إجراءات لرفع كفاءة الباحثين المصريين بالتعاون مع "الصحة"
كتب - محمود جودة
احتفل مركز منير أرمانيوس للأبحاث، أكبر مركز بحوث دوائية بشمال إفريقيا، ويتبع شركة وطنية للدواء، اليوم الأحد، بتخريج أولى دفعات دورات التدريب المتخصصة التي أطلقها "المركز" وتُنظم بمنهجية علمية لأول مرة بمصر بالتعاون مع المعهد القومي للتدريب بوزارة الصحة والسكان، بهدف رفع قدرات الكوادر البحثية في المجالات الطبية والدوائية في إخراج بحوث بمعايير دولية، بما يُسهم في تطوير البحث العلمي المصري، يمكن تطبيق نتائجه لخدمة المريض المصري، فضلًا على زيادة النشر الدولي للأبحاث، بما يرفع من تصنيف الجامعات المصرية، ويرسخ أقدامها في قائمة أول 500 جامعة على مستوى العالم.
وقالت الدكتورة ليلى جاد الرب، مديرة المركز، إنهم يعملون على تكوين أجيال متعاقبة من الباحثين الصيادلة، والكيميائيين المتخصصين في المجال الدوائي بمختلف مجالات، حيث يوفر المركز للباحثين البيئة المناسبة لعملهم، والأدوات المطلوبة لأبحاثهم واكتشافاتهم، وعددًا من الأجهزة الحديثة، التي تضمن جودة المستحضرات الجديدة التي يتم تطويرها في "المركز".
وأوضحت، في كلمة لها على هامش حفل التخرج، أنه تم تجهيز دور كامل من المركز بأحدث ماكينات التصنيع الدوائي في "المركز"، وذلك للقيام بجميع التجارب اللازمة لتركيب الدواء بأشكاله الصيدلانية المختلفة من أقراص وكبسول ولاصقات طبية وغيرها، موضحة أنه مصمم ليصبح قادرا على إنتاج "تشغيلات تجريبية"، تطابقًا مع اشتراطات تسجيل المستحضرات البشرية في مصر وأوروبا، بما يعد التزامًا من الشركة المالكة لـ"المركز"، في تطوير الصناعة الدوائية بمصر.
وقال الدكتور جورج ماهر، مدير عام التسويق بالشركة، إن أولى الدورات التدريبية نظمت على مدار 3 أيام في الفترة من 11 إلى 13 إبريل الجاري، بمشاركة 130 كادر بحثي من كليات الطب بجامعات القاهرة، وعين شمس، وبنها، فضلًا على نخبة من الأطباء المتميزين بوزارة الصحة والسكان.
وأضاف "ماهر"، في كلمة له على هامش "الحفل" اليوم، أن "التدريب" تم بنظام الساعات المعتمدة، على مدار 30 ساعة، وقدمه الباحث الكبير الدكتور أحمد شقير، أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة المنصورة، ويركز في الأساس على كيفية تحليل المعلومات المتاحة، ونشر الأبحاث العلمية في المجال الطبي دوليًا.
وأكد أن الدورات التي سينظمها "المركز" بالتعاون مع "القومي للتدريب"، ستساعد على تطوير الأبحاث التي تجرى على المستحضرات المختلفة، والأعشاب وغيرها من المواد المستخدمة في التصنيع الدوائي، بما يسهم في تطوير الدواء، وجعله أكثر أمانًا للمريض المصري، وبأفضل فعالية ممكنة على مستوى العالم.
وأوضح أن التدريب شارك به أطباء وكوادر بحثية في 7 تخصصات، هي كل من الباطنة، والسكر، والمسالك البولية، وأمراض الذكورة، وأمراض النسا، والقلب، والعظام والروماتيزم، مشيرًا إلى أن الفرد الواحد كان سيتكلف تدريبه في الخارج على تلك المعايير أكثر من 100 ألف جنيه، وتقدم لهم بالمجان تمامًا بمعايير دولية على أرض مصر.
وأشار إلى أن التدريب المقبل على تلك المعايير سيكون في غضون الثلاثة أشهر المقبلة.
وقال الباحث الكبير الدكتور أحمد شقير، أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة المنصورة: إن الباحثين المصريين لا يوجد لديهم خبرة في الكتابة، ويكون لديهم بيانات ومعلومات جيدة، ولكنهم لا يجدون كتاباتها في بحث أو مقالة علمية، ما يجعلها تصاغ في شكل غير سليم تؤدي لرفض نشرها بالمجلات العلمية الدولية، حتى تولد انطباع لدى البعض أن تلك المجلات لا تنشر أبحاث أو مقالات علمية من دول العالم الثالث، وهو انطباع خاطئ يتم العمل على مواجهته عبر الدورات التي تنظم في هذا الصدد.
وأضاف "شقير"، في تصريحات صحفية له على هامش انطلاق "التدريب"، أن "الدورة" ستنظم للأطباء ليس فقط البشريين، لكن في المرحلة المقبلة سينضم طب بيطري، وطب الأسنان، وخريجي العلوم، والصيدلة، والتمريض، حيث إنها تستهدف كل الباحثين الذين يتعاملون مع جسم حي، لتعريفهم بالمعايير الدولية التي يتم استخدامها في إعداد بحث علمي بالمعايير الدولية من الألف إلى الياء.
وتوقع أستاذ جراحة المسالك البولية، أن تسهم الدورات في زيادة النشر الدولي للبحوث العلمية المصرية في المجالات الطبية، بما يسهم في الارتقاء بتصنيف كليات الطب والصيدلة وغيرها من الكليات العلمية بين جامعات العالم، والارتقاء بتصنيف المراكز البحثية.



