الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المعرض العام للفنون التشكيلية الـ 40.. عاد بقرار وزاري وأخفق فنيًا

المعرض العام للفنون
المعرض العام للفنون التشكيلية الـ 40.. عاد بقرار وزاري وأخفق
كتبت - سوزى شكرى

 - لأول مرة إلغاء الدعوات الخاصة ونشرة نقدية للمعرض

- جولة للمعرض ومشاركة في احتفالية "أسوان عاصمة الثقافة "

 

انتهت مؤخرًا فعاليات المعرض العام في دورته (40)، الذي أقيم بمتحف الفن الحديث بالأوبرا، فبعد تأجيله من قبل قطاع الفنون التشكيلية، استجابت وزيرة الثقافة دكتور "إيناس عبدالدايم" لرغبة للفنانين، وأعادته بقرار وزاري على أن يتم انعقاده في كل عام، أسند رئيس قطاع الفنون التشكيلية دكتور خالد سرور مهمة القوميسر للفنان التشكيلي "طه القرني"، الذي برغم ضيق الوقت تحمل المسؤولية، هو يعلم أنه مطالب في فترة زمنية محدودة بالعديد من الاستعدادات والتجهيزات والإنجازات، يعلم علم اليقين بوجود رصيد من التراكمات والأزمات المزمنة.

قبل رصد وما تم إنجازه، وما تم استحداثه هذه الدورة لأول مرة، وبين ما هو لا يزال معلقًا في رقبة المؤسسة الرسمية، نود الإشارة إلى سعادتنا بوجود تماس وتوافق وتحقق بعض من المقترحات السابقة، التي قدمناها على صفحات "روزاليوسف" اليومية من واقع متابعتنا السنوية لدورات المعرض العام، نوجز القليل منها كالآتي:

بتاريخ 29 يونيو 2015 تحت عنوان "قصر الفنون يتصدر المشهد في أزمة المعرض العام الدورة 37"

 بعد أن أساء البعض استخدام الدعوات الخاصة، وأصبحت ترسل بدون معايير مقنعة، وطالبنا بإلغائها، بالبحث عن قاعات أخرى للمعرض العام بسبب العيوب المعمارية لقصر الفنون، ولفتنا الانتباه إلى أن العرض بقصر الفنون تسبب في أحداث توريث فكرىحول وجود فرق بين العارضين في الممرات الجانبية والسلالم، وبين العارضين في القاعات الرئيسية، كما اقترحنا بتحويل المعرض العام إلى ثلاثة عروض نوعية تقدم على مدار شهور.

بتاريخ 19 يونيو 2016 حول الدورة 38 تحت عنوان " المعرض العام بين التشكيك والإنجاز والتغيير".

ذكرناه بضرورة إعادة توصيف المعرض العام وما هو الهدف من إقامته في ضوء المتغيرات المعاصرة، ونوهنا أنه مع تزايد عدد المرفوضين، أصبح هناك ضرورة لوجود الناقد الفني، ضمن أعضاء اللجنة لإزاحة ثقافة التشكيك في تقيم اللجنة، ومحاولة الوصول إلى حلول واضحة وجذرية، إما إبقاء الدعوات وتحدد لمن ترسل، وإما إلغاءها.

وبتاريخ 4 يوليو 2017 وتحت عنوان: "تشكيليون يعلنون مقاطعة المعرض العام الدورة 39"

 تحدثنا عن أزمة المرفوضين أن منهم من تكرر رفض أعماله في أكثر من دورة، رغم تغير أعضاء اللجنة، ونظرًا لارتباط المعرض العام بوجود لجنة المقتنيات يظل التساؤل من هم الفنانون، الذين اقتنت منهم لجنة المقتنيات، وعلى أي أساس يتم الاقتناء، إصدارالمقاطعين بيانًا: جاء فيه أنهم ضد الدعوات الخاصة، أن المعرض العام مضى عليه 39 عامًا بدون تعديل أو تغيير في اللوائح، وفى نهاية المقالة نوهنا عن أن المعرض العام القادم هي الدورة الأربعين، وعلينا إعادة التقييم، بدلًا من التكرار الممل لفعالية بنفس الأداء.

 

 

 

لأول مرة إلغاء الدعوات الخاصة

أقدم "القرني" على مغامرة جريئة، وهي إلغاء الدعوات الخاصة، والتي سبق لنا في مقالاتنا المطالبة بالبحث عن حلول، ارتضى الفنانون وتساوى الجميع في كتابة استمارة المشاركة، بل كل من شارك في هذه الدورة، سواء تم رفض عمله أو تم قبوله، فهو داعم وموافق على المشاركة عن طريق كتابة استمارة المشاركة، كما قوبلت التجربة من بدايتها بالدعم من الفنانين مثل د. أحمد نوار، د. مصطفى الراز، د. حمدي عبدالله وغيرهم، من أجل القضاء على التراكمات السيئة للدعوات الخاصة، أحداث هذا المتغير تغيير جذري في إحدى آليات المشاركة، كما طالبوا الفنانين من القرني تثبت مبدأ إلغاء الدعوات، لذا تعد الدورة (40) دورة استثنائية مفصلية لتغير مسار الدورات القادمة.

نشرة نقدية مصاحبة للمعرض العام لأول مرة

 في سابقة هي الأولى في تاريخ المعرض العام، صدرت نشرة نقدية مصاحبة للمعرض من أجل منح الناقد مساحة، لتقييم الحدث وتقديم مقترحاتهم لتطوير، وشارك فيها مجموعة من الفنانين والنقاد وإصدارها قطاع الفنون التشكيلية، وفى نفس السياق الخاص بتواجد الناقد الفني، جاء مقترح طرح أثناء انعقاد المائدة المستديرة هو أن يكون من بين أعضاء اللجنة حوالي 50 % من النقاد، وأن وجود الناقد هو المسؤول الأول عن تقيم العمل الفني ولديه مبرراته، وهذا المقترح توافق مع مقترحاتنا السابقة.

البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض العام

عقد البرنامج الثقافي الذي أعده وأداره الفنان والناقد محمد كمال، والقوميسر، وقدم على مدار شهر في الفترة من3 يناير إلى 27 يناير، وأقيم بمتحف الفن الحديث، عقدت ثمانية ندوات متتابعة بمعدل ندوتين أسبوعيًا، طرح نقاش حول عدة موضوعات منها على سبيل المثال عصر الصورة، وواقع الحركة التشكيلية المصرية، تحولات الفن وواقع الحركة التشكيلية المصرية، أجيال التربية الفنية من الرواد إلى الشباب، فن الخزف بين التراثي والمعاصر، وموضوعات أخرى، كما عقدت جلسة مائدة مستديرة توصلت إلى اقتراحات توصيات تم رصدها ونشرها بالنشرة النقدية.

المعرض العام.. إضافة واستضافة بمتحف الفن الحديث

المتحف أيضا ليس إلا مكان مؤقت للعرض وغير دائم، رغم إنجازات الدورة الأربعين ستبقى مشكلة المكان المخصص المعرض العام قضية معلقة، إلا أننا تساءلنا هل نقل المعرض العام من قصر الفنون إلى المتحف الفن الحديث إضافة أم استضافة، ومن ردود أفعال الفنانين المشاركين أن العرض بالمتحف، إضافة أسعدتهم مقارنةً بقاعات قصر الفنون وإشكاليته المعمارية، سعادتهم نابعة من قناعاتهم أن كونه متحفًا وله مفهوم أن الزائر حريص على رؤية كل مكان، وركن عكس ثقافة عرض قاعات قصر الفنون، وبالتالي لم نجد اعتراضات على مكان عرض الأعمال، كما وجدنا حالة من اللهفة لدى الفنانين بدخولهم المتحف، حالة تتشابه مع لهفة ضيف كان ينتظر مقابلة مسافر أو غائب.

 

 

تنسيق العرض وعلاقته بالعرض بالدور الأراضي بالمتحف

من متابعتي، وجدت أن زوار المتحف من بينهم جمهور، ليس لديه فكرة عن الفرق بين أعمال الثلاثة أدوار، لم يتجاهل فريق العمل بالمعرض العام العرض المتحفي للدور الأرضي، وبالأخص المنحوتات، اختاروا أيضا أن توزع منحونات المعرض العام على أطراف الدور الأول والثاني، فأحدثت حالة ربط بصرى بين الأعمال دون انفصال من حيث التوزيع وبعيدًا عن المستوى الفني.

 التنسيق العام للعرض جاء أشبه بكتاب مفتوح له فهرس وأبجدية تشكيلية مرتب بحسب تصنيف لكل مجال فنى، مما ساعد الزائر لمتابعة كل مجال على حدة، بعض الملاحظات ليس تقليلًا من مجهود الجميع، فيما يخص استاندات النحت والخزف توجد منحوتات تحت مستوى النظر، كانت تحتاج لمزيد من الارتفاع، أما الإضاءة فهي على الأعمال التصويرية مناسبة وشديدة على أعمال الرسم، وخاصة لوحات برواز الزجاجي العاكس للضوء، جدران المتحف غير مهيئة لاستيعاب عدد كبير من اللوحات التصويرية، على سبيل المثال، أحد الممرات محدودة ومفترض أنها مخصصة كعرض متحفى لعملين فقط، أصبح المعروض فيها ( أربعة أعمال وبينها منحونات)، يحسب لهذه الدورة أن أعضاء اللجنة والقوميسير، لم يشاركوا بالعرض عكس الدورات السابقة، وعودة الفنانين المقاطعين منذ سنوات طويلة مثل الفنان التشكيلي محمود منيسي وعلاء ترك.

المكرمون في المعرض العام الدورة الأربعين

اختير للتكريم كل من الفنان التشكيلي الراحل " محمد صبري" (1917 – 2018 )، والفنانة الراحلة" نعيمة الشيشيني ( 1929 – 2018 )، الفنان الراحل محمد طه حسين (1929 – 2018 )، الفنان التشكيلي الراحل "محمد القباني" ( 1938 – 2005 ) والنحات "حمدي جبر" ( 1939 -2018 )، الجميع لهم منا كل التقدير ونأمل في الدورات القادمة أن يكرم فنانين أحياء تشجعيًا ودعمًا لمسيرتهم.

المستوى الفني للمجالات الفنية المشاركة

يصعب الحسم بأن هذه الدورة تمثيل حقيقي للحركة الفنية التشكيلية المصرية، وهذا حال الدورات السابقة بسبب غياب فنانين، منهم مقاطعون للمعرض العام لحين تعديل مسارة بالكامل، وفنانين اكتفوا بمشاركتهم في الدورات السابقة، ولم يجدوا فيه ما يشجعهم للاستمرار، وفنانين غائبين عن المشاركة لارتباطهم بعروض بقاعات الخاصة.

بالرغم من ارتباط المعرض العام بوجود لجنة المقتنيات إلا أن بعض الفنانين شاركوا بأعمال دون المستوى، بصفة عامة يمكن تصنيف الحالة الفنية إلى نوعين الأول: نسبة ليست بقليلة لفنانين أسماؤهم جديدة على مشاركتهم بالمعرض العام، هؤلاء شاركوا بأعمال تقليدية ضعيفة البناء والتكوين والتقنية وينقصها المزيد من التجديد، وهؤلاء لا يزالون في مرحلة التجريب الفني، لا نعلم هل رأت اللجنة أن لهم حق المشاركة رغم قلة جماليات أعمالهم، مثل هذه النوعية من الأعمال كانت تتطلب من أعضاء اللجنة توضيح حيثيات القبول مثلما تم في الدورة (36) صدر بيان من اللجنة يتضمن مفهوم الفن والإبداع الذي انبثقت منه اللجنة معاير الاختيار.

ثانيًا: فنانون فنانات لهم مشروع فنى ومسيرة متواصلة ومتتابعة ومتماسكة، يعملون وفق فلسفة ورؤية ومعالجة وتقنيات، وأسلوب فنى يميزهم وهؤلاء قادرون على تغيير حالة الفعل الفني من عرض لعرض مع احتفاظهم بخصوصياتهم وبصمتهم، وهذا التقيم ينطق على الكثيرين في مجالات (التصوير والرسم) منهم مع حفظ الألقاب (أحمد نوار- صلاح المليجي – عبدالوهاب عبد المحسن– حمدي عبدالله–محمد الناصر – مصطفى رحمه – مصطفى عيسى – مصطفى بط - مرفت شاذلي - مصطفى عبدالوهاب -عفت حسنى - على سعيد -عقيلة رياض – عماد أبوزيد– أسماء الدسوقي- إيمان عزت – منى عليوة - أحمد سليم - إيناس صديق– فيروز سمير - مجدى أنور - جيهان فايز – مروة عزت – عادل مصطفى – عماد عبد الوهاب - محمد أبو الوفا - نجاة فاروق – كريل حمصي - إيهاب لطفى –تيسر حامد– سيد سعد الدين - عادل نصيف - يونس حسن يونس - شعبان الحسيني- حازم طه حسين – حنفي محمود – ماهر جرجس - رانيا أبو العزم – رندا فخرى – هيام عبد الباقي - سالي الزيني – شادي أديب – عماد فاروق - هالة شافعي – طارق الشيخ - أحمد جعفري - أميرة عادل - عزة مصطفى – أسماء العماوي - طارق زايد - إسلام الريحاني - أحمد فريد – أسماء عادل – خالد خالد –– نهى إلهامي)، وفى مجال النحت ( سعيد بدر – السيد عبدة سليم – محمد العلاوى – منى غريب – ناثان دوس - هشام عبد الله - رواء الدجوى - عبد الرحمن البرجي – محمد اسحق - أحمد عبد التواب – أحمد عبد الوهاب –- تامر رجب- إيمان بركات- بريهان انسى).

 

 

في مجال الخزف، والذي انفرد بقاعة خاصة في المتحف ( أحمد رجب صقر – أحمد عبد الكريم – أسامة إمام – مرفت السويفى – محمد الشبراوي)، في مجال الجرافيك كل من(هاني الأشقر - محمد فؤاد الشاذلي – ياسمين حسن مرسى)، فنون الميديا كمبيوتر جرافيك ( طارق عبد العزيز – مايكل موريس ) ومجال التصوير الضوئي (أحمد شبيطة – ريهام السنباطي -مريم حسن - ليلى خليل - جلال المسيري – حسن دواد – شيماء عادل- ندى محروس )، ومشاركة محدودة جدًا لأعمال الحداثية والتجهيز في الفراغ فقط عمل للفنان ( عبدالله داوساتشى، هاني السيد)، وعمل للفنانة هبة ذهني.

لأول مرة المعرض العام يخرج عن مركزية العرض

وبدعم من الجهات المعنية بوزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، خروج العرض من مركزية العرض بالقاهرة، سوف يشارك بعرض نوعي محدود لعدد من الفنانين ضمن فعاليات "أسوان عاصمة الثقافة"، وهذه أيضا إضافة جديدة جولات المعرض العام في محافظات أخرى.

 
تم نسخ الرابط