في عيد الأم.. "ست الحبايب" كُتبت على السلم ولُحنت في 15 دقيقة
كتب - سمر سيد
لم يكن هناك في الحياة ما يكفي لشكرها على ما تقوم به تجاه أسرتها، من حب وعطاء ورعاية وحنان، وكل ذلك بلا مقابل، لم يكن كثيرًا عليها أن تكون الجنة تحت أقدامها، فهي التي حملت في رحمها 9 أشهر، وهي التي تحملت أعظم الآلام لكي تخرج إلى الحياة إنسانا جديدا يُعمر في الأرض بأمر الله.
"ست الحبايب" أصبح لقبا رسميا للأم، بعد أن قدمت لنا الفنانة فايزة أحمد أغنية بهذا الاسم، من كلمات الشاعر حسين السيد، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، لم تكن كلماتها مجرد كلمات أغنية الهدف منها تحقيق النجاح المادي أو الشهرة، لكن كانت خارجة من القلب لتعبر عن مدى الحب والتقدير والاحترام.
قصة "ست الحبايب"
حسين السيد، في مساء يوم 20 مارس 1958، ذهب لزيارة والدته كعادته، وعندما وصل إلى سلم المنزل، تذكر أنه لم يجلب هدية لها بتهنئتها بعيد الأم، وظل يفكر كثيرًا في حل لهذه المشكلة، لكن سرعان ما غلبه فكره الكتابي بالتعبير عن حبه ومشاعره الصادقة لوالدته بكلمات صادقة، فأخرج ورقة وقلم من جيبه، وبدأ في إخراج تلك المشاعر إلى حروف وكلمات تنبض بالحيوية والحب.
وفي أحد اللقاءات التليفزيونية، روى أحد أصدقائه أنه انتهى من كتابة الكلمات على السلم ثم طرق الباب، ففتحت له والدته، فقبل رأسها وأعطاها الورقة التي جعلتها تطير من الفرحة والسعادة وتبلغه أنها أفضل من أي هدية في عيد الأم، وعندما رأى تلك السعادة في عينها أخبرها إذا أردت أن تُغنى تلك الكلمات لها في الإذاعة المصرية، فردت أنها ستكون سعيدة بذلك.
وعلى الفور تواصل حسين السيد مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، وأخبره بكلمات الأغنية متمنيًا أن تعجبه، وفي اليوم التالي 21 مارس 1958 تفاجأ بها يوم عيد الأم، تذاع عبر الأثير في جميع أنحاء الجمهورية بصوت الفنانة "فايزة أحمد"، فاتصل بعبد الوهاب مندهشا من سرعة إتمام الأغنية، فقال له لقد أعجب بها بشدة ولحنها في 15 دقيقة ولم يجد أفضل من فايزة أحمد لتقدمها بصوتها.
وقالت الفنانة فايزة أحمد، في لقاء تليفزيوني لها ببرنامج "نجوم على الأرض"، إن أغنية ست الحبايب هي أفضل أغنية لحنها لها موسيقار الأجيال، كما أنها نجحت وحققت شعبية كبيرة نظرًا لأنها أول مطربة توجه حديثها إلى الأم.



