"كعك العيد" في مصر من الدولة الطولونية حتى اليوم
كتب - محمد خضير
"كعك العيد"، تقليد سنوي متبع كل عام في المناسبات والأعياد الدينية في مصر والعالم العربي، حيث ظهرت بداياته عند المصريين منذ أيام الفراعنة، حيث اعتاد المصريون القدماء على تقديم الكعك على هيئة "قرص الشمس"، وصنعوه من دقيق القمح والسمن وعسل النحل، وكانت زوجات الملوك يقدمن الكعك للكهنة الحارسين للهرم خوفو، في يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وقد وجدت أقراص الكعك محتفظة بهيئتها، ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل.
فهذا أمر مطلوب في الدين الإسلامي فصناعة الكعك أو شراؤه، يدخل على الأسرة السعادة والسرور، ومن خلاله يستطيع الفرد أن يصل به لأقاربه وأصدقائه كهدية، ويعتقد الكثيرون أن كعك العيد بدأ في مصر مع بداية العصر الفاطمي، ولكن الحقيقة التاريخية، تؤكد أنه بدأ قبل ذلك بكثير.
كما يرجع تاريخ كعك العيد في التاريخ الإسلامي إلى "الطولونيين"، قبل العصر الفاطمي، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
كما أن الكعك من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، خاصة أن الفراعنة هم أول من عرفوا الكعك، حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة مثل اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير خهيرع في الأسرة الثامنة عشرة.
وكان يسمى بالقرص، وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس، وعندما زار هيرودت مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم في حين يمزجون الطين بأيديهم، وفى التاريخ الإسلامي يرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين.
ومن هنا يتضح أن "الكعك" أو كعك العيد هو أشهر الحلويات، التي ستجدها في كل البيوت تقريبًا، ويتم تجهيزه خلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك، وتفضل العائلات تحضيره بالملبن أو المكسرات أو العجمية، ومن الحلويات الأخرى هناك الغريبة والسابليه والبسكويت، وتتنافس مصانع الحلويات في إنتاج كعك العيد بالعديد من الأشكال، والتطورات التي تناسب المتطلبات اليومية.



