وصفه السادات بــ"الصامت الرهيب" كمدفعيته.. من هو؟
كتب - السيد علي
الفريق محمد سعيد الماحي قائد سلاح المدفعية الذي سيطرت نيران قواته على امتداد الجبهة لتغطية قوات العبور وإنزال الرعب في حصون خط برليف وفتح الثغرات في الساتر الترابي.
ولد الماحى في دمياط في 1 فبراير 1922- 20 يونيو 2007، وتخرج في الكلية الحربية سنة 1942، ثم في كلية أركان حرب سنة 1951، شارك في حرب 1967، شغل منصب قائد سلاح المدفعية في حرب أكتوبر. رقي إلى رتبة الفريق سنة 1974.
وشارك في حرب 1948، بعد ثورة يوليو تولى قيادة اللواء 41 ثم اللواء 53 مدفعية، شارك في حرب اليمن عام 1962.
واستمرت حرب الاستنزاف في الفترة ما بين 1968 و1970، وفي هذه الفترة كان سلاح المدفعية أحد الأسلحة الأنشط، الذي استطاع تكبيد العدو الإسرائيلي القسم الأكبر من العتاد والمعدات والقوة البشرية، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي للهرولة لبناء المانع العسكري الأضخم خط برليف، فور مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار، لصدّ تصويبات المدفعية المصرية، والتي عمل اللواء محمد سعيد الماحي على بناء وحداتها، وتسليحها بالمعدات الحربية الأحدث وتدريب أعضاء السلاح عليها لإصابة أكبر نسبة من فاعلية السلاح.
وقام بوضع خطة أكبر تمهيد نيراني في تاريخ الحروب على مستوى العالم عاونه فيها العميد منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث والعميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد المدفعية في الجيش الثاني.
كما استطاع الفريق الماحي بمساعدة رجال المخابرات الحربية القيام بعمليات الإخفاء والتمويه للوحدات التابعة لسلاح المدفعية حتى لا يجهض العدو هذا السلاح عند بدء العمليات. وفي اليوم المنتظر للماحي ورجاله في تمام الثانية وخمس دقائق.. يعطي اللواء محمد سعيد الماحي مدير المدفعية الأمر لتشكيلات المدفعية قائلا: "مدافع النيل.. اضرب".
وكان هذا التمهيد النيراني لعبور قوات المشاة هو الأكبر في تاريخ الحروب في العالم بأسره. وقد أفادت القيادة العامة بأن نسبة إصابة المدفعية المصرية لأهدافها بلغت 100%.
وصفه الرئيس السادات في مذكراته بأنه رجل رهيب كمدفعيته حيث إنه كان يتميز بالهدوء والدقة الشديدة.
المشير الجمسي قال عن الفريق محمد سعيد الماحي في مذكراته إنه نجح في إدارة معركة المدفعية بجدارة وقدره فائقة الدقة، حيث استطاع توجيه أكثر من 2000 مدفع بصورة فائقة، كذلك كتائب صواريخ أرض- أرض والتي تتبع سلاح المدفعية والتي استطاعت جميعها إصابة أهدافها المنشودة بدقه فائقة.
وذكر اللواء المجدوب واللواء البدري في كتابهما "حرب رمضان" أن المدفعية نجحت في فتح الثغرات في خط برليف كما كان مخطط لها، ما ساهم بدوره في مساعده القوات البرية على اقتحام خط برليف والسيطرة عليه في زمن قياسي
وقال عساف ياجوري الذي وقع في أسر الجيش المصري: "لا يمكن أن تكون نيران المدفعية المصرية التي أصابت دباباتنا بهذه الدقة إلا إذا كان ضابط تصحيح النيران المصري يقف فوق برج دبابتي
وتولى منصب قائد مدفعية الفرقة الثالثة والفرقة الثانية مشاة، ورئيس فرع شؤون ضباط إدارة المدفعية عام 1967، ثم رئيس أركان المنطقة المركزية العسكرية عام 1968، رئيس أركان إدارة المدفعية عام 1970، ثم تولى منصب مدير سلاح المدفعية في 23 مايو 1971 وشارك في حرب أكتوبر وهو يشغل هذا المنصب، ترقى إلى رتبة الفريق الوقتي في 1974.
وعينه الرئيس الراحل أنور السادات كبير الياوران برئاسة الجمهورية تكريمًا له، ثم بعد ذلك تولى رئاسة المخابرات العامة المصرية في الفترة من 1978 حتى 1981
وفي أغسطس عام 1981 عين محافظا للإسكندرية.
توفي الفريق محمد سعيد الماحي عن عمر يناهز 85 عامًا في 20 يونيو 2007.



