الفنانة جيهان سليمان ومعرضها "حكايات الخريف " السبت القادم
كتبت - سوزى شكرى
يفتتح يوم السبت القادم 9 مارس الساعة السابعة مساء معرض الفنانة التشكيلية دكتور جيهان سليمان تحت عنوان " حكايات الخريف" وذلك بجاليري ضي "أتيليه العرب للثقافة والفنون " بالمهندسين ، ويستمر المعرض الى 30 مارس الجارى
سوف تعرض الفنانة مجموعة جديدة من لوحاتها التصويرية فمن خلال بوستر المعرض وجدنا أنها تقدم تجربة فنية جمالية جديدة يقودها ابطال لوحاتها باسلوبها الفنى وصياغتها ومعالجاتها الهندسية الانسانية ذات المنطق الرياضي المدروس الذى يقترب من التجريدية الغنائية ، بالاضافة الى خصوصيتها الرمزية فى استخدامها للاشياء المالوفة كاستعارة من الواقع لتدل على شىء ما ، وليصبح الرمز بديل عن التعبيرالمباشر من الواقع ، فتمنح العنصر او الرمز ايحاء أخر نتجت من ارتباط هذا الرمز بعناصر آخرى ليتم اللقاء بين العناصر فوق الزمان بزمان . و رغم ان للرمز ثقافات ومورؤث ودلالاتنفسية وروحية صبغت العنصر باكثر من معنى مثل عنصر او رمز ( السمكة ) وما نعرفة عنها ان رمز الخير والامل والعطاء والحياة الجديدة .
إلإ اننا وجدناها فى لوحة البوستر احد حكايات الخريف ربما تعبر عن حالة رثاء واستدعاء لذاكرة ، فى غرفة مكان المعيشة حيث منضدة ترقد عليها سمكة يفوح منها اوجاع الزمن ممدوده صامته مستسلمة لقدرها ساكنه الجسد نابضة الروح شاعرية الملمس ، يجلس حولها ثلاثة من النساء كل منهن يرتدى لوناً ( الاخضر – الازرق – الاحمر ) وكلا منهم يجلس فى اتجاة مخالف للآخر ، يجمعهم ظلال وتوافقات لونية درامية الأخضر سرقت منه ابتسامته فظهر لنا أخضر غاضب ، والازرق ثقيل تراكمى يبدو عليه المتاعب والهموم ، والاحمر متألم صامت ، إلإ انهم جميعاً يتطلعون إلي( السمكة الراحلة ) التى ترمز لرحيل الخير، وكأنهم لم يصدقوا انها لن تنهض، كيف لن تنهض وهى لا تزال تحدثهم ، والاغرب ان لا احد من النساء الثلاثة يرترى اللون الاسود ، مما يوحى ان وصيتها لهم ان يكملوا الحياة وسوف تكون معهن بقلبها الذى يرحل منا ولا يرحل عنا .
واستوقنى اختيار الفنانة جيهان سليمان لعنوان معرضها " ذكريات الخريف " ربما لان الخريف احد فصول السنة التى يصاب فيها البعض بحالة مزاجية مختلفة يصعب تحديد ملامحها بالكامل، انه الفصل الوحيد القادر على شحن الروح والوجدان ومشاعر الانسان مع متغيرات المناخ ، فتتساقط اوراق الشجر مرغمة ، وتتجرء الرياح وتسرق ارواق الشجر وتقذفها بعيداً الى زمناً آخر ، بجحة انها لم تعد ورقة خضراء ودون اعتبار من الرياح لدموع الشجر على اوراقها ، تلك المشهد فلسفى يتلاقى مع مشهد سقوط فترات من اعمارنا ، سقوط اسماء وشخصيات احبناها وخانت فوقعت من شجرة الثقة ، سقوط ارواق من احلامنا ذهبت مع الريح الى مكان مجهول ، ونسمات باردة تقترب من اجسادنا واطرافنا ، ورائحة المطرالممزوجة برائحة القهوة الباكية ، يتساوى الليل والنهار كلاهما شارد فى حاله واحواله ، وتتلون السماء بالوان المساء ، وغيوم رمادية ضبابية وحتى اضواء الشمس باهته تترعش خوفاً ، انه الخريف ذو الوجة المخيف الذى جاء بكل كل هذة الاوجاع للطبيعية فتحملتها ، ومنحتنا نحن البشر حالة شجن وتامل ومشاعر متناقضة تسقط دموعنا لذكرى، وتستيقظ تلك الذكرى وتطلب منا الى تعيدها الى صخب الحياة ، فنسمع اصوات افتقدناها ربما برحليهم عنا وربما برحلينا نحن عنهم ، فنعيش مع الذكرى لحظات سعادة وكأنها حكاية انتظار، ثم نعيش مع الذكرى ساعات أحزان وكانها حكاية رحيل وانتهت، ونكون اقرب الى السماء والدعاء من اى وقت آخر ، انها حكايات الخريف التى تعيدنا للأشياء ولا تعيد الأشياء إلينا . لذا فمن المستحيل ان يكون الخريف صديقاً لجميع البشر ، إلإ انه صديق وفىً للفنان ذو الاحساس فحين يزور الخريف مشاعر فنان فانة يسافر معها الى شواطى منسية الخريف ومنه يستلهم حكايات وحكايات ..



