الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"نوايا الشيطان".. تتعثر في المهجور من اللغة

نوايا الشيطان.. تتعثر
"نوايا الشيطان".. تتعثر في المهجور من اللغة
عرض - محمد خضير

بين دفتي 331 صفحة، من القطع المتوسط، دارت أحداث رواية "نوايا الشيطان"، التي تدور رحاها حول عائلة الصوان، الذي يعود مولده إلى العام 1845، بإحدى قرى ريف أبوزعبل، والتي تجولت في عدة أجيال، كان آخرها في عهد الرئيس أنور السادات.

الرواية التي سعى كاتبها رمضان محمود، إلى الدمج بين القضايا الاجتماعية والتاريخية، في سياق درامي، سقط منذ سطورها الأولى، في فخ اللغة المصطنعة، باستدعاء مهجور اللغة، وإقحامها بدون أي ضرورة فنية، أو أدبية في النص، الأمر الذي قد يدفع الغالبية لترك الرواية دون استكمال بضع صفحات منها بمجرد مطالعة بدايتها.

ففي الفقرة الأولى قال: "فانحسرت دياجيره، وكشف عن الكون نقاب ظلمته الداجية، بلجينة"، إلى غير ذلك من الألفاظ المهجورة مثل: "المتناوحة، والمتآزفة، والعباهر، المكدودين، كريمة العيص"، وهي ألفاظ مهجورة باللغة لها بدائل عدة كان يمكن أن تستخدم، لإيصال الفكرة والمعنى، بيد أن الكاتب على ما يبدو بذل جهدًا في التنقيب في قاموس اللغة، لاستخراج المهجور منها، لاستعراض قدراته، فجاءت بأثر سلبي.

إذ إن الرواية تكتب ليقرأها عموم الناس، والمبدع من يملك قدرة على بلوغ ذروة الحبكة الدرامية، والاحتفاظ بالقارئ مستمتع، بما تحوية من صور بلاغية، واستعارات مكنية، غير مسبوقة، وهنا يظهر القاموس اللغوي، والقدرة على توظيف اللغة،  في البناء الإبداعي.

الأسلوب البنائي للرواية متصل، يضم عددا من القصص لشخوص الرواية، بين الجد الصوان، الذي ترك قريته، لقرية أخرى، وأحفاده منهم التقي، وتلك التي غرتها الدنيا، وغواها الشيطان، فبحثت عن المال ببيع جسدها.

وهناك من عمل بالسياسة، فخاض انتخابات البرلمان، وخدع الناخبين بالوعود الخادعة، للوصول للمقعد، ثم لم يفِ بشيء، صراعات إنسانية، وقصص اجتماعية، وأحوال اقتصادية، شملتها الرواية.

وانعكست الطبيعة الريفية للكاتب على روايته، من خلال استرساله في وصف الليل، ونقيق الضفادع، وأصوات الطيور، ونسمات الليل، حتى صوت صرصور الليل، وهو استطراد قد يراه البعض اطالة في غير موضوعها، بيني يراها الكاتب على ما يبدو وصف دقيق للمشهد.

الرواية صدرت عن  دار الميدان للنشر والتوزيع، صمم غلافها الفنان محمد مجدي يوسف، وحاولت إيفاد رسالة متكررة، هي أن الانحراف في السلوك يقف خلفه الشيطان، وأن الطريق القويم المستقيم هو الأبقى.

تم نسخ الرابط