ماسح الأحذية.. أقصى طموحه معاش لأسرته بالصعيد
الإسماعيلية - شهيرة ونيس
انحناء الرجل لم ولن يكون إلا لأداء فروض ربه و"لعمله" فقط، فتكون قمة العبادة في الانحناء لأداء "فروض الصلاة"، وحينما ينحني الشاب محمود السيد البالغ من العمر ٣٥ عاما، كي يقوم بأداء عملة وتلميع الأحذية، ما يعتبر قمة العبادة أيضا فقد أوصى الله عز وجل في كتابه العزيز بالاتقان في العمل، وتعتبر مهنة ماسح الاحذية من المهن الهامشية التي ارتبط ظهورها مع المدينة الحديثة.
منذ ٢٢ عاما أتى محمود السيد من أقصى الصعيد إلى محافظة الإسماعيلية الصغيرة مع زوج أخته الكبرى باحثا عن فرصة عمل مناسبة، ثم بدأ الطفل ذو الثالثة عشرة من عمره في الانتقال من العمل بالمحلات، ما بين بائع ملابس، احذية، طرح، فضيات، وأثاث منزلي، فكان راتبه الشهري يفي احتياجاته الشخصية، ولكن بعد زواجه وانجاب ثلاثة من الأبناء، لا يستطيع السفر إلى بلدته لرؤية اهله وزوجته وأبنائه الا مرتين فقط خلال العام، هذا ما دفعه لاختراق مجال لم يفقه عنه أو يعلم تفاصيله نهائيا، لا سيما وكونه اميا "غير متعلم "، فلم يجد الا مهنة ملمع الاحذية "ماسح الاحذية"، وبالفعل قام السيد بتدبير مبلغ من المال كي يؤمن "عدة الشغل" أو أدوات العمل اللازمة لتلميع الأحذية.
وبالفعل قام بشراء الأدوات ونزل إلى الشوارع والاحياء الشعبية بمحافظة الإسماعيلية،.
ويقول محمود السيد: اتى الرزق مع بداية التفكير وعقد النية خالصة لطلب الرزق الحلال، ثم بدأ يعطيني الله من فضله بالحلال حتى استطعت الزواج وانجاب ٣ أبناء على مدار ٢١ عاما قضيتها ماسحا للاحذية بمحافظة الإسماعيلية التي أصبحت موطني الثاني بعد الصعيد.
لا اريد من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلا تأمين معاش لاسرتي، فقط ما اطلبه من الله ومن راعي المصريين، وردد قائلا: حضرتك يا سيادة الرئيس تفكر في اسعاد الشعب المصري كله وانا واحد من ضمنهم فهل يحق لي طلب هذا من سيادتكم.
وبالرغم من كل هذا واعتزازه بطبيعة عمله إلا انه رفض التقاط الصور التي تظهر ملامح وجهه خوفا من أن تظهر هويته لذويه في مواطنة الأصلي "سوهاج.



