رمضان زين الزمان (4)
كتبت - د. عزة بدر
رمضان عيد الأمة
ظلت لرمضان طقوسه وأفراحه حتى فى عز الأزمات الاقتصادية، وتألق فيه الفن والفنان المصرى الذى كان يبدع فى إحياء ليالى رمضان، ومثلما كان عبده الحامولى ويوسف المنيلاوى وسلامة حجازى يحيون أفراح الخديوى، فقد كان للشعب نصيب كبير من فن هؤلاء وإبداعهم فقد كانوا يحيون الأفراح والليالى الملاح فى أنحاء القاهرة وخصوصا ليالى رمضان، فكان السهر حتى الصباح حيث يعكف العازفون على أعوادهم وعلى أوتار كمنجاتهم يشدونها ويصلحونها ويتخلل ذلك نفخات فى الناى ودقات على الطبول والدف، فإذا بازدحام يشتد وتزدحم المسالك بالواقفين حيث لا ينقطع سيل الوفود برغم الكظة وحتى يبلغ التزاحم إلى حد التلاحم وتعطل الحركة كما يصف عبدالرحمن صدقى إحدى ليالى رمضان الساهرة فى حفل حضره فى مطلع القرن العشرين لسلطانة الطرب منيرة المهدية.
يقول صدقي:« وكان عامة الشعب يتناقلون كل خبر عن الأعراس وأمثالها من الحفلات التى لا يتم إحياؤها بغير الغناء فهم يذهبون إليها فى الليل بعد صلاة التراويح وإن كانوا غيرا مدعوين لما فرضوه واصطلحوا عليه من أن الدعوة تختص بالعشاء وإن هذا التخصيص لا يسرى على سماع فهو حق عام لسائر الأحياء مثل الماء والهواء» وقد حاول عبدالرحمن صدقى أن يفعل ذلك فى شهر رمضان حيث يُسمح بالسهر أيضا لصغار السن فحاول أن يشاهد الشيخ يوسف المنيلاوى وهو يحيى بعض الليالى بقراءة القرآن وإنشاد بعض الموشحات الدينية عند السادة فى دارهم إلا أنه لم يستطع من شدة الزحام فقرر الذهاب إلى حفل سلطانة الطرب فى إحدى ليالى رمضان التى يحلو فيها السهر فيقول: «اشتد الحر من شدة الزحام وتلبد الجو بالأبخرة من أنفاس هذه الوفود المتجمعة وبالدخان من لفائف التبغ العبقة المتصاعدة وشاع السعال فى الناس وأوشكت أن أجمع أمرى على الخروج فقد أوفت الساعة على العاشرة لم تكن العاشرة على أهلى بالقليل حتى فى شهر رمضان الفضيل حتى أطلت شابة حسناء سمراء لطيفة السمرة مزججة الحاجبين مكحولة العينين استقبلها الجمهور الحاشد بالتصفيق والتهليل أكرم استقبال وأحره فما اهتزت منها جارحة ولا ابتسمت سن ولا التمعت عين بل كانت حاضرة غائبة، تحرك سلسلة ذهبية فى يدها تديرها وتحل عقدتها وأخيرا أخيرا انطلق صوتها جهوريا رخيما يردد أسمر ملك روحي.. صوت كالبللور فى صفائه وكالصبح فى جلائه مع قوة ورنين ورقة حنين، ويقول عبد الرحمن صدقى «وشعرت وأنا تحت سلطان هذا الصوت بما لصاحبته من حق فى التسمى بسلطانه الطرب ".
حلقات الذِكر
أما المساجد، فقد كانت تظل مفتوحة طوال الليل، حيث تقام صلاة التراويح كما أن الكثير من المساجد كان يعلن عن إقامة موائد الرحمن من قبل قدوم شهر رمضان بشهر على الأقل، أى فى شهر شعبان، كما كانت الزوايا أى المساجد الصغيرة تقيم حلقات الِذكر، حيث يتحلق أهل الذِكر حول مصباح كبير تغطيه ملاءة بيضاء تخفيه بحيث لا يظهر غير الضياء شفافا أبيض، وهنا يغنى منشد الذكر ألوانا من الشعر الصوفى يدور حول الحب الإلهى والخمر الروحية وممن اشتهروا فى أوائل القرن العشرين بأناشيد التصوف فى حلقات الذكر المتصوف عبدالغنى النابلسى الذى ولد فى دمشق وكثرت إقامته فى القاهرة حتى غلبت على شعره الصبغة المصرية. ومن أشعاره التى كان يتغنى بها المنشد فى الأذكار «أنشودة الساقى» ومطلعا «ساقى يا ساقى.. اسقنى من خمرة الباقى واكشف لى عن قيد إطلاقى آه يا ساقى»، وهنا ينتقل الذاكرون وهم يرددون اسم الجلالة «الله» مع تحريك البدن ذات اليمين وذات اليسار حتى يصلوا إلى مرحلة النشوة والوجد وحتى يبلغوا ذروة الوجد ويقول الأديب الراحل عبدالرحمن صدقى وهو يصف هذه التجربة فى مقال له نشر بمجلة الهلال فى يناير عام 1965 أفدت من حلقات الِذكر فهى تجربة روحية عميقة، ولقد تكررت هذه التجارب فى شهر رمضان، حيث كان لى من ورائها ذخيرة من الزهد المستفاد من عمق المشاعر الدينية إلى جانب التزود بالنصيب الوافر من الحياة العقلية وفضل ذلك كله يرجع إلى رمضان وسحر لياليه.
رمضان رغم أنف الإنجليز
لقد ظل رمضان فى وجدان المصريين وفى عاداتهم شهرا مقدسا يعلو الاحتفال به فوق كل ظروف، بل يخضع لطقوسه الجميع حتى جنود الاحتلال الإنجليزى ففى السحور عندما كان الأطفال يتغنون فى الحارات المصرية وهم يحملون فوانيسهم «يا عزيز يا عزيز كبة تاخد الإنجليز".
فإن أحدا من جنود الإنجليز لن يستطيع أن يصد ولا أن يرد فقد أصدر قلم المطبوعات المصرى بلاغا أكد فيه وزير الداخلية تمهيد الوسائل والاتفاق مع السلطة العسكرية لإزالة بعض القيود لزيادة التسهيل على المسلمين فى التفرغ أثناء الشهر المبارك إلى إحياء لياليه، وعلى ذلك صدرت الأوامر إلى المناطق العسكرية بضرورة تفهيم جنود الإنجليز ما لهذا الشهر الكريم عند المسلمين من المكانة الممتازة والحرمة الخاصة حتى لا يتطرق إلى أذهان الجنود أن هذه الاجتماعات لها مغزى سياسى.
كذلك صدرت الأوامر بعدم التضييق على المسلمين فى استعمال الأنوار بمساكنهم وعدم التعرض لهم فى غدوهم ورواحهم مع احترام ما جرت به عادة الكثير منهم، حيث تمضية ليالى هذا الشهر المبارك كلها أو بعضها فى المطاعم والمقاهى، وقد صدر هذا البلاغ مطبوعا فى العديد من الجرائد وقد نشر فى جريدة الأهرام تحت عنوان «المسلمون فى رمضان» بتاريخ 29 مايو 1919.
وهكذا استمر الأطفال فى أناشيدهم «يا عزيز يا عزيز كبة تاخد الإنجليز»، فلم تنطفئ أنوار الفوانيس ولا شموعها، بل حرص الناس طوال شهر رمضان وحتى ظهور هلال العيد على إبراز توادهم وتراحمهم وثباتهم على حب مصر، حيث لم يسمحوا لأى نزعة طائفية أن تقتحم عليهم حياتهم، بل وقفوا صفا واحدا أمام الإنجليز حتى غدت المناسبات الدينية والأعياد الدينية مناسبة لإظهار هذا التماسك ومظاهرة حب تخيف المحتل.
والنيل يشهد ومصر تزكي
وها هي الصحف تسجل هذه الظاهرة فى آخر يوم من أيام صيام رمضان، فتقول الأهرام تحت عنوان: «عيد الأمة» 29 يونيو 1919م: «هل هلال البارحة مؤذنا بانتهاء شهر الصوم وبزوغ فجر اليوم والقطر كله متشح بوشاح العيد.. لقد كان عيد الفطر المبارك إلى عهد قريب عيد طائفة من طوائف البلد دون سواها وكانت معالم الأفراح مقتصرة على جماعة لا تتعداها، أما اليوم فالعيد عيد الجميع ما عادت أعياد مصر أعياد فرق وطوائف، بل أصبحت أعيادًا وطنية مصرية وقومية عامة يبتهج بها الجميع، ومنذ سبعين يوما مضت احتفلت الطوائف المسيحية بعيد القيامة المجيد فلبت الأمة عن بكرة أبيها قرع الأجراس وأقبلت الناس زرافات على الكنائس والمسلم سائر إلى جانب أخيه المسيحى، حتى لكان يستحيل للناس أن تعرف هذا من ذاك، وقد وحد دين الوطنية بين الجميع واليوم تحتفل الأمة الإسلامية بهلال العيد فإذا بالمسيحيين من جميع الطوائف والنحل يلبون دعوة المؤذن فيهرعون على صوته إلى المساجد يتبادلون وإخوانهم عبارات التواد ويرتلون آيات التحاب والتآخى مجددين عهودا قد أبرموها والنيل يشهد ومصر العزيزة تزكي.
هكذا انتظر المسلمون والمسيحيون طلعة الهلال، التمسوه فى آخر رمضان ليعلنوا للمحتل أن هلالهم طالع وقمرهم سوف يتم وعيدهم عيد واحد، فلا فرصة يغتنمها المحتل فى التفريق بين أمة واحدة، وبذا كان رمضان رغم أنف الإنجليز عيدا للأمة فى أوله وفى آخره، كما ظل الاحتفال برمضان على مر السنين يحمل هذه السمات من التحاب والتواد والتراحم بين صفوف الأمة وطوائفها.
رمضان الذى أخضع الحكام
وقد حاول حكام مصر من أسرة محمد على والذين حكموا البلاد فعانت منهم الويلات حاول هؤلاء الحكام اجتذاب الناس من خلال عواطفهم الدينية. وقد كان الملك فاروق آخر هؤلاء الملوك الذين حكموا مصر فحاول أن يستثمر شهر رمضان ليحسن من صورته عند الناس فكانت الصحف تنشر أخبار حرصه على الاستماع للأحاديث الدينية وترحيبه بالرعية ليفدوا على قصره العامر للاستماع إلى آيات القرآن الكريم، حتى إنه كان يستقبل شهر الصوم بحديث ملكى يتوجه به إلى الأمة وكانت الصحف تمتلئ بأخباره فى أيام شهر رمضان، فقد أمر بمآدب الإفطار للفقراء فى الملجأ العباسى ومدرسة الرمل الثانوية وكل من مطعمى الشعب بشارع الخديوى الأول والأمير فاروق فى الأنفوشى، وكان فاروق يحب أن يقضى شهر رمضان فى الإسكندرية كله أو معظمه فهو يستمع إلى الحديث الدينى الذى يلقيه شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغى فى مسجد البوصيرى، ثم يحضر حديث المراغى فى يوم آخر بمسجد سيدى على تمراز، ومسجد سيدى بشر برمل الإسكندرية وفى كل مرة كان الخطيب شيخ الأهر، ولكن هذه الصورة الحسنة التى كان فاروق يحاول أن يرسمها لنفسه فى أذهان الناس لم تكن لتخدع أحدا، ففى الوقت الذى تنشر فيه الصحف أخبار ورعه وتنقلاته بين المساجد ومكونات موائد إفطاره التى خصصها للفقراء وما تحتويه من لحم وأرز وخضر وكنافة كانت نفس الصحف تنشر أخبار التحقيق الذى أجرته النيابة مع السيدة «روزاليوسف» وإحسان عبدالقدوس رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» بشأن ما نشرته المجلة وكان سببا فى مصادرتها وهكذا كانت حرية الصحافة فى غرة رمضان عام 1364 هـ الموافق 9 أغسطس 1945م فى النيابة للتحقيق!
وقد ظلت السيدة «روزاليوسف» محتجزة أربعة أيام حتى تم إطلاق سراحها بكفالة 100 جنيه وحبس إحسان عبدالقدوس احتياطيا، وبينما كان القصر الملكى تتلألأ فى جوانبه الأنوار الساطعة وقد سلطت عليه من الخارج أضواء كاشفة أحالت ليله نهارا، كان يتم نظر أمر الحبس الصادر ضد إحسان عبدالقدوس وإتمام إجراءات التحقيق مع محمد عبدالقادر حمزة صاحب جريدة «البلاغ» عن مقال نشر بجريدته.
بينما تم حسم قضية مقتل أحمد ماهر والمتهم فيها محمود العيسوى، فصدر قرار النيابة بأن الأحكام العسكرية لا تقبل الطعن والحكم بإعدام القاتل معروض على الحاكم العسكرى العام. كانت البلاد فى حالة غليان، فقد عانى المصريون من سياسات التقشف المالى التى كانت تفرضها وزارة المالية على البلاد أثناء الحرب وبعدها لدرجة أنه كان يتم صرف السلع الغذائية مثل السكر والشاى للمواطنين فى صورة حصص. قد توالت أحداث العنف السياسى فتم اغتيال أمين عثمان الذى تولى وزارة المالية عام 1942م لعلاقته المشبوهة بالإنجليز، ولأنه شدد النكير على اقتصاديات البلاد، وكان مرشحا لأن يتولى رئاسة الوزارة وفى 25 رمضان 1364 الموافق أول سبتمبر 1945م تم توقيع الوثيقة التى تعلن هزيمة اليابان واستسلامها على ظهر البارجة الأمريكية «ميسورى» فى خليج طوكيو وانتهت الحرب إلا أن حرب المصريين وجهادهم ضد الإنجليز والحكم الملكى الفاسد لم تنته، ولذا تواصل الجهاد حتى أحرز الشعب آماله وتحققت ثورة 1952م، وهنا يبدأ فصل جديد فى تاريخ انتصارات الأمة لا يحكيها بصدق إلا مسحراتى الثورة.
"مسحراتى فؤاد حداد"
مع أجواء المد الثورى والوطنى، عاش الناس فى مصر فرحة مناسباتهم الاجتماعية والدينية بعمق وإذا كانت وظيفة المسحراتى فى رمضان هى التسحير وإيقاظ الناس لكى يتناولوا طعام السحور، فإن مسحراتى الثورة أو مسحراتى فؤاد حداد تخطى المضمون الظاهر إلى مضمون آخر هو الدعوة إلى الاستيقاظ من الغفلة وعدم الوعى، فيقدم فى تسحيره الرمضانى صور التحديات التى واجهتها الأمة وكيف تغلبت عليها وطرق معظم القضايا التى تلمس حياة الإنسان المصرى من تعليم وصحة وسكن ولقمة عيش و الحاجة إلى إصلاح زراعى وأسرة وطفولة وغيرها.
اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم / وقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم/ والفجر قايم اصحى يا نايم وحد الرزاق/ رمضان كريم.
هكذا كتب فؤاد حداد واحتار يوسف الحطاب وهو من أشهر مخرجى الإذاعة المصرية فى الستينيات، كما احتار معه عبدالمجيد شكرى مخرج حلقات مسحراتى فؤاد حداد فى اختيار المطرب الذى يقبل أداء أناشيد المسحراتى على البازة فقط.
"واعتذر الفنان إبراهيم حمودة"
وعندما فوجئ الفنان إبراهيم حمودة بأنه لن تصاحبه أية آلات موسيقية أى أنه سيغنى مثل المسحراتى تصاحبه البازة فقط، وهى طبلة صغيرة الحجم ذات إيقاع يستخدمها المسحراتى عادة، رفض إبراهيم حمودة وتطوع صلاح جاهين الشاعر لأداء هذا الدور فأشفق عليه من هذه التجربة المخرج ورشح الفنان سيد مكاوى، ومن هذه اللحظة بدأ مسحراتى فؤاد حداد يصدح بأغانيه وبتسحيره الذى سجل لرمضان مصر أجواء الثورة والإصلاح والتغنى بأمجاد إنجازاتها مثل القضاء على الإقطاع وبناء السد العالى. ويعتبر المسحراتى 64 الذى صدح بأعذب الأناشيد هو سجل فترة الستينيات بآمالها، إذ يمثل أحلام هذا الجيل كما يقول عبدالمجيد شكرى فى كتابه: مسحراتى 64 والذى لم يصدر إلا عام 1999م بعد خمسة وثلاثين عاما من الانتظار.
على طبلة فؤاد حداد يغنى المسحراتى سيد مكاوى يصف مرحلة ما قبل ثورة يوليو
عن عهد بائد ولا عمر عائد أغنى وأحكى
غنوة حكاية كان فيها ضحكى فيها بكاية
العين بصيرة والإيد قصيرة والفقر لابد
على الحصيرة الزير حدايا من البداية
وأنا اللى سانده على النقاية
وتتعدد أغنيات مسحراتى الثورة فيغنى للأمل والثورة ولجمال عبدالناصر فيقول: أبدر آمالى للعاملين بدر / الراية قلعى والصارى ضلعى قادر على البحر ولعينى جفنى / وللأمان بر/ مالكين مصيرنا ينصر ناصرنا / صبح لنا قدر / فى كل ناحية عنينا صاحية يا ليلة القدر. لقد حاول فؤاد حداد بكلماته أن يمثل بصدق جيل الستينيات الذى آمن بثورة يوليو وإنجازاتها ومن منا لا يخفق قلبه مع كلمات مسحراتى 64 وهو ينشد:
عايش على النيل وساكن عشى وبنانى
والحمد لله بنيت السد وبنانى
غنيت وعشت الأمل وسجدت فى رمضان
للى خلقنى وعلمنى البيان رحمن
قادر يسوى بنانى
من ذا الذى لا يدق قلبه على دقات بازة سيد مكاوى وهو يدق عليها ليصدح صوته الساحر: «مسحراتى.. منقراتى أملك قيراطى من الحصير / و إن زاد إيرادى من الدايرة دى يصبح أراضى بساط حرير.
إنه سحر رمضان وروعة كلمات التسحير التى تؤرخ لأمة وجدانها الصادق , الفنان يتألق منذ القدم عبر التاريخ , ودائما يأتلق فى رمضان فنها ووعيها وذائقة شعبها وذوق فنانيها ولا عجب أن ترتبط رحلة الفن والطرب بانتصارات مصر، فرمضان كان دائما شهر الانتصارات ففيه كانت غزوة بدر الكبرى فى السابع عشر من رمضان فى العام الثانى للهجرة وفتح مكة وكان فى العاشر من رمضان فى العام الثامن للهجرة وغزوة تبوك كانت فى السنة التاسعة للهجرة وفتح الأندلس كان فى شهر رمضان عام 93هـ، ومعركة عين جالوت الفاصلة التى حطم فيها المصريون بقيادة السلطان قطز جحافل التتار ومعركة المنصورة التى انتصر فيها المصريون على الصليبيين الغزاة، وتمكنوا من أسر مليكهم لويس التاسع وسجنه فى دار ابن لقمان كانت أيضا فى شهر رمضان وفى تاريخنا المعاصر كان نصر أكتوبر فى العاشر من رمضان عام 3 139هـ والذى وافق 6 أكتوبر عام 1973م.
ومع هذا النصر استمعنا إلى أجمل الألحان وأعذب الأغنيات، حيث امتزجت أجواء النصر بأنسام شهر رمضان المبارك، وإذا تعانق السلاح والأغنية والعزم والحسم يولد النصر ويولد دائما هلال رمضان ليظل عيدا للأمة عيدا للحب.
اصحى يا نايم وحد الدايم / المشى طاب لى والدق على طبلى / الرجل تدب مطرح ما تحب وكل شبر.. وحتة من بلدى.. حتة من كبدى.. حتة من موال.
وإلى حلقة قادمة.



