اصطحبها والدها للجلسات العرفية لتكبر وتنافسه على العمدية

كتبت - منال حسين

قرار جرئ اتخذته إحدى سيدات محافظة المنوفية، بالترشح ومنافسة والدها على منصب عمدة قرية كفر الأكرم التى يقطنها من السكان نحو 7 ألاف نسمة، لتعلن أن المناصب ليست حكرا على الرجال وأن السيدات يمتلكن مقومات القيادة بكل جدارة واستحقاق.

إنها عبير كمال السيد 45 عامًا، وتعمل معلم خبير بمدرسة تجريبية، قررت التمرد على العادات والتقاليد المتبعه فى القرى وتقدمت بأوراق ترشحها على منصب عمدة قرية كفر الأكرم إحدي قرى مركز قويسنا بمحافظة المنوفية.

كلمات والدها دفعتها لاتخاذ القرار الأجرأ فى حياتها بعد أن أثنى على شخصيتها القيادية وطريقة حلها للمشاكل ليفاجئها بالقول "ليه ما تقدميش أوراقك وتترشحى للعمودية" لتولد الفكرة فى ذهن صاحبة الـ 45 عاماً وتقرر بالفعل الترشح ومنافسة والدها على المنصب.

أخبرت والدها بالأمر فلم يمانع وطلب منها استئذان زوجها لأنه صاحب القرار الأول والأخير فى ذلك، وبالفعل استأذنت منه ووافق على ترشحها لتتقدم بسحب الملف واستكمال الأوارق الخاصة بالترشح من مديرية أمن المنوفية.

 وأوضحت عبير عدم وجود أى خصومة بينها وبين والدها فهو من كان يصطحبها معه منذ الصغر فى جلسات الصلح العرفية التى يعقدها بين الأهالى لتتعلم منه الكثير حيث أصبح والدها ينادى بأبو عبير.

عودة القيم الأصيلة أبرز ما تسعى لترسيخه بين الشباب فى حال فوزها بالمنصب كما تنتوى البدء فى اجراءات إنشاء مدرسة للثانوى العام رأفة بحال الطلاب الذين يتكبدون يوميا مشقة التنقل لقرية مصطاى لعدم وجود مدرسة بقريتهم، كما تحلم بتوصيل الصرف الصحي للقرية.

تغيير نظرة المجتمع للمرأة من أوائل النظرات التى تود أن تتغير فى أذهان الكثيرين نظرًا لكونها هى العنصر الأساسى فى أى منزل أو عائلة ويرجع إليها الفضل فى تكوين شخصية الأبناء فى غياب الوالد الذى يقضى أغلب أوقات يومه خارج منزله طلباً للرزق.

واجهت التهكم وإحباط الهمة بالتجاهل التام وشجعها على ذلك الفرحة الشديدة التى وجدتها فى عيون أغلب سيدات القرية ليعلنوا أن السيدات يقدرن على تحمل المسؤولية كما الرجال، وذلك ما كفله لهم الدستور والقانون.

الحاج كمال الشافعي صاحب الـ 79 عام،  مدير بنك التنمية والإئتمان الزراعي السابق، لديه من الأبناء 5 بينهم ولد وحيد يعمل بالخارج، ومنافسها على المنصب أكد أن أجمل خبر تلقاه فى حياته هو ترشح نجلته لمنصب عمدة القرية، معلنا عن دعمه لها وصادق أمنياته بفوزها، مازحا "لو مكنتش عمدة أبقى أبو العمدة".

ولفت الشافعى إلى أن ما قامت به نجلته ليس عيبا ولا ضد الشرع فى شئ، مؤكدا علي أنها استأذنته بعد أن استأذنت زوجها فى الترشح على المنصب، لافتاً إلى أن العمودية لن تضيف له شيئاً، مشيراً إلى أن السيدات يقدن العالم ولا غريب فى الأمر مستشهداً بميركل مستشارة ألمانيا، ومتنمنيا أن تصبح نجلته ذات يوم رئيس مجلس النواب.