السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بعد مقتل إمام "زاوية" الرحمة بالهرم.. حكم قضائي بإغلاق 67 زاوية

بعد مقتل إمام زاوية
بعد مقتل إمام "زاوية" الرحمة بالهرم.. حكم قضائي بإغلاق 67 زا
كتب - وفاء شعيرة

- الحيثيات: حق وزارة الأوقاف في الإشراف على جميع المساجد والزوايا في مصر لسلامة التوجيه الديني وحفاظا على استقرار الوطن

بعد مقتل "إمام" زاوية الرحمة بالهرم، ثار العديد من التساؤلات حول حكم الزوايا المنتشرة في الأماكن الشعبية الأقل من 80 متراً والتى كانت مرتعاً للجماعات المتشددة للتأثير على النشء والشباب للانحراف عن صحيح الدين، حتى يمكن مواجهة عشوائية فتح الزوايا أو توظيفها لأغراض لا تتفق ونشر الخطاب الديني الوسطي الرشيد ولتكون جميع المساجد والزوايا تحت أعين السلطات الدينية المختصة، ولأول مرة أصدرته محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، أيدت فيه قرار وزير الأوقاف بغلق الزوايا التى تقل مساحتها عن ثمانين مترًا لحماية النشء من التشدد والتطرف الذى ينجرف فيه في مثل تلك الزوايا لمخالفتها شروط صحة الجمعة وتعارضها مع المصالح المرعية والمقاصد الشرعية وحفاظاً على استقرار الوطن.

وأكدت المحكمة أن وزير الأوقاف ضرب مثلاً فى احترام القانون، ولجأ إلى دار الإفتاء المصرية ليستطلع رأيها فى قراره من الناحية الشرعية، فى سابقة هى الأولى تعمق احترام مبدأ سيادة القانون والتى أفادته بأنه موافق لحكم الشريعة الإسلامية , وقضت بتأييد قرار وزير الأوقاف فيما تضمنه من غلق الزوايا التى تقل مساحتها عن ثمانين مترًا وما يترتب على ذلك من آثار أخصها صحة ضم 67 زاوية أخرى تزيد عن تلك المساحة بمختلف قرى ومراكز محافظة البحيرة إلى وزارة الأوقاف وألزمت المدعين بالمصروفات.

قالت المحكمة إن المشرع عهد إلى وزارة الأوقاف بمهمة إدارة الزوايا والإشراف عليها، ضمانًا لقيامها مع المساجد بأداء رسالتها فى نشر الدعوة الإسلامية على الوجه الصحيح، تلافيا لاستغلال الفقر والجهل للبسطاء من أصحاب التيارات المتشددة، ولتحقيق نقاء المادة العلمية للخطباء والوعاظ بما يحفظ للتوجيه الديني السليم أثره في نفوس الكافة، وللقضاء على كافة البدع والخرافات وحماية النشء ممن أسلم نفسه للتشدد منجرفا أو عجز عن مقاومة التطرف فسار في مجراه، نتيجة ما يلقن به بمفاهيم مغلوطة عن صحيح الدين الإسلامي الوسطى، مما يمس كيان الوطن واستقراره، و حماية الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدته الوطنية.

وأضافت المحكمة أن القرار الذى أصدره وزير الأوقاف بغلق الزوايا التى تقل مساحتها عن ثمانين مترًا لا يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية بل يتفق مع مقاصدها الشرعية، لأن صلاة الجمعة من شعائر الإسلام التى افترضها الله عز وجل جماعة دون غيرها من الصلوات ولا تصلح إذا أداها الشخص وحيدًا منفردًا، فالصلاة جماعة تؤدى إلى اتفاق المسلمين دون تفريق فكان الغرض من صلاة الجمعة تعبيرًا عن الحاجة للاجتماع العام للمسلمين لتراحمهم وتوادهم، وصلاة الجمعة ليست كصلاة الجماعة التى يجوز أداؤها فى كل مكان بل فى الجمع المتعدد وهو المسجد، فالمسجد من شروط صحة أداء صلاة الجمعة، أما الزوايا التى تقل مساحتها عن ثمانين مترًا فلا يتحقق فيها الموعظة وهى أساس تأليف المسلمين ببعضهم البعض، ومن ثم يكون قرار وزير الأوقاف غلق الزوايا التى تقل عن تلك المساحة يتفق مع المقاصد الشرعية والمصالح المرعية فى صحيح مفهوم مبادئ الشريعة الإسلامية.

وذكرت المحكمة أن من يقيم زاوية تقل عن ثمانين مترًا فإنهم على أغلب الأمر يقيمونها ليس بقصد الصلاة فيها لسائر المسلمين، وإنما بقصد أن يقتصر فيها على عدد محدود لا يريدون غيرهم من الانخراط فيه مما لا يتحقق بشأنها احتشاد المسلمين، وهو ما يتنافى مع ما شرعت الجمعة من أجله، فضلاً عن أن المسجد يخرج عن ملك بانيه ولا يجوز تحويله عن المسجدية لأنه أصبح فى ملك الله تعالى بخلاف الزاوية التى تقل عن 80 مترًا فهى لا تتناسب مع شأن الجمعة، ويؤيد ذلك ويعضده علماء الفقه، فالشافعية اشترطوا فى صلاة الجمعة حضور أربعين رجلاً عاقلاً بالغًا، وكذلك أكثر الحنابلة، وهذا العدد يتناسب مع ما اشترطه قرار وزير الأوقاف من ضرورة ألا تقل مساحة الزاوية عن ثمانين مترًا.

واختتمت المحكمة حكمها المستنير أنه على الرغم من أن القانون منح وزير الأوقاف الاختصاص والسلطة فى الإشراف على الزوايا مع المساجد إلا أنه ضرب مثلاً فى احترام القانون فى أعلى درجاته، ولجأ إلى دار الإفتاء المصرية ليستطلع رأيها فى قراره من الناحية الشرعية فى سابقة هى الأولى تعمق الاحترام لمبدأ سيادة القانون والتى أفادته بأن قراره موافق للشريعة الإسلامية ومتسق مع الأحكام الفقهية.

تم نسخ الرابط