الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

وزير الآثار يتفقد مسجد المارداني

وزير الآثار يتفقد
وزير الآثار يتفقد مسجد المارداني
كتب - كاميليا عتريس

تفقد الدكتور خالد العناني وزير الآثار صباح اليوم الأحد الموافق 28 أكتوبر 2018، مسجد الطنبغا المارداني بالدرب الأحمر، وذلك للوقوف على أعمال مشروع تأهيل المسجد والذي يأتي ضمن مشروع تنمية آثار منطقة الدرب الأحمر وباب الوزير وترميم مجموعة من المباني الأثرية بالمنطقة بالتعاون بين وزارة الآثار ومؤسسة أغاخان للخدمات الثقافية– مصر.

رافقه خلال الزيارة شريف عريان الرئيس التنفيذي لشركة أغاخان للخدمات الثقافية– مصر، وعدد من أعضاء مجلس النواب، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة ومحمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية.

وخلال الجولة قال د. العناني أن آخر أعمال ترميم نفذت في المسجد كانت منذ عام 1898 على يد لجنة حفظ الآثار، لذا فهو في حالة سيئة من الحفظ وحالته المعمارية والأسقف متدهورة، كما أنه يعاني من مشاكل مياه الصرف الصحي نتيجة موقعه وسط مجمعات سكنية وضمن، النسيج العمراني للمنطقة.

وأكد الدكتور العناني أهمية هذا التعاون مع مؤسسة الأغاخان كشريك أساسي لإعادة إحياء المسجد من جديد بتمويل من الاتحاد الأوروبي حيث تم البدء في أعمال الترميم في يونيو الماضي بعد توقيع بروتوكول التعاون مع مؤسسة الأغاخان ومن المتوقع أن تنتهي الأعمال في عام 2020، والتي ستشمل الإيوان الشرقي للمسجد فقط ونأمل في الحصول على تمويل إضافي لترميم الصحن وباقي أروقة المسجد كما أوصى د. العناني بضرورة ترميم الميضأة الأثرية الموجودة في صحن المسجد مع مراعاة الحفاظ على الطابع الأثري والتاريخي لها، بالإضافة إلى تزويد المنطقة بعدد أكثر من العربات الكهربائية لتسهيل مسار الزيارة لمنطقة آثار الدرب الأحمر.
وأوضح شريف عريان، أن هذا المشروع يأتي في اطار تنفيذ بروتوكول التعاون الموقع في مايو الماضي بين وزارة الآثار ومؤسسة أغاخان للخدمات الثقافية– مصر بهدف تأهيل مسجد الطنبغا المارداني وتنشيط المعالم السياحية الرئيسية للدرب الأحمر متنضمنة المحافظة على الجانب الشرقي (إيوان القبلة) من المسجد، وعمل مسارات للزيارة تبدأ من الطرف الشمالي لحديقة الأزهر ومركز الزوار ثم منطقة الدرب الأحمر وسور القاهرة الأيوبي منتهية بحديقة الأزهر مرة أخرى من خلال بوابة باب الوزير.

وأشار إلى أن هذا المشروع سيؤدي إلى خلق فرص عمل للشباب وتحسين الاقتصاد القومي من خلال ترويج الحرف التقليدية التي ترتبط مباشرة بزيارة المنطقة.

وأضاف د. جمال مصطفى أن مشروع ترميم المسجد هو استكمالًا للتعاون القائم بين المؤسستين والذي بدأ بمشروع تنمية الدرب الأحمر وباب الوزير وترميم مجموعة من المباني الأثرية بالمنطقة شملت مسجد أم السلطان شعبان، مجمع خاير بك وقصر الأمير آلين آق الحسامي، رباط زاوية أزدمر، قبة طراباي الشريفي، مسجد أصلم السلحدار، وجزء من السور الأيوبي الشرقي لمدينة القاهرة، الجامع الأزرق، بالإضافة إلى حديقة الأزهر ومؤخرًا مشروع الصيانة الوقائية لمجموعة الآثار التي تم ترميمها بالمنطقة بالكامل بالإضافة إلى إقامة معرض الفاطميين بتورنتوا– كندا والذي عرض مجموعة من القطع الأثرية المعروضة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

ومن جانبه قال عبد العزيز أن المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي وشركة أغاخان بتكلفة حوالي 30 مليون جنيه، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع خلال عامين، حيث تم البدء في أعمال التوثيق الفوتوغرافي والتوثيق المعماري وأخذ عينات لترميم الأعمدة الجرانيتة والأعمدة الرخامية، كما تم أخذ شريحة طولية عرض 50سم من السقف مرورًا بالإزار الخشبي والشباك الجصي والبياض وضلفة خشبية وإزار رخامي وبلاطات رخامية وترميمها كعينة لتحديد الأسلوب الأمثل للترميم، وتحديد أسلوب العزل للأسقف، بالإضافة إلى عمل عينات نظافة للواجهات الخارجية بجوار المدخل الرئيسي شاملة الأحجار والرخام.

أما عن أعمال الترميم فأضاف عبد العزيز أن مخطط أعمال الترميم للمرحلة الأولى من مسجد الطنبغا المارداني (إيوان القبلة) تشمل عمل الدراسات الإنشائية والمعمارية الخاصة بالمسجد، والتوثيق المعماري والفوتوغرافي للجامع وخاصة الإيوان الشرقي، وعمل ترميم كامل لإيوان القبلة؛ يضم القبة الداخلية أعلى الإيوان والأعمدة الرخامية والحوائط والأسقف الخشبية والحجاب الخشبي للإيوان ودكة المبلغ، وأيضا ترميم القبة الرئيسية من الخارج، وترميم الواجهة الخارجية والمدخل الشرقي الرئيسي للجامع والمئذنة.

جدير بالذكر أن مسجد طنبغا المارداني يرجع إلى العصر المملوكي أنشأه الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي المعروف بالطنبغا المارداني أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 740 هـ (1340م)، ويُعد جامع المارداني من أجمل جوامع القاهرة، ويتكون من صحن مكشوف مستطيل يحيط بها أربعة إيوانات أكبرها أيوان القبلة الذي يتكون من أربعة أروقة والإيوانات الثلاثة الأخرى يتكون كل منها من رواقين. المساحة التي تتقدم المحراب مغطاة بقبة محمولة على مقرنصات دقيقة. إيوان القبلة حافل بالزخارف والعناصر المعمارية الدقيقة، فعقوده محمولة على أعمدة من الرخام والجرانيت الأحمر والسقف عليه زخارف ملونه مملوكية الطراز، وكسيت الجدران إلى ارتفاع حوالي ثلاثة أمتار بوزرة مكونة من أشرطة من الرخام ومن قطع صغيرة من الرخام والصدف. وعلى يسار المدخل الرئيسي مئذنة مكونة من ثلاث دورات تمثل قمة تطور المآذن من المربع إلى المثمن ثم الدائرة. محراب الجامع يعد من المحاريب النادرة دقيقة الصنع بين محاريب مساجد القاهرة، وقد كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون. إلى جوار المحراب منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج

تم نسخ الرابط