الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قصة تمثالي ممنون.. من أحجار جبل العباسية إلى أحضان غيطان الأقصر

قصة تمثالي ممنون..
قصة تمثالي ممنون.. من أحجار جبل العباسية إلى أحضان غيطان الأ
كتب - بوابة روز اليوسف

كانت تصدر موسيقى حزينة غرب الأقصر وادعى الرومان أنها صوت نحيب على بطل طروادة 

 

لم يعلم الملك أمنحتب الثالث (من فراعنة الأسرة ١٨) أن تمثالي واجهة معبده المشيد قبل ٣٣٥٠ عاماً سيصبحان أكثر حديثًا وأكثر جدلًا على مر العصور من معبده نفسه المندثر في بطن مدينة القرنة الأثرية على أحد جوانب منطقة كوم الحيتان الممتدة والواصلة لمعبد الملكة حتشبسوت غربي الأقصر.

 

العملاقين كما يطلق عليهم أهالي مدينة القرنة أصبحوا اليوم من أهم المزارات التي يحبذ السائحين زيارتها عند التواجد على أرض عاصمة مصر القديمة والفضل في ذلك يعود للأساطير اليونانية التي أحاطت بالتمثالين وانتشرت بين مسامع الأهالي على مر العصور وبل ظلت راسخة حتى اللحظة.

 

 

يقول محمود الطيب - خبير أثري - لـ "روزاليوسف" إن تمثالي ممنون هما تمثالان تم بناؤهما من حجز الكوارتزايت بدلًا من نحتهما والكوررتزايت هو حجر رملي أحمر من الجبل الأحمر بمنطقة العباسية بمحافظة القاهرة، ويبلغ ارتفاع التمثالين ٢٠ متر تقريبًا، وذلك ضمن أجزاء المعبد الجنائزي الذي شيده الملك أمنحتب الثالث ويتكون بدايةً بالتمثالي أمام الواجهة أو الصرح ثم الفناء الأول ثم ممر ثم الفناء الثاني ثم ممر آخر ختامًا بغرفة قدس الأقداس، وهي تقع الآن غرب مدينة الأقصر فى البر الغربى فى أحضان الغيطان والأراضى الزراعية التى  تحيط به من كل جانب.

 

ويضيف الطيب أنه من الأخطاء الشائعة أن يقال تمثالي ممنون (أي مثنى تمثال)، فالصحيح تمثال ممنون، حيث إن التمثالين هو تمثال واحد للملك أمنحتب الثالث وهو التمثال الشمالي والآخر هو لقرينه كما كان يعتقد قديمًا بالنسبة للملوك أما عن ارتباطه باسم ممنون أكثر من اسم الملك أمنحتب فيشير إلى أن ذلك يرجع لأسطورة المحارب الإغريقي ممنون اليونانية القديمة.

 

 

ويستطرد الخبير الأثري أنه في عام ٢٧ ق.م حدث زلزال بالأقصر كانت من توابعه حدوث شرخ في التمثال الشمالي فكانت الرياح عند اشتدادها في توقيت الفجر ومرورها بجسم التمثال كانت تحدث صوتًا يشبه الموسيقى أو النحيب وأحيانًا زقازيق العصافير،  فربط اليوناييون القدماء ذلك بقصة حزن والدة المحارب الإغريقي ممنون عليه بعد وفاته حيث أن "ممنون" اشترك في حرب طراودة، وحدث أن قتله "اخيل" أحد الأبطال اليونانيين في تلك الحرب، وكان ممنون يعتبر ابنًا لإلهة الفجر "إيوس" وزعموا أن هذا البطل الذي مات مقتولا، وكان يحيى أمه مع نسامات كل صباح بصوت حزين.

 

 

ويضيف الطيب أن اليونانين زعموا أن الندى الذي كان يتساقط حينذاك هو دموع أمه الثـكلى ، وعندما قام أحد المؤرخيين اليونانيين بزيارة التمثالين قام بتسجيل هذه الظاهرة الغريبة كتابة على ساق التمثال وقاعدته واستمر ذلك إلى أن جاء الامبراطور الروماني سبتيموس سفيروس عام 199 م ورمم التمثال وبعدها لم يعد يخرج صوتا وعلى الرغم من انقضاء الظاهرة والأسطورة إلا أن التمثالان لا يزالا يعرفان حتى اليوم بتمثالي ممنون بين أهالي الأقصر.

 

ولفت علي النعماني مفتش أثار بمنطقة القرنة الأثرية إلى أن حاليًا وزارة الأثار تولي اهتماما كبيرًا بشأن ترميم التمثالين وإعادتهم للحياة بعد تدهور وضعهما حيث توجد الآن بعثة أوروبية لترميم التمثال خاصة وجهيه الذين تم تشويههم ، كما أن البعثة نجحت من خلال بدئها العمل منذ فتزة كبيرة في تحديد أطوال المعبد وارتفاعاته واكتشاف عدد كبير من التماثيل الأخرى التي كانت موجودة بالمعبد وتتواصل الجهود على أمل أن تعلن البعثة قريبًا اكتشاف معبد الملك أمنحتب بالكامل واعادته للحياة بعد اختفائه في غياهب بطون القرنة الأثرية .

 

 

تم نسخ الرابط