تفاصيل يوميات فرق إنقاذ "أطفال بلا مأوى" بالمنيا (صور - فيديو)
المنيا- علا الحينى
السيارات المتنقلة تعيد أطفال الشوارع لدفء الأسرة والدولة
فريق إنقاذ الشارع: كسرنا حاجز الخوف مع أطفال الشوارع
فرق الطوارئ المتنقلة تنقذ 1700 طفل بالمنيا
تواصل وزارة التضامن الاجتماعي، تنفيذ مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، "حياة كريمة" من خلال برنامج متكامل لإعادة تأهيل الأطفال، الذين يعانون من عدم توافر مأوى، وعلى رأسها محافظة "المنيا".
محافظة المنيا تأتي ضمن 17 محافظة في المرحلة الأولى، التي تبنتها وزارة التضامن لتطبيق مشروع الرعاية المتنقلة وتطوير دور الرعاية.
"بوابة روزاليوسف" عايشت يومًا مع الوحدة المتنقلة لسيارة أطفال بلا مأوي، للتعرف على كيفية التعامل مع حالات الشوارع وطريقة إنقاذهم.
"البداية" كانت من كورنيش النيل منطقة المشتل، حيث يتجمع الكثير من الأطفال بتلك المنطقة إما بغرض "التسول" أو "العمالة".
.jpg)
يقول أشرف جورجي منسق الوحدة المتنقلة لأطفال بلا مأوي: إن بداية عمل الوحدة منذ شهر يوليو من عام 2017، وهي وحدة تضم فريقًا مكونًا من 6 أفراد، منسق الوحدة وقائد المركبة والأخصائي النفسي والاجتماعي ومسعف والمسؤول الإداري للوحدة.
وتابع: "بدأنا العمل بمسح جغرافي للمحافظة لتحديد تجمعات الأطفال وأوقات تواجدهم، وكنا نخرج بالوحدة مرتين صباحًا ومساءً، حتى تم تحديد شفت المساء وهي أكثر أوقات تمركز الأطفال، وتخصيص أيام لتنقلات الوحدة لجميع مراكز المحافظة التسع".
ويستكمل "فادي عزت" المسؤول الإداري أن الوحدة تقدم كل وسائل الترفيه والتأهيل للطفل مع محاولات الدمج أو توفير مكان آمن له لمن ليس لهم أسر، بإيداعهم بدار حماية الأطفال والمعد لأطفال الشوارع، مشيرًا إلى أنه يقدم حتى للأطفال مشروبات وحلوي.
وأشار إلى أن كل محاولاتنا هو إعادة الدمج الأسري لتلك الأطفال مرة أخري وهناك حالات من الأطفال ترفض العودة لأسرهم، فيتم تأهيله نفسيًا والإقامة بدار حماية الأطفال مؤقتًا لحين عودته لأسرته.
.jpg)
ويوضح "أحمد ثابت" سائق السيارة المتنقلة أن هناك برنامج عمل لهم، بحيث تغطي حملات الوحدة المتنقلة كل مراكز المحافظة، بحيث يحدد لنا فريق العمل حسب المسح والدراسة، التي أعددت حول أماكن تجمعات أطفال الشوارع وأوقاتهم وننتقل إليهم.
مريد إسحاق الأخصائي الاجتماعي بالوحدة، يوضح أنه منذ بدء الوحدة في شهر يوليو من عام 2017 وتم التعامل واستقبال 1700 طفل تم تحويل 50 طفلًا منهم لدور حماية الأطفال، ودمج 47 طفلًا آخر داخل أسرهم، والتنسيق مع مديرية التربية والتعليم لعودة 200 طفل آخر، وإعفائهم من الرسوم المدرسية وبالتنسيق مع جمعيات الهلال الأحمر المصري وبعض مؤسسات المجتمع المدني تم توفير 250 قطعة ملابس.
ويضيف "عملنا يبدأ بالنزول للشارع ورصد وملاحظة الأطفال ومن خلال عملنا كمجموعة عمل نتحرك سويًا في شوارع المحافظة، وداخل محطات السكك الحديدية ويكون لنا مكان تجمع، وهي مكان انتظار السيارة، ونبدأ الدخول في حوار مع الطفل مع جانب إنساني نسمعه، ونتبادل معه أطراف الحديث حتى نكسر حاجز الخوف لدي الطفل، ويبدأ ينجذب بالحديث، خاصة أنهم يتمتع البعض منهم بذكاء، ولا نكذبه في الحديث، وخاصة أن هناك معلومات كثيرة من التي يذكرها تكون غير صحيحة ولكن نشعره في البداية بالأمان، لندرس حالته وسبب نزوله للشارع هي عمالة أطفال أم تسول وله أسرة أم لا"
.jpg)
ويتابع "الأطفال الذين نتعامل معهم لديهم فقدان وحرمان من دفء الأسرة، وهو ما يجعلهم ينزلون للشارع، فنبدأ بمعاملتهم إنسانيًا لتعويض ما يفتقدونه، وهناك ركن نفسي يتعامل معه الطفل مع الأخصائي النفسي داخل كرفان منفصل".
مروان محسن أحد فريق الحملة "مسعف" يقول: أطفال الشوارع كثير، منهم مصابون بجروح، فانزل بأدواتي بالشارع وشنطة الإسعافات الأولية لإسعاف أي طفل ممن نتعامل معهم، وفي الوحدة المتنقلة توجد وحدة للإسعافات الأولية، تضم جهاز التعقيم والأدوات والمستلزمات الطبية اللازمة، حتى أن هناك أطفالًا يحضرون بانتظام للتغيير على الجروح والإصابات الأولية التي تتطلب المتابعة.
ويضيف" يتم إسعاف الطفل والتعامل معه نفسيًا وداخل الوحدة، هناك الكثير من المنشورات ووسائل التوعية الصحية، التي نحاول أن نوصلها للطفل والمستلزمات الطبية اللازمة للتعامل مع الطفل المصاب، وإذا كانت الإصابة كبيرة نتوجه بالطفل فورًا للمستشفيات وتحويله للتعامل معه".
.jpg)
ويوضح "محسن" أن جمعية الهلال الأحمر المصري، وفرت ملابس للأطفال، فيتم توزيع "بونات" لهم والحصول على الملابس من الجمعية، لافتًا إلى أن الأطفال الذين ليس لهم أية أوراق ثبوتية، يتم التعامل معهم ومساعدتهم لاستخراج أوراق ثبوتية،
مؤكدًا أن فريق الشارع هو خط الدفاع الأول في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع أو الأطفال بلا مأوي والوحدة المتنقلة هي مكان أمن للتعامل مع الأطفال والجلوس معهم.
"طه أحمد" أخصائي النشاط بالوحدة، يؤكد أن الوحدة بداخلها عدد من الأنشطة الترفيهية والتعليمية معًا كنشاط مصغر ممن لا يعرفون القراءة والكتابة، ونشاط رسم وتلوين وألعاب ترفيهية وبلاي أستيشن، مؤكدًا أننا نشارك الأطفال اللعب والحوار معهم خلال اللعب، حتى أصبح هناك أطفال داعمون وجاذبون لزملائهم للإقبال على الوحدة المتنقلة.
وداخل الوحدة تعرفنا على محمد. إ طالب بالصف الثاني الإعدادي، ترك أسرته ومدرسته لفترة طويلة، وكان ينام بالشارع، وأصبح يبيع المناديل وحلوي الأطفال بمنطقة الكورنيش، حتى تعرف عليه فريق إنقاذ الشارع دار حوار بينهم، رفض العودة في البداية للمنزل، وتم إيداعه مؤقتًا بدار الرعاية حتى تمت إعادة دمجه للأسرة.
يقول محمد "حلمي أن أكون طبيب، موضحا أنه يذهب للمدرسة صباحًا وفي عصر اليوم يبيع مناديل، أضاف انتظر يوميا السيارة وأعيش أفضل أوقات حياتي داخلها".
.jpg)
"على. س. ع"، طفل في العام الثالث عشر من عمره، يقول: "انتظر السيارة يوميًا أنا لست ملتحقًا بالتعليم، وأعمل طوال اليوم واستكمل يومي داخل سيارة الحماية، وجدت ألعابًا كنت لا أستطيع أن ألعبها ووجدت معاملة حسنة".
وتابع: "في البداية أنتابني الخوف من الموجودين بالسيارة، حتى أنني كنت أحاربهم وأمنع الأطفال من التواجد معهم حتى شعرت بأهميتهم".



