سارة السهيل بمعرض عمان: ستظل النصوص خالدة
كتب - محمد خضير
ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته 18، شاركت الكاتبة والشاعرة سارة طالب السهيل بندوة حول النص والصورة، حيث أدار الندوة الصحفي والفنان التشكيلي رسمي الجراح.
وفي مستهل الندوة قالت السهيل إلى شرفت بحضور افتتاح معرض عمان الدولي للكتاب العام الماضي وسط كوكبة من كبار الكتاب والمفكرين، واليوم أحضر بينكم بمشاركة في ندوة النص والصورة، باعتبارها فرصة أتاحها لي مسؤولي المعرض لأشارك عمليا في أهم حدث ثقافي في وطني الأردن، وطن التراث والحضارة والعلم.
خاصة أن هذه الدورة اختارت مصر قلب العروب ضيف الشرف، ولأنها بالأكثر تنطلق تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين". ومن ثم فهي دورة- برأيي- تاريخية بكل المقاييس لأنها تنتصر للقدس الرمز والمعني والتاريخ والقدسية التي تحملها قلوبنا لهذه المدينة المقدسة كعرب مسلمين ومسيحيين وتنتصر لحق الشعب الفلسطيني الواقع تحت براثن الاحتلال في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
فقضية فلسطين والقدس هي قضية الأمة العربية كلها من المشرق للمغرب على تعاقب الأجيال، وتبني معرض عمان لها هو تبني للحقوق المقدسة والشرعية وفقا للقوانين الدولية، وهي قضية كل المثقفين والمبدعين الشرفاء في العالم كله، قضية استعادة الحقوق المسلوبة وتحرير الوطن من الاحتلال وشرف مدينة القدس،
ولذلك فإنني أشعر بالفخر والاعتزاز بالأردن وهو يزود عنها في معرض كتابه الدولي ليحفظ ذاكراتها التاريخية أمام آلة الاعتداء ضدها وضد أهلها الشرعيين من الفلسطينيين.
ولا شك أن معرض عمان أحد المشاعل الثقافية التي تضئ سماء وطننا العربي بأنوار أحدث ما أصدرته المطابع في العالم من إبداع وفكر وثقافة منجز علمي، يجمع بين القديم والحديث كجسر ثقافي تعبر عليه الثقافة الإنسانية في إبداعها للنص والصورة معا.
والقضية التي نتناولها اليوم حول "النص والصورة" تعبر عن إشكالية جدلية فجرتها وزادت في إلحاحها علينا طبيعة عصر ثقافة الصورة الراهنة بل ورقمتنها، وفي تصوري أنها ستظل جدلية مشتعلة لعدة أجيال قادمة.
والحقيقة أن كلا من الصورة والنص قد تبادلا الأدوار في معطيات التاريخ البشري الإنساني، وكان لكل منهما منجزه في التأريخ والتعليم والتثقيف وصنع الحضارة.
وحول الصورة أشارت سارة إلى انه من المعروف تاريخيا ان ثقافة الصورة قد سبقت ثقافة الحرف من خلال النقوش والحفريات على الصخور والألواح والمعابد القديمة، بل انه عندما ظهرت ثقافة الكتابة، فإن الصورة أخذت تلاحقها أيضا في القدرة على الحضور وإثبات ذاتها من خلال استخدام الصورة في تقديم تفسيرات مبسّطة على هوامش المخطوطات في العهود القديمة ومع بدايات التدوين.
وقالت وفي عصر ثقافة الصورة الراهنة فإن فضاءات التكنولوجيا الحديثة منحت الفرص الأكبر للصورة لكي تتصدر ملكات التعبير والدلالات وتكون لها الغلبة في كثير من الأحيان على النصوص مستعيدة في ذلك قدراتها في الأزمنة السحيقة على التواصل بين البشر والتفاعل الإنساني بأبسط الطرق تأثيرا.
فقد كانت الصورة سبيلا وحيدا قبل اختراع الكتابة، للحوار والاتصال بالآخرين وتوصيل الأفكار إليهم عبر النقش على الحجارة والأخشاب، وكما يقال في الآثار الصينية، فإن صورة واحدة تغني ألف كلمة في قدرتها على الإقناع.
أما عن الكتابة باعتبارها تطورا حضاريا أوضحت السهيل.. أنه رغم أهمية الصورة إلا أنها لم تفِ باحتياج الإنسان لمزيد من التعلم والفهم، ومن كانت الحاجة إلى اختراع الكتابة كوسيلة للتعبير، وانطلقت في البداية بالحروف التصويرية، عبر الكتابة السومرية التي تعود إلى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، حيث ازدهار حركة الزراعة والتجارة في المراكز الكبرى، ولجأ إليها المسؤولون عن المعابد بهدف الاحتفاظ بسجلات الحبوب والأغنام والماشية التي كانت تدخل أو تغادر متاجرهم ومزارعهم، فكتبوا نصوصهم على أقراص طينية رطبة باستخدام أداة مدببة.
ثم كانت الهيروغليفية في مصر القديمة التي ظهرت أيضا حوالي عام 3000 قبل الميلاد، واستخدمت للكتابة على جدران المعابد والمقابر والتماثيل وغيرها.
وطهر النظام الأبجدي نظام الكتابة الميسيني اليوناني عام 1400 قبل الميلاد، وكان يُعطى لكلّ حرف ساكن أو متحرك رسمًا بيانيًا مميزًا، ثم تطور النظام الأبجدي، الذي يهتم بتقسيم الكلمة لمجموعةٍ من الأصوات الساكنة وأصوات العلة، ووفقًا للباحث البريطاني جيفري سامبسون فإن معظم الأبجديات الحالية مشتقة من الأبجدية السامية، التي نشأت في الألفية الثانية قبل الميلاد، اخترعها متحدثون من بعض اللغات السامية، مثل اللغة الفينيقية، وتوالي تطور الكتابة عبر التاريخ والشعوب حتى القرن الرابع عشر عندما ظهرت فكرة الأبجدية في أوغاريت التي اعتمدت على تفكيك المقطع الصوتي الأكدى والفصل بين الحرف وبين الحركة واستمر الوضع حتى جاء الفينيقيون واخترعوا الخط الأبجدي معتمدين المبدأ الاكروفوني وقد مثلت هذه القفزة الفينيقية أرقى مراحل الكتابة الإنسانية لأن الآراميين اقتبسوا من الفينيقيين هذا الخط ونشروه في أرجاء المشرق كله فانبثق منه العبري المربع والتدمري والنبطي والعربي.
وفيما يخص الخط العربي استكملت حديثها وقالت.. ووفقا لحديث نبوي رواه مسلم في صحيحه: (كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك) والمراد بالنبي هو نبي الله إدريس وبالخط: خط الرمل والمعنى أن سيدنا إدريس هو أول من عمل على نشر الكتابة في الذرية لأنه تعلم من سيدنا أدم حيث عاش 308 سنة ثم بعد ذلك سيدنا نوح ثم بعد ذلك نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وعن عباس رضي الله عنه: "أن أول من كتب بالعربية ووضعها هو إسماعيل بن إبراهيم"، وإن سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام هو أول من كتب بالعربية وقد كتب بخط موصول حتى فرق بينها ولداه همسيع وقيذر.
وكما يذكر الباحثون المتخصصون، فإن منشأ الخط كان في اليمن أولا ثم انتقل إلى الحجاز واصله من القلم المسند الذي هو قلم حمير المتفرع عن القلم الآرامي وقد بلغ هذا الخط درجة عالية من الإتقان والجودة زمن دولة التبابعة انعكاسا لحضارتهم وعلمهم.
وأكدت سارة بان للكتابة أهمية مشيرا إلى انه قد أثبت التاريخ الإنساني أهمية الكتابة والنصوص المكتوبة في تسجيل علوم وتاريخ الشعوب والحفاظ تراثهم من الضياع ومن ثم نقله الأجيال دون ضياع، فالنص المكتوب هو الذي نقل إلينا هو نقل العلوم والقوانين التي ورثناها من أجدادنا ثم طورناها عبر الأجيال لنصنع منها تكنولوجيا العصر الراهنة، لأنه من المعروف أن العلوم والمعارف تراكمية يبني عليها، ولا توجد حضارة انطلقت من نقطة الصفر، لكنها انطلقت من بدايات علمية حفظها لنا النص المكتوب.
فلولا هذا لنص لما وصلنا لما نحن فيه الآن من علوم وتكنولوجيا متطورة، ولبدأت كل حضارة أبحاثها من نقطة الصفر.
ومن منظر آخر قالت السهيل بان هنالك علاقة جدلية بين النص والصورة وذكرت بان هذه العلاقة تبدو متشابكة ومعقدة من حيث قدرة إحداها في التأثير على الملتقى مقارنة بالأخرى، فهناك من ينتصر لسطوة الصورة وتأثيرها، وهناك من ينتصر لطغيان النص وتأثيره على الصورة، جاذبية النص.
وقد يرتبط التأثير للنص أو الصورة على تعتمد على نوعية المتلقي وتركيبته النفسية، فقد تميل التركيبة النفسية لإنسان إلى الصورة وجمالياتها، بينما تميل تركيبة إنسان آخر إلى الكلمة ودلالاتها ويجد متعة كبرى في كشف هذه الدلالات وفك شفراتها ورموزها.
في حين أن ثقافاتنا المعاصرة تعتمد على الصورة لكنها لم تستطع أبدا التخلي عن النص ولم تسطع ان تملأ فراغه وهذا يعني- في تقديري- أن كلا من النص والصورة يكملان بعضهما في إحداث التأثير على المتلقي فكريا وجماليا.
وعادت الكاتبة سارة بالذاكرة إلى نصوص اديب نوبل العربي نجيب محفوظ والتي تحولت معظم إبداعاته الروائية والقصصية إلى أفلام سينمائية عبقرية. وقالت: فرغم براعة التصوير والأداء التمثيلي لنجوم هذه الأعمال الخالدة إلا أنها اعتمدت بشكل رئيسي على نص عبقري، بل أن قصص وروايات نجيب محفوظ نفسها كانت ملهمة لمبدعي الرسم فأبدعوا في أغلفة هذه الروايات إبداعا موازيا لإبداع النص الأساسي.
ولكن أيضا، فانه كما يحقق النص الأدبي متعة التلقي وينمي حاسة التذوق لدي الملتقي، فإن حضور الصورة بأغلفة هذه الإبداعات النصية يزيدها ألقا ويحفز الملتقي على الإقبال على النص.
وأوضحت بان هذا ينجلي حقيقة تصوري بأن اقتران الصورة النص عندما يقترن بالصورة فانه يحقق تكاملا في الإبداع، فإبداع الصورة كعنصر جذب وتشويق يولد من رحم الإبداع الرئيسي وهو النص.
غير أن سن القارئ ودرجه ثقافته وذائقته قد تحدد مدى إقباله على الصورة أكثر من النص أو العكس، فكلما كان الكاتب محترفا ومبدعا أصيلا فإن الجمهور يقبل على نصه بمعزل عن الصورة إلا في القليل.
وقد يفسر هذا لماذا ترتبط قصص الأطفال بشكل أساسي على فن الصورة كعنصر جذب وتشويق وإثارة وأيضا فهم تنمية ذائقة بصرية، فالصغار يحتاجون أكثر من الكبار إلى الصورة في عمليات تثقيفهم وتعليمهم وتنمية حواسهم الوجدانية وأيضا ملكاتهم العقلية.
فالنص القصصي للصغار قد يكون قالبا خياليا تستوحي منه الرسوم الشارحة للطفل والجاذبة لانتباهه، فعلميا فإن البعد البصري يستحوذ على انتباه الطفل أكثر من النصوص نفسها، لأنه يستثمر قدرته على التخيل عبر تفسير الصورة لغويًا. وهذا المعيار التعليمي والتثقيفي يمثل ضرورة في الفهم والتلقي والتذوق في المراحل العمرية الأولى من عمر الإنسان، لأن معطيات الصورة المشوق في الصغر تنقل الأطفال لاحقا إلى عالم القصص والرواية عندما يشب عن الطوق.
أما عن لغة الصورة فاستطرت بالحديث مؤكدة بان العلماء يؤكدون أن دخول الصور والرسوم بطريق تربوية وعلمية يمثل ضرورة ملحة في الإبداع للصغار، لأنها تعمل على تنمية الحس الأدبي لديهم، ولذلك فإن أول ما يجذب الطفل في الكتاب أو القصة هو الغلاف بما يحتويه من صور ورسوم تحكي الموضوع بألوان جاذبة وبراقة.
وأشارت أيضا في حديثا عن الرسوم باعتباره تعد لغة مهمة تساعد الطفل على فهم النصوص القصصية وتضفي عليها الروح الجمالية وتحفز الطفل على القراءة عبر عنصر الخيال الفني لهذه الرسومات، كما انها تساعده على تذكر القصة وإغناء قاموسه اللغوي.
وعلى ذلك، وفي ظل ثقافة الصورة وتصاعد تأثيرها في القرية الكونية وفضاءات الإنترنت التي نحياها في ألفيتنا الثالثة للميلاد، فإن الرسم بات وسيلة تفاعلية تغطي العديد من الجوانب الحسية والمعرفية والعقلية والإبداعية. فالصورة لغة عالمية تحمل المعاني والدلالات والأفكار بأيسر السبل إلى المتلقي وتتجاوز عوائق كثيرة، مثل حل شيفرة المكتوب كقدرة وزمن، هي الفكرة مباشرة بأقل وساطة ممكنة،
فالرسومات التي تجذب الطفل تفتح أمامه فرص التخييل وإنماء الوجدان والمعرفة الثقافية، فضلا عما توفره من متعة وتسلية، ومن ثم فإن تنمية المنظور البصري لدي الصغار يشكل ضرورة لفهم النص وكشف دلالاته، وبموجب ذلك تصبح الصورة لغة عالمية قادرة على حمل العديد من المعاني والدلالات والأفكار بأبسط الطرق أمام الصغار.
بينما جاء حديثها حول إيقاع الصورة مؤكدة بانه لا يمكن لإنسان عاقل في زماننا أن يغفل حقيقة أن عصر الميديا وطغيانه قد تواكب معه طغيان موازٍ للكتابة البصرية خاصة بين فئة الشباب، لانهم نشأوا على إيقاع عصري سريع شهد اختزال المسافات والأمكنة والحواجز، فالمعلومة تصل إليه في اقل من الثانية فور بحثه عنها بمحرك البحث جوجل وغيرها، وتأنيه هذه المعلومة مصحوبة بكل أشكال الصور المصاحبة، ومن فإن ذائقته المعرفي والوجدانية قد تلونت بطابع العصر، كما اننا لا يمكننا ان نفرض عليه نمطا ثقافيا يكرس لثقافة النص بينما هو يتعامل يوميا مع آلاف الصور في شتى مجالات الفنون والعلوم والآداب.
والحقيقة فإن إيقاع الصورة يبدو أكثر توافقا مع إيقاع هذا العصر السريع في تدفق معلوماته المعرفية والثقافية، لأن الصورة أسرع وأسهل التعبير عن المحتوى، ومن هنا كان الكتاب الرقمي له حضور في وسط كوكبة الشباب الذي لا يريد أن يهذب للمكتبة لاقتناء كتاب أو شرائه.
لكنني في المقابل أرصد كما يرصد غير من المهتمين بالكتابة فنون الصورة أيضا أن ثقافة الصورة السريعة جاءت انعكاسا لثقافة الاستهلاك السريعة، ويمكن تسميتها بثقافة التيك أواي، سرعان ما تؤكل لكنها لا تغذي العقل وتصمد في الذاكرة الوجدانية طويلا، بعكس ثقافة النص التي تبقي صامدة لأمد زمني أطول وتشكل وعيا تراكميا للمعرفة والثقافية الإنسانية الأصيلة والتي لا يمحوها الزمن.
وقد علمتنا التجارب الإنسانية حقيقة ان ما يأتي سريعا يذهب أيضا سريعا، دون ان يترك أثرا فاعلا في حياة الأجيال المتعاقبة، بينما الثقافات الحضارات التي تتشكل بتمهل ويتم هضمها بتأني، فإنها تحافظ على سر بقائها وخلودها.
وأشارت إلى أن ثقافة الصورة السريعة هذه لا تحتاج إلى تأويل عميق ومن تأثيرها في النفس لا يبقي كثيرا، بينما النص يحمل في طياتها قراءات متعددة وتأويلات مختلفة، ولو نظرنا في النص المقدس كالقرآن الكريم لوجدناه ليس معجزا في تراكيبه وألفاظه ومعانيه فحسب، بل إن أعظم ما فيه- حسب فهمي المتواضع- هو تعدد تأويلاته إلى قيام الساعة، فهو مدهش وسيظل مدهشا لجميع الأجيال من العلماء المتخصصين ممن يملكون ملكة التأويل.
اما النص الأدبي فأشارت إليه وقالت، أيا كان نوعه قصة أو رواية أو ديوان شعري، فانه هو الآخر- رغم انه منجز بشري- فانه يبقى من أسرار جمالياته هو القراءات المتعددة له وقدرة المتلقي حسب ثقافته وذائقته على فك شفراته والتفاعل مع رموزه والاستمتاع بجماليات الفك والتركيب لهذا النص، بل إن القراءة النقدية للنص الأدبي تعد بمثابة إبداع موازٍ يقوم به الملتقي أو الناقد خلال عملية عقلية وإبداعية ملهمة في التأويل.
ولا أحد يستطيع ان يلغي التطور البشري ووصول الإنسانية لأعلى مراحل تقدمها التكنولوجي والذي قادها إلى ثقافة الصورة وطغيانها، لكن تجارب البشرية أيضا علمتنا ان فن السينما عندم ظهر بكل قوته لم يلغ المسرح، والدراما التليفزيونية بكل جبروتها ونفاذها إلى كل بيت لم تلغ السينما، والصحافة الإلكترونية لم تلغ الصحافة الورقية، والكتاب الرقمي لم يقض على الكتاب الورقي، فكل من هذه القنوات الثقافية والمعرفية لم تلغ الآخر، بل بقيت مجاورة لها، ولكل منها جمهوره ومتلقيه.
واختتمت حديثها مشيرة إلى أن النصوص ستظل خالدة لا يمحوها الزمن، فالتدوين والنص المكتوب هو الذي حفظ لنا العلوم والإبداعات الإنسانية من الاندثار، ولن تستطيع الصورة أن تلغي النص لكنها ستظل معبرة عنها تستوحي منه الأفكار وتزيدها إضاءة وإشعاعا.



