وبعد ثورة 30 يونيو 2013، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس بيانا، اعتبر أن الإخوان المسلمين فشلوا في فهم الديمقراطية بشكل حقيقي، مطالبا الجيش والحكومة الانتقالية بالبرهنة على نيتهم للتحول الديمقراطي، وإشراك قطاع عريض من الشعب في عملية كتابة الدستور، داعيا جميع الفصائل السياسية في مصر إلى نبذ العنف.

وخلال الأيام التالية للثورة، بدأ يتزحزح موقف الإدارة الأمريكية تدريجيا، وظهر قبولها للوضع الجديد في مصر.. وفي 18 يوليو 2013، أكد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، في ذلك الوقت، أن الجيش المصري جنب البلاد حربا أهلية.

في عهد الرئيس السيسي

وفي يونيو 2014 (عهد الرئيس السيسي)، أجرى الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس السيسي لتهنئته على تنصيبه والتعبير عن التزامه بالعمل معا لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين، وأكد التزامه بشراكة استراتيجية بين البلدين، مشددا على استمرار دعم الولايات المتحدة للطموحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري واحترام حقوقه العالمية.

وفي الأول من إبريل 2017، قام الرئيس السيسي بزيارة إلى واشنطن، استقبله خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض.. وبحث الجانبان عددا كبيرا من الملفات الثنائية والإقليمية بما في ذلك محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي ودعم السلام والاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات، خاصة الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية.

وشهدت المباحثات استعراضا شاملا للأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الأزمات في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا، وسبل إنهاء معاناة شعوب هذه الدول الشقيقة.

كما أجرى الرئيس السيسي مجموعة من اللقاءات المهمة، استهلها بعقد لقاء مع رئيس البنك الدولي جيم يونج كين، كما التقى وزير الخارجية الأمريكي حينها ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتياس ونخبة من أعضاء الكونجرس بغرفتيه وكبار السياسيين والباحثين من كبرى مراكز صنع القرار الأمريكية.. كما عقد مائدة مستديرة مع رؤساء كبرى الشركات الأمريكية، سواء التي تعمل بالفعل في مصر أو التي توجد نية لاجتذابها للاستثمار في المشروعات الجديدة، لا سيما القومية الكبرى خلال الفترة القادمة.

تم نسخ الرابط