المقاتل سمير حنا يكشف سر تجهيز القوات في مركز القيادة البديل بعد 10دقائق من اندلاع المعركة
القليوبية- حنان عليوه
الملازم أول سمير: مجند رفض الاختباء في الخندق قبل قائد الكتيبة فقد رأسه شهيدا
يحتفل جموع الشعب المصري، بعد غدا بالذكرى الـ45 لحرب أكتوبر المجيدة، واسترداد سيناء أرض الفيروز، ولا نغفل ما قدمه جيشنا العظيم ودوره في إعادة كرامة الشعب المصري، التي شارك بها الإخوة المسيحيون، ونلقي الضوء على بعض الشخصيات القبطية التي شاركت في الحرب ببسالة ووطنية تشهد عنها سطور التاريخ وحكاياه.
قال النقيب سمير لبيب حنا عبده، 71 عامًا، من أبناء مدينة بنها بمحافظة القليوبية، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أنه تخرج في كلية التجارة عام 1969 ثم التحق بالقوات المسلحة برتبة ضابط احتياط في شهر سبتمبر، بسلاح "الإشارة" وكان مسؤولا عن العقود الخارجية التي كانت مصدر ثقة من قائد الوحدة، وتضمنت المهمة جمع أسرار العقود الخارجية لسلاح الإشارة.
واسترجع البطل سمير ذكرياته في بداية الحرب عندما أخبروه بأن هناك مشروعًا تكتيكيا ووضعوني في مركز عمليات 2000 وهذا المركز كان البديل للمركز المتواجد فيه الرئيس السادات في حالة حدوث أي شيء في مركز الرئيسي للسادات.
.jpg)
وأشار سمير: يوم المعركة كنا متواجدين في المركز الذي يضم القيادات وكنت حين ذلك برتبة ملازم أول وفي تمام الساعة 2.15 بعد الظهر وجدت اتصالا من الرائد عبد الكريم وأخبرني أن قواتنا بتعبر الآن، وطلب مني الاتصال بجميع المعسكرات لتجهيز متطلبات القوات التي تعبر، وأقوم بإرسالها لمعسكر الجلاء بالإسماعيلية.
وأضاف سمير: عند توجهنا لمعسكر الجلاء في الإسماعيلية بصحبة العقيد محيي الدين، وأحد المجندين عند آخر ضوء، حدث انفجار فتوجهنا لاحد الخنادق للاختباء فيه وطلبنا من المجند النزول أمام المجموعة لكنه رفض لأنه اقل رتبة ويوجد رتبة أعلى منه فكيف يتقدم عليها وبالفعل تقدم المجموعة العقيد محيي الدين وكنت أنا خلفه وكان خلفي المجند وعند النزول من على أول درجة لداخل الخندق سمعنا دوي انفجار ونظرت للخلف فوجدت المجند خلفي جسدًا دون رأس، واصبحنا في حالة ذهول وحزن لما شاهدنا ولم نستطع لفترة طويلة تناول الطعام من هول المشهد والصدمة.
وكلما يسقط زميل كان يزيدنا إصرارا وقوة على أن ننتصر، وكان شعارنا إما النصر أو الشهادة.
وأضاف البطل في صباح اليوم التالي توجهنا لمركز العمليات لتجهيز جميع متطلبات القوات التي تعبر
وكانت مسؤولية كبيرة أتحملها لأنني كنت الوحيد الذي اعلم ما هي المعدات الموجودة في المخازن وهي مهمة لا تقل أهمية عن أي قائد أو ضابط أو مجند عبر خط برليف فكنت من يمد هؤلاء بكل ما يلزم القوات من معدات عسكرية.
وقال سمير: عندما قام الرئيس السادات بإلغاء التعامل مع روسيا، طلبت هيئة التسليح مندوب من سلاح الإشارة للجلوس في المؤتمرات في هيئة التسليح، فتوجهت أنا وفوجئت بأن رئيس هيئة التسليح يطلب مندوب الإشارة وسألني عن العميد "حسين" وقال لي انت كفؤ؟ فقلت له اكيد يا أفندم وإلا مكنتش جيت.
وأوضح البطل أنه بعد الانتهاء من الحرب تم تكليفي بأن أكون مسؤولا عن العقود الخارجية والمحلية وذلك لأمانتي وكفاءتي، وقبل خروجي من القوات المسلحة بحوالي 6 أشهر احضروا عقيدا و3 ضباط للاستلام مني وتدريبهم على العمل وانا كنت أقوم بكل ذلك.
وقال البطل انهم استعانوا بي مرة أخرى عندما طلب القائد من الزملاء عقد شراء مستلزمات من ألمانيا الشرقية ولكنهم فشلوا في إحضار العقد، وبالفعل نجحت في تلبية طلبه وتمت ترقيتي لرتبه نقيب.



