الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المهمة الأخيرة لـ«بوتفليقة».. بعد ٢٠ عامًا رئاسة

المهمة الأخيرة لـ«بوتفليقة»..
المهمة الأخيرة لـ«بوتفليقة».. بعد ٢٠ عامًا رئاسة
كتب - بوابة روز اليوسف

٢٠ عامًا انقضت، والرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، على سدة الحكم، موحدًا البلاد، بعد عشرية دامية.

وفجأة، بات الزعيم الموحد سببًا في تهديد أمن واستقرار البلاد، بعد أن خرجت آلاف الجماهير، معلنة رفضها لترشحه لعهدة رئاسية خامسة.

بوتفليقة، الذي أعلن الحزب الحاكم الدفع به مرشحًا رسميًا، في ظل خضوعه لفحوصات طبية خارج البلاد، واجه احتجاجات جماهيرية، وطعن في شرعية ترشحه، نظرًا لحالته الصحية وتقدمه في العمر، ما أحدث انقسامات جماهيرية حادة، وتساؤلات حول عجز الحزب الحاكم عن الدفع بمرشح بديل.

وسط تلك الضغوط الجماهيرية، والمخاطر التي واجهت مستقبل الدولة الجزائرية، قرر الرئيس بوتفليقة، أن يواصل ما بدأه من حفاظ على الدولة الوطنية، ليكون إشرافه على وضع خارطة طريق للمستقبل توافقية، هي المهمة الآخيرة له.

وفِي سبيل ذلك، أعلن بوتفليقة تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 18 من أبريل المقبل متعهدا بعدم الترشح في أي سباق رئاسي مقبل.

ودعا بوتفليقة إلى تشكيل حكومة من التكنوقراط لإدارة شؤون البلاد وإجراء حوار شامل قبل اجراء أي انتخابات مقبلة، وكلف رئيسها.

وقال بوتفليقة في بيان نشره اليوم الأثنين :"لن أترشح لعهدة خامسة. لا شك في ذلك بالنسبة لي. بالنظر إلى حالتي الصحية والعمر، فإن واجبي الأخير تجاه الشعب الجزائري هو الإسهام دوما في تأسيس جمهورية جديدة".

وقد عاد بوتفليقة إلى بلاده الأحد الماضي بعد قضاء أسبوعين في مستشفى سويسري "لإجراء فحوص طبية روتينية"، بحسب الرئاسة الجزائرية.

وكان بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاما، سافر إلى جنيف في 24 فبراير بعد يومين من خروج عشرات الآلاف من الجزائريين في مظاهرات احتجاج ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة.

وتصاعدة وتيرة الضغط على بوتفليقة لسحب ترشحه بعد أن أعلن أكثر من ألف قاض جزائري رفضهم الإشراف على الانتخابات الرئاسية إذا ظل بوتفليقة مرشحا فيها.

وقال رئيس أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، إن الجيش والشعب لديهما رؤية بشأن المستقبل، في أقوى إشارة حتى الآن بأن القوات المسلحة أبدت تعاطفا مع الاحتجاجات.

وكان بوتفليقة قد تعهد الأسبوع الماضي بأنه سيعلن عن انتخابات مبكرة خلال أقل من عام في حال إعادة انتخابه في إبريل المقبل.

وظل بوتفليقة في سدة الرئاسة الجزائرية نحو 20 عاما، ولم يظهر بشكل علني عام إلا نادرا منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013 .

يعود آخر خطاب جماهيري معروف لبوتفليقة إلى عام 2014، وكان ذلك هو خطاب الانتصار في الانتخابات الرئاسية الرابعة له عندما شكر الجزائريين على تجديد ثقتهم في قيادته للبلاد.

ويشعر كثيرون بالقلق من أن عدم القدرة على تسمية خليفة لبوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999، قد يؤدي إلى حقبة من عدم الاستقرار في حال وافت المنية بوتفليقة خلال حكمه.

ومن خلال بيان بوتفليقة، فإن تأجيل الانتخابات، يستهدف الإشراف على حوار مجتمعي، للإعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يتنافس فيها مرشح للحزب الحاكم سيجري تسميته لاحقًا، ينافس فيها آخرين، ليس من بينهم بوتفليقة، لتكون مهمته الآخيرة ضمان انتقال سلمي للسلطة، قبل أن يخلد للراحة.





 

تم نسخ الرابط