سفير داعش لدى "تركيا" يواصل فضح علاقة "أنقرة" مع التنظيم
كتب - عادل عبدالمحسن
واصل أبو منصور المغربي، الذي يؤكد أنه سفير داعش لدى تركيا، كشف علاقاته مع المخابرات التركية للصحافة الدولية، ومن بينها معلومات قد تدل على دور عناصر داعش في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يوم 16يوليو 2016.
ويوضح أبو منصور، وهو مهندس كهرباء قدم من المغرب إلى إسطنبول ومن ثم عبر منها إلى سوريا، أن أول مهامه كانت مراقبة عمليات العبور للحدود التركية، وأن مهمته كانت تكمن في حماية الحدود بين تركيا وسوريا واستقبال العناصر الجديدة الملتحقة للتنظيم الإرهابي.
وتحدث أبو منصور، المحتجز حاليا في أحد السجون في العراق، بإسهاب عن طبيعة عمله مع تنظيم داعش والعلاقة بين التنظيم وتركيا، وذلك في مقابلة استغرقت خمس ساعات ونشرت على موقع "هوم لاند سيكيورتي توداي" الأمريكي.
وقال أبو منصور إنه التقى بمسؤولين حكوميين أتراك في أنقرة قائلا: كنت أعبر الحدود بكل سهولة. وتم تخصيص سيارة لي، وكنت أتنقل برفقة حراسة تتكون . من شخصين آخرين يخضعان لأوامرى
وأضاف أبو منصور أن مسؤولا مخابراتياً ممثلا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أبلغه عن رغبة أردوغان في الالتقاء به، غير أن هذا اللقاء لم يتم.
وأشار أبو منصور في تصريحاته إلى اجتماعه بعناصر من المخابرات التركية في العاصمة أنقرة قبيل المحاولة الانقلابية التي وقعت في عام 2016.
وفي تعليق منه على هذه التصريحات ذكر الكاتب التركي، فاروق مرجان، أن اجتماع معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة سابقًا، برئيس الشؤون الدينية التركية في مقر المخابرات التركية عشية المحاولة الانقلابية، تعد أدلة صريحة على كون المحاولة الانقلابية مدبرة، وأن الخطة كانت تكمن في إخراج المواطنين للشوارع وإراقة الدماء، لتتشكل الصورة المطلوبة لتقديم أحداث 15 يوليو وكأنها انقلاب حقيقي.
وأشار مرجان إلى حديث أبو منصور عن كونه المسؤول عن ضمان عبور الآلاف من العناصر الداعشية إلى سوريا وتخصيص المخابرات التركية سيارة له على الحدود في كل مرة دخل فيها إلى تركيا واتفاق التنظيم مع تركيا على فتح معبر لهم، متسائلا عما فعله هؤلاء الأشخاص عشية المحاولة الانقلابية وكم كان عددهم.
جدير بالذكر أن الصحافة التركية تناولت صور تعرُّض جنود أتراك للضرب على يد أناس ملتحين يحملون أسلحة ثقيلة بشوارع إسطنبول وأنقرة عشية المحاولة الانقلابية وصباح اليوم التالي لها.
وكانت الحكومة التركية قد سبق وأن تم اتهامها بنقل أسلحة إلى سوريا بواسطة مخابراتها، ففي 29 من مايو عام 2015 أوقفت الشرطة شاحنات تابعة للمخابرات التركية كانت تحمل بداخلها أسلحة ثقيلة في طريقها إلى سوريا.
وعقب هذه الواقعة وصفت الحكومة التركية عناصر الشرطة الذين أوقفوا الشاحنات بالخونة وحاكمت الصحفي أوجور دوندار لنشره الخبر ليضطر لاحقا إلى مغادرة تركيا.
ومن بين الأنباء التي تحدثت عن دعم تركيا القوى لتنظيم داعش، ما كشفته شركة "تيريوس" الفرنسية، بأنها قامت بتوريد 45 طناً من مادة السوربيتول إلى تركيا.
لكن فيما بعد، تم العثور على هذه المادة في المناطق التي سيطر عليها داعش في سوريا، وبالتالى كانت تركيا تزود بها الجماعات الإرهابية بشكل متعمد.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت أمس النصر النهائي على تنظيم داعش في سوريا، كشفت في وقت سابق أن بحوزتها ما يعد دليلا على دور تركيا في تسهيل عبور "الإرهابيين" من وإلى سوريا.
ونشرت "سوريا الديمقراطية"، صور جواز سفر قالت إنه لأحد مسلحي تنظيم “داعش”، حصل على أختام تؤكد تحركه بحرية من وإلى تركيا، ولمرات عديدة.
واعتبرت ذلك دليلا على تسهيل تركيا دخول وخروج الإرهابيين، الذين تطالب الولايات المتحدة تركيا بمكافحتهم بدلا من دعمهم.
وقالت القوات إن صاحب الجواز جرح في معارك الباغوز، آخر جيوب "داعش" في سوريا، ونقل إلى المستشفى، مشيرة إلى أنه كان دائم التنقل بين إيران وتركيا.



