الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حلمية الشرقية من قرية "نموذجية" إلى مقبرة للأهالي

حلمية الشرقية من
حلمية الشرقية من قرية "نموذجية" إلى مقبرة للأهالي
كتب - بشير عبد الرؤوف

عام من وقف الحال وتوقف الحياة، عام تحولت فيه القرية النموذجية في الشرقية وأولى القرى التي تم فيها تنفيذ مشروع شروق للتنمية، إلى شبح مخيف يطارد كل من يعيش فيه أو يمر عليه، قرية الحلمية، التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، تفتقر إلى مشروعات البنية التحتية التي أخذ بيدها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكون ضمن القرى التي تنفذ فيها الدولة هذا المشروع القومي الكبير، والذي كان مقررا له أن يتم تسليم المرحلة الأولى فيه بنهاية مارس، بنسبة 60 بالمائة ليتم تشغيلها وربطها على محطة الصرف، ثم يتم التشغيل الجزئي لكل ما يتم الانتهاء منه مرحليا.

في مثل هذه الأيام من العام الماضي استيقظ الأهالي على غرق منازلهم بمياه الصرف الصحي، التي غطت المقابر الواقعة على طريق عام يصل بين أبو حماد وبلبيس، وأيضا، القاهرة، وقد اختلطت تلك المياه بمياه الشرب نتيجة كسر في خط مياه رئيسي، في التوقيت ذاته، إلا أن وجود ترعة للصرف الزراعي تمر بالقرية ضمن مصرف ترعة الوادي، قلل من حجم الكارثة عندما امتلأت الشوارع والمنازل بالمياه والصرف الصحي، اتجهت الكميات الفائضة إلى تلك الترعة، إلا أن ذلك لم يوقف نزيف غرق المنازل وكادت جثامين الموتى أن تتهاوى وسط بركة من الصرف الصحي.

سارعت كاسحات محافظة الشرقية والمراكز المجاورة وسيارات الشفط العملاقة إلى هناك في محاولة لإنقاذ القرية التي غرقت ليلا، وزارها محافظ الشرقية، د. ممدوح غراب، للوقوف على تفاصيل الوضع هناك، وأمر بسرعة الانتهاء من الأعمال الجارية، وتمهيد الطريق لمرور السيارات بمنطقة الأعمال، نظرا لتراكم كميات من الأتربة الناتجة عن أعمال الحفر ورصفها، رحمة بالأهالي، إلا أن فرحة الأهالي بزيارة المحافظ لم تدم كثيرا، فازداد الأمر سوءا، ووقع الأهالي في فخ كبير لم يخرجوا منه حتى الآن ويبدو أنه مأزق كبير، كفيل بانهيار المشروع القومي الذي تتبناه الدولة لإنشاء البنية التحتية للقرى، بدلا من شبكة الصرف الصحي الأهلية، التي تهالكت.

ومنذ ثلاثة أشهر ويزيد، استجاب الأهالي لطلب الشركة المنفذة للمشروع بتحويلات مرورية لتمكينهم من العمل، ليمروا وسط الزراعات والترع ويتكبدوا مصاريف زائدة للوصول إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، إلا أنه كان بداية جديدة لحالة من توقف الحياة وغرق الأهالي في مستنقع من التباطؤ، فمع الساعات الأخيرة من ليل الأربعاء قبل الماضي، حدث كسر بخط رئيسي للمياه يتجه من أبو حماد لتغذية مدينة بلبيس جنوب الشرقية، بمنطقة العمل بمشروع الصرف الصحي، حيث تسللت المياه ليلا إلى المنازل أثناء نوم الأهالي، وتركت أثرا على حظائر الماشية والدواجن، وأغرقت عددا من المفروشات والأثاث، وأجبرت أحد الأهالي على النزوح من منزله، وتسارعت خطى الحكومة في ساعة مبكرة، في محاولة لإنقاذ القرية من الغرق، فدخلت المنازل بكاسحات المياه لإنقاذها، وعملت معدات شركة مياه الشرب بالشرقية على إصلاح الكسر لإعادة الخدمة للأهالي، إلا أن المسلسل لم ينته، وتحولت منطقة العمل على مدى الطريق العام إلى مستنقع من الصرف الصحي وتراكم كميات المياه.

الحياة الآن في القرية مصابة بالشلل التام، ورغم عدم انتهاء الأعمال، أرسلت الشركة المنفذة لهيئة الصرف الصحي بالشرقية كتابا تطلب فيه تشكيل لجنة وتحديد موعد للبدء في إجراءات التسليم الابتدائي، لتشغيل المشروع والاستفادة، فيما أكد مصدر مسؤول بمحافظة الشرقية أن الشركة ما زال لديها مسافة 250 مترا لم يتم الانتهاء منها حتى الآن، بالإضافة إلى ما خلفته الأعمال التي تتم هناك، فيما أكد المصدر أنه تم توجيه كتاب تطلب فيه هيئة الصرف الصحي بالشرقية سحب أعمال محطتي قريتي الحلمية والعراقي بالشرقية من الشركة المنفذة، لتباطؤهم في تنفيذ الأعمال، فيما طالب الأهالي باستكمال كافة أعمال شبكة الصرف الصحي.

الأمر الآن يحتاج إلى قرار حكيم ينقذ الأهالي من تكرار الغرق في الصرف الصحي، مع ضمان استكمال أعمال شبكة الصرف الصحي هناك.

 

تم نسخ الرابط