طلاب "قناة السويس" يحاورون المفكر وسيم السيسي

كتب - شهيرة ونيس

- وسيم السيسي: مصر علمت العالم.. وعاشت الحضارة منذ بواكير البشرية

- المصري القديم أول من أجرى جراحات المخ والمياه البيضاء.. وزراعة الأسنان

 

تحت شعار (العودة إلى الجذور) نظمت وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع جامعة قناة السويس لقاء حواريا- برعاية ودعم الأستاذ الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والدكتور عاطف أبو النور رئيس جامعة قناة السويس، والأستاذ الدكتور طارق راشد رحمي نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب- واستضافت الجامعة بهذا اللقاء الحواري الباحث والمفكر الدكتور وسيم السيسي.

بدأت الندوة بترحيب الدكتور طارق راشد رحمي بالدكتور وسيم السيسي الخبير والباحث الكبير ذو  القامة العلمية والتاريخية، معربا عن سعادته بتواجده في رحاب جامعة قناة السويس، ووسط أبنائه من طلاب الجامعة لينهلوا من علمه ووطنيته.. ويتعلموا تاريخ وطنهم وكيفية القراءة والمتابعة الجيدة له.. فإنسان بلا تاريخ بلا ماضٍ؛ هو إنسان بدون حاضر ولا مستقبل.. مؤكدًا دور الثقافة والتنوير في بناء شخصية أبنائنا الطلاب، فالعلم وحده لا يكفي.

ثم بدأ الدكتور وسيم السيسي بالحديث عن التاريخ بوصفه أهم صفة ميزت الإنسان عن غيره من الكائنات الحية "فالإنسان كائن حي ذو تاريخ".. والتاريخ وعاء للتجارب الإنسانية نستفيد من إنجازاته، ونتجنب نكساته.. فمن يقرأ التاريخ جيدا يتعلم منه ويستطيع أن يبني ويطور بشكل أفضل.

وأضاف أن مصر هي البلد الوحيد الذي له تاريخ على اسمها، فبتاح هو الإله الخالق، ورع هو الإله الظاهر، وآمون هو الإله الباطن، فمصر عرفت الإله الواحد منذ عصر الأسرة الأولى، ولما بدأ عصر الجفاف بدأ التحلق حول نهر النيل في قبائل أشهرها (نيلوس وجيبتيانا) وتعنى أرض الإله الخالق (ايجيبت).

هذا وعرف المصريون القدماء الطب فهم أول من أجرى زراعة الأسنان وأول عملية مياه بيضاء أجراها المصريون، وكذلك أول جراحة مخ.

وأوضح أن الأهرامات لم تبن كمقابر لملوك الفراعنة فقط؛ إنما هي ممرات هوائية ومحطات لتوليد الطاقة، وأمحوتب وصف النبض أنه حديث القلب في الأوعية الدموية الطرفية وهو الذي لم يصفه أبو قراط (أبو الطب) وكلمة بيبر تعني بردي (بابرس) فمصر أول دولة عرفت الكتابة والورق.

وقال الدكتور وسيم السيسي مؤكدا "مصر أم الدنيا.. هذا صحيح. مصر علمت العالم.. هذا صحيح.. ما من علم إلا وأخذ عن مصر (قالها أفلاطون) هذا صحيح.. مصر محروسة ولها لعنة على أعدائها وبركة على محبيها.. صحيح.. يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية (قالها شامبليون) وهذا أيضا صحيح.

وعن مضمون هذه المحاضرة فقد قال عن التوحيد:

لكم نحن استمددنا فخرا من المعلومة التي درسناها في عموم الكتب عن الفرعون امنحتب (الأسرة الثامنة عشرة) أول من توصل في تاريخ الإنسانية إلى فكر "التوحيد" أو هكذا كنا نظن إلا أن التوحيد كما عرفنا منه قد بدأ في مصر منذ الأسرة الأولى! بل كلمة "دين" هذه كلمة مصرية قديمة من كلمتي (دي) ومعناها خمسة و(نون) أي شعيرة دينية، خماسية.. وأول نبي بعثه الله كان مصريا فلم يترك الله أمة بلا رسل (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله) سورة النحل آية 36 وقد ذكر القرآن الكريم منهم نبي الله إدريس (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا) سورة مريم الآية 56 وفي القرآن الكريم (وكم أرسلنا من نبي في الأولين) سورة الزخرف الآية 6 (ولكل أمة رسول) سورة يونس الآية 47.. والنبي إدريس ولد في مصر وعاش في العصر الحجري الحديث في الفترة ما بين 5000 إلى 6000 قبل الميلاد وكان من ألقابه هرمس كما كان المصريون القدماء يلقبونه عا عا عا ور أي مثلث العظمة.. إدريس كان مصريا وقارون مصريا والخضر مصريا.

ملاحظة مهمة ذكرها د. وسيم السيسي عن العنوان: "كتاب الموتى" عند المصريين القدماء قال إن العنوان ترجمة غير صحيحة من العالم الألماني ليسبيوس لأن صحيح الترجمة لكلمتي بر ام هيرو هي الخروج إلى النهار وليس كتاب الموتى!

من الأخلاق عند القدماء:

هل حافظت على جسدك طاهرا؟ هل امتدت يدك إلى سرقة ما ليس لك؟ هل قتلت نفسا بغير حق؟ هل عذبت حيوانا؟ هل كنت سببا في دموع إنسان؟ هل عذبت نباتا بأن نسيت سقياه؟ هل لوثت مياه النيل؟ هل تعاليت على غيرك؟ هل رفعت صوتك أثناء الحوار؟ هل صنت لسانك عن شهادة زور؟

أظن يحق لمن يقرأ أو يسمع بهذا القول قد يشك في أننا يا مصريي هذا الزمان قد تبدلت جيناتنا وتغيرت (او تبهدلت) على مر الأزمان.. إنما علميا تبين أنه غير صحيح.

يقول د. وسيم السيسي: الأخلاق محصلة الجينات والزمان والمكان؟! وجينات المصريين ثبت بالأبحاث العلمية أنها لم تتغير.