"الصوب" في القوصية للتغلب على المناخ وزيادة إنتاجية المحاصيل
اسيوط - حسن فتحي
مزارع: الصوب تساعد زراعة المحاصيل في غير موسمها وتقلل من استخدام مياه الري
تعد الصوب الزراعية طريقة حديثة غير تقليدية لزراعة المحاصيل سواء الخضروات والفاكهة، وإنتاج الشتلات للزراعات الحقلية في غير موعدها سواء شتاء أو صيفًا، لأنه من خلال تلك الصوب يتحكم في دراجات الحرارة والرطوبة، والتي نجحت مؤخرًا في زيادة إنتاجية المحاصيل في قرية التتالية التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، حيث لجأ بعض المزارعين لاستخدام تلك النظام الحديث في زراعة محصول الخيار، بعدما بدأ هذا النظام في التعميم في بعض المحافظات بعدما أفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، المرحلة الأولى من مشروع الـ100 ألف صوبة، بقاعدة محمد نجيب العسكرية في منطقة الحمام بمحافظة مطروح.
صفي الدين خليفة الحوشي، أحد مزارعي القوصية الذين بدوا في تطبيق هذا النظام الحديث للزراعة على غير النظام التقليدي، والذي قام بزراعة محصول الخيار من نوع "براكودا"، إذ يقول إن الصوب الزراعية تساعد في زراعة الخضروات في أي وقت في العام دون الالتزام بالمواعيد الزراعية من جانب ومواجهة وتحدي التغيرات المناخية التي تؤثر على المحاصيل بالسلب من جانب أخر.
وتابع: أن مساحة الصوبة الواحدة هي عبارة عن 4 أمتار عرض في 40 متر طول بحوالي قيراط ونصف القيراط، وتكلفة إنشاء الصوبة ا الواحدة يصل إلى 15 ألف جنيه والمصاريف عبارة عن شراء حدايد لإنشاء الهيكل الخارجي للصوبة وأسلاك وبلاستك الذي يغطي الصوبة والذي يغطيه قماش الشاش وتستخدم لزراعة جميع المحاصيل سواء شتاء وصيفا.
وأضاف الحوشي أنه بالنسبة لتكلفة محصول الخيار الذي قام بزراعته في تلك الصوب فهي تضم 600 شتلاية مقسمة إلي صواني كل صينية تضم 84 عود شتلة سعرها يبلغ 300 جنيه أي يبلغ سعر الشتلات في الصوبة الواحدة حوالي 18 ألف جنيه، وبدأنا في تخضير المحصول في 20 أكتوبر الماضي، برغم أنه متاح زراعة المحصول في الصوب في أي وقت في العام.
ويكمل: أن محصول الخيار في الصوب يستمر في الجني لمدة 6 أشهر متواصلة في الإنتاج أم البلدي التقليدي فيستمر 40 يومًا فقط، ومن خلال الصوب نقوم بجني الثمار مرتين أسبوعيًا ونظام الري بالتنقيط لمدة ثلث ساعة يوميًا وذلك يوفر كميات كبيرة من مياه الري على غير ري الغمر، وكذلك يوفر كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات على خلاف التقليدي، بالإضافة إلى تقليل عدد العمالة.
ويوضح الحوشي أن هذا النظام الزراعي الحديث برغم أنه أكثر تكلفة على المزارعين إلا أنه له عائد اقتصادي مربح ويساعد عن توفير مياه الري وزراعة مساحات كبيرة بكميات مياه قليلة وخصوصًا في الأراضي الزراعية والرملية وكذلك الصوب تحمي المحصول من الحشرات والرياح والأتربة، أما المشاكل التي تواجهنا فتكون عندما يكون رياحا شديدة جدًا.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، افتتح في فبراير الماضي المرحلة الأولى من مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية بمطروح، والذي شدد خلال الافتتاح أن تكلفة الصوب الزراعية عالية التكنولوجيا كبيرة، ولكن المياه بالنسبة لنا مهمة جدا، والحفاظ عليها أمر في منتهى الأهمية.
تتكلف المرحلة الأولى من المشروع القومي للغذاء "100 ألف صوبة" نحو 40 مليار جنيه، وذلك لإنشاء 40 ألف صوبة زراعية ضخمة على أراضي مشروع المليون ونصف فدان، حيث تتكلف الصوبة الواحدة ما يقرب من مليون جنيه، إذ يتم تجهيزها على أعلى مستوى من خلال توفير خطوط الري والإضاءة والتهوية والمراوح.
ومشروع الصوب الزراعية يتم تنفيذه طبقًا للمواصفات العالمية ذات الإنتاجية العالية والموفرة للمياه، خاصة المواصفات العالمية في إنشاء تجربة دول المجر وإسبانيا وهولندا وتشمل مناطق المشروع إنشاء 20 ألف صوبة بمنطقة غرب المنيا، و10 آلاف صوبة أيضا فى غرب المنيا، و10 آلاف صوبة في منطقة المغرة، وفى منطقة سيناء سيتم إنشاء 20 ألف صوبة، ومنطقتي المراشدة 1، والمراشدة 2، تتضمن إنشاء 30 ألف صوبة، وإنشاء 10 آلاف صوبة بمنطقة حلايب وشلاتين.
يهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية، والاختصار في وحدة المساحة المستغلة للزراعة، وتوفير كميات المياه المستخدمة في الزراعة، حيث تستهلك الزراعات المحمية من 60% إلى 70% من كميات المياه التي تستهلكها الزراعات التقليدية المكشوفة.



