تنشيط السياحة وعودة الجماهير.. من مكاسب استضافة "كان 2019"

كتب - ا.ش.ا

بعد غياب دام 13 عامًا، عادت مصر مرة أخرى لاستضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم في نسختها لعام 2019، وذلك بعدما قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" سحب تنظيم البطولة من الكاميرون لعدم جاهزيتها الكاملة لاستضافة الحدث الكروي الأبرز في القارة.

وأعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، فوز مصر بشرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية "كان 2019" بعد تفوقها على جنوب إفريقيا خلال التصويت الذي جرى اليوم الثلاثاء، في اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف الذي أقيم في العاصمة السنغالية "داكار" .

فوز مصر بتنظيم المسابقة الإفريقية جاء باكتساح كبير؛ بعدما حظي الملف المصري على ثقة 16 عضوًا من إجمالي 18 من أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فيما حصلت جنوب إفريقيا على صوت وحيد، وامتنع عضو واحد عن التصويت .

وأنقذت مصر الاتحاد الإفريقي من موقف حرج بسبب عدم جاهزية الكاميرون لاستضافة كأس الأمم في نسختها القادمة، وكذلك اعتذار المغرب عن تقديم طلب الترشح لتنظيم المسابقة التي ستقام لأول مرة بمشاركة 24 منتخبًا، بعدما كانت تقام بمشاركة 16 منتخبًا فقط في النسخ الماضية، وكذلك ستقام البطولة لأول في يونيو بعدما كانت تقام في شهر يناير.

استضافة البطولة الإفريقية المقرر إقامتها في شهر يونيو المقبل، سيحقق العديد من المكاسب المادية والمعنوية لمصر خلال الفترة القادمة، ويعد أبرزها عودة الحياة إلى المدرجات المصرية مرة أخرى، وكذلك ستكون الفرصة سانحة أمام منتخب مصر للتتويج بالبطولة، وتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات التتويج باللقب القاري، مثلما حدث في آخر نسخة أقيمت في مصر عام 2006، حيث إن إقامة المباراة على أرض مصر، سيساعد المنتخب الوطني بقيادة المدير الفني المكسيكي خافيير أجيري، على المنافسة بشكل قوي لحصد اللقب القاري للمرة الثامنة في تاريخ مصر، وتعويض إخفاق المنتخب في النسخة الماضية من البطولة بعدما تأهلت مصر للمباراة النهائية ولكن خسر المنتخب أمام نظيره الكاميروني بنتيجة 1-2، حينما كان يتولى المهمة الأرجنتيني هيكتور كوبر.

بطولة بحجم كأس الأمم الإفريقية، ستعيد الجمهور إلى المدرجات بالشكل الذي كانت عليه من قبل، وخاصةً في نسخة المسابقة التي استضافتها مصر عام 2006، حيث امتلأت مدرجات الملاعب المصرية بالمشجعين من جميع أطياف المجتمع، إذ شهدت المدرجات تواجد الأسر والسيدات والأطفال.

وتغيب الجماهير عن المدرجات المصرية منذ فترة ليست بالقصيرة، وذلك في المباريات المحلية، بينما تتواجد بأعداد كبيرة في مباريات الفرق التي تشارك في البطولات الإفريقية، وكذلك مباريات منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لبطولتي كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية.

الفوز بشرف تنظيم البطولة، سيكون فرصة لإثبات قدرة مصر على استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وتوجيه رسالة للعالم أجمع بأن مصر بلد الأمن والأمان؛ وهو الشعار الذي رفعه الاتحاد المصري لكرة القدم خلال الحملة الترويجية للملف المصري لاستضافة البطولة الإفريقية؛ " كان " واحدة من أكبر البطولات على مستوى العالم، وتحظى بمتابعة الملايين من داخل القارة الإفريقية، وكذلك من القارات الأخرى، كما تنقل مبارياتها العديد من القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية العالمية، وهو ما يساعد على نقل صورة حقيقية عن طبيعة عن الأوضاع في مصر.

يذكر أن آخر بطولة إفريقية أقيمت في مصر كانت عام 2006، وحصد منتخب مصر حينها اللقب بالفوز في النهائي منتخب كوت ديفوار بضربات الترجيح .. وستكون الفرصة سانحة أمام محمد صلاح وزملائه لتعزيز الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب القاري الذي تحمله مصر برصيد 7 ألقاب.

ومن أبرز الفوائد التي ستجنيها مصر من تنظيم "كان" في يونيو المقبل، هي عملية التطوير والتجديد التي ستشهدها الملاعب والاستادات المصرية خلال الفترة القادمة تحضيرًا لاستضافة البطولة الإفريقية الأهم، لكي تخرج بأبهى صورة؛ وتمتلك مصر العديد من الاستادات التي يمكنها استضافة مباريات البطولة ولعل أبرزها استاد القاهرة الدولي واستاد الجيش ببرج العرب في الإسكندرية، واستادي الدفاع الجوي والسلام بالقاهرة، واستاد الجيش بالسويس، بجانب استادات الإسماعيلية والسويس وبورسعيد.

كما ستساهم البطولة الإفريقية في تنشيط حركة السياحة المصرية خلال فترة البطولة، حيث ستستضيف الفنادق والمنتجعات المصرية أعداد كبيرة من أفراد بعثات المنتخبات المشاركة في البطولة، بجانب الجماهير الغفيرة المتوقع حضورها لمصر لمؤازرة منتخباتها خلال منافسات المسابقة القارية.