الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

وزير القوى العاملة يرأس وفد مصر بمؤتمر العمل الدولي ويلقي كلمة الحكومة

وزير القوى العاملة
وزير القوى العاملة يرأس وفد مصر بمؤتمر العمل الدولي ويلقي كل
كتب - بوابة روز اليوسف

"مستقبل العمل أكثر إشراقًا".. شعار الدورة الثامنة بعد المائة لمؤتمر العمل الدولي

مشروع اتفاقية تكملها توصية بشأن "القضاء على العنف والتحرش في عالم العمل "

لجنة المعايير تدرس ملاحظات لجنة الخبراء حول تطبيق الدول للاتفاقيات والتوصيات المصادق عليها

 

تحت شعار "مستقبل العمل أكثر إشراقًا" يعقد مؤتمر العمل الدولي دورته الثامنة بعد المائة بعد مرور فسحة زمنية طويلة بلغت 100 عام على قيام منظمة العمل الدولية، وذلك في جو مفعم بالتفاؤل والارتياح لتعزيز العدالة الاجتماعية في العالم والحفاظ على السلام من أجل مستقبل العمل للإنسان لتحقيق العمل اللائق للجميع.

المؤتمر يعقد بقصر الأمم ومبنى المنظمة بمدينة المؤتمرات السويسرية- جنيف- خلال الفترة من 10 يونيو الجاري إلى 21 من نفس الشهر، بمشاركة ما يقرب من 8000 مندوب ومستشار من 187 دولة عضوة في المنظمة، ويتم تمثيل كل دولة عضو في المنظمة بوفد ثلاثي، يمثل "الحكومة وأصحاب الأعمال والعمال".

ويرأس وفد مصر الثلاثي وزير القوى العاملة محمد سعفان، الذي يغادر القاهرة غدا الأحد للمشارك في المؤتمر، ويلقى كلمة الحكومة في الجلسة العامة للمؤتمر في نهاية الأسبوع الجاري، وتتناول تعليقًا على تقرير اللجنة العالمية المعنية بمستقبل العمل المعنون بـ"العمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا" المقدم للدورة (108) لمؤتمر العمل الدولي- جنيف.

وتعتبر هذه الدورة المقامة في شهر يونيو 2019 حدثا جليا بمناسبة مرور مائة عام على إنشاء وتأسيس منظمة العمل الدولية، أقدم منظمة دولية تتبع هيئة الأمم المتحدة، وفى نفس الوقت يتزامن ذلك مع مرور ستبن عاما على تأسيس مكتب المنظمة في مصر.

وتنفرد منظمة العمل الدولية بمبدأ ثلاثية التنظيم من خلال مشاركة الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال في وضع كافة السياسات والبرامج، وإذ تذكرنا أهم المحطات عبر تاريخ المنظمة، نجد أنها تأسست عام 1919" أي قبل نشأة هيئة الأمم المتحدة" في إطار اتفاقية فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى لتعكس الإيمان بأن السلام العالمي والدائم لا يمكن أن يتحقق دون العدالة الاجتماعية، وعلى مر التاريخ كانت المنظمة تكرس جهدها دائما لتحقيق العدالة الاجتماعية حيث تبنت إعلان فيلادلفيا في عام 1944 والذي أكد أن العمل ليس سلعة، وأن حرية التعبير والاجتماع أساسية لأي تقدم مستدام، وتأكد دورها البارز من خلال حصولها عام 1969 "أي بعد مرور خمسين عاما على نشأتها" على جائزة نوبل للسلام.

ويجيء مؤتمر العام الحالي في دورته الثامنة بعد المائة ليعرض مشروع إعلان المئوية حول "مستقبل العمل" الذي سوف يناقش من خلال كلمات الدول الأعضاء بتمثيلها الثلاثي في الجلسة العامة للمؤتمر، حيث يحدد مشروع الإعلان 5 نقاط رئيسية، تلزم النقطة الأولى جميع الدول الأعضاء بأن تدفع قدما بقضية العدالة الاجتماعية في العالم عن طريق إرساء العمل اللائق، وذلك بالتعاون مع بعضها بعضا وبعزم لا هوادة فيه.

وتعترف الثانية في المشروع بأن نجاح المنظمة في سعيها نحو تحقيق ولايتها الثابتة يتطلب منها أن تتصدى للتحديات الجديدة الناشئة عن التغير السريع والتحويلي في عالم العمل.

ويؤكد المشروع في نقطته الثالثة ضرورة وضع تدابير تعزز العمل اللائق المنتج والمستدام من خلال الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية بما فيها الاقتصادات الخضراء واقتصاديات الرعاية والاقتصادات الريفية، وفي البنى التحتية من خلال أطر الاقتصاد الكلى التي تحتل العمالة صدارة أهدافها، ومن خلال السياسات والحوافظ التي تعزز استحداث المنشآت والإنتاجية وتوفق بين سلوك المنشآت وأهداف هذا النهج.

ويعيد مشروع إعلان المئوية في نقطته الرابعة التأكيد بقوة على أن عملية وضع معايير العمل الدولية والإشراف عليها إنما تتسم بأهمية أساسية في جميع أنشطة منظمة العمل الدولية، وأنها تتطلب من المنظمة أن تتحلى باليقظة المستمرة في ضمان أن تكون معاييرها مواكبة للعصر وصائبة وتوفير الحمايات الضرورية وتخضع لإشراف ذي حجية وتطبق في القانون والممارسة.

وتؤكد النقطة الأخيرة من مشروع الإعلان الذي سيعلن باسم المؤتمر في ختام أعماله: إذ تحدوه مشاعر العدالة الاجتماعية التي أبصرت منظمة العمل الدولية النور استلهاما بها قبل مائة عام، ويحدوه الاقتناع بأن الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال في العالم يملكون بين أيديهم زمام بناء مستقبل عمل، يحقق الرؤية التي تأسست عليها المنظمة، وذلك بمضافرة ما يبذلونه من جهد معًا مناشدًا جميع الهيئات المكونة للمنظمة بأن تنشط العقد الاجتماعي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والسلام، وهو العقد الذي التزمت به في عام 1919 عن طريق النهج المتمحور حول الإنسان من أجل مستقبل العمل.

وهناك بنود دائمة على جدول أعمال المؤتمر، تتمثل في تقرير رئيس مجلس إدارة مكتب العمل الدولي والمدير العام للمكتب خلال العام الحالي، حيث قرر الأخير الاكتفاء بتقرير "اللجنة العالمية حول مستقبل العمل" كي يحل محل تقريره في المناقشة العامة في جلسات المؤتمر واقتراحات برنامج موازنة 2020/2021 ومسائل أخرى ومعلومات وتقارير حول تطبيق الاتفاقيات والتوصيات الدولية.

أما البنود المدرجة بجدول أعمال المؤتمر ومجلس الإدارة فتتناول الوثيقة النهائية لمئوية المنظمة، والعنف والتحرش ضد النساء والرجال في عالم العمل، ومناقشة ثانية بما في ذلك نقاشات وأنشطة حول مستقبل العمل بما في ذلك مختلف مبادرات المئوية.

ومن المتوقع أن تخصص 5 أيام في المؤتمر لبعض المنتديات حول موضوعات: اليوم الدولي لمستقبل الشباب، والمهارات والتعلم المتواصل، والحوار الاجتماعي والهيكل الثلاثي من أجل مستقبل العمل، وتسخير الإمكانات التحويلية الكامنة في التغيرات في عالم العمل، والحرية النقابية والمفاوضة الجماعية، تنفيذ العود الناشئة عن الحرية النقابية والمفاوضة الجماعية للمائة سنة القادمة، وتوظيف التكنولوجيا من أجل مستقبل يترافق مع العمل اللائق.

ومن المقرر أن تنبثق عن المؤتمر 6 لجان، منها أهم اللجان الدائمة وهي لجنة تطبيق معايير العمل الدولية، وتتكون من ممثلين عن الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال، وتتولى دراسة تقرر لجنة الخبراء لتطبيق الاتفاقيات والتوصيات "التقرير الثالث" والمتضمن الملاحظات حول تطبيق الاتفاقيات المصادق عليها، وكذلك الدراسة الاستقصائية بعنوان "الحماية الاجتماعية الكونية من أجل الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة " والمتعلقة بتطبيق التوصية رقم 202 بشأن أرضيات الحماية الاجتماعية لسنة 2012.

وهناك لجنة فنية تشكل سنويا طبقا للموضوع الذي يتم مناقشته فيها، وهذا العام تشكل لجنة لمناقشة موضوع العنف والتحرش في عالم العمل "نشاط معياري- مناقشة ثانية"، وتتكون اللجنة من ممثلين عن الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال، وتتولى إجراء مناقش ثانية بهدف اعتماد اتفاقية مكملة بتوصية خاصة بالموضوع.

أما اللجان الثالثة الدائمة والمنبثقة عن المؤتمر فتتمثل في لجنة النظم، وتجتمع هذه اللجنة عند الحاجة في حالة وجود مقترحات نظام العمل بالمؤتمر، واللجنة التنظيمية، وتتكون من 28 ممثلا عن الحكومات و14 ممثلا عن أصحاب الأعمال ومثلهم عن العمال، وتتولى بالخصوص وضع برنامج أشغال المؤتمر وتحديد مواعيد وجدول أعمال الجلسات العامة.

أما اللجنة الخامسة لاعتماد العضوية فتتكون من ممثل عن كل من الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال، وتكون اجتماعاتها مغلقة، وأما السادسة فتتكون اللجنة المالية من ممثل حكومي واحد عن كل دولة عضو، وتتولى هذه الدورة النظر في مقترحات البرنامج والموازنة للفترة من 2020/2021 ومسائل أخرى.

وبالنسبة للمناقشة الثانية للاتفاقية التي تكملها توصية بشأن "القضاء على العنف والتحرش في عالم العمل" فقد أبدى مكتب العمل الدولي تعليقا على النصوص المقترحة للاتفاقية والتوصية المكملة لها في هذا الشأن، وأدخل عليها عددا من التغيرات على الصياغة المقترحة لتصير أكثر وضوحا واتساقا مع بعض الأحكام، والسعي إلى جعل اللغتين الرسميتين أكثر تماشيا مع بعضهما، وضمان تناسق مضمون النصين مع معايير العمل الدولية والصياغة المعمول بها في هذا المجال، كما أدخل المكتب تعديلات على العناوين الخاصة بالنصوص المقترحة لتكون أكثر تماشيا مع مضمون الأحكام.

وأكد المكتب أن الهدف من كل هذا هو تسهيل المناقشات والتوصل إلى توافق الآراء في المناقشة الثانية والأخيرة حول الموضوع والتي ستجيء خلال الدورة الحالية علما بأن المكتب راعى مواقف الأطراف الثلاثة والتوافقات المسجلة خلال المناقشة الأولى.

ولفت المكتب نظر الدول إلى بعض المسائل المرتبطة بالأحكام التي اعتمدها المؤتمر وإلى المقترحات التي وردت في تعليقاته، ودعا الدول إلى إبداء ملاحظاتها حول هذه المقترحات التي لم تدرج في النصوص المقترحة.

وقد أبرزت المناقشة الأولى اتفاقا واضحا لأعضاء اللجنة على ضرورة مقاومة ظاهرة العنف والتحرش، كما عبرت جميع الأطراف عن نيتها في التوصل إلى اتفاق، وأن تتخذ الصكوك المقترحة شكل اتفاقية تكملها توصية، وإذا حسمت لجنة المؤتمر بعض النقاط، فإنها أجلت البعض الآخر نظرا لضيق الوقت، على أن تتم دراستها في الدورة التالية للمؤتمر.

ومن المقرر أن تعقد المجموعة العربية اجتماعا تنسيقيا غدا الأحد بفرقها الثلاث للتشاور بين الوفود العربية حول الموضوعات ذات الاهتمام والمصالح المشتركة وتشكيل رئاسة وممثلي المجموعة العربية في كل من لجنتي التنسيق والصياغة، حيث من المقرر أن يرأس اجتماعات المجموعة في هذه الدورة كميل شاكر أبو سليمـان وزير العمل بدولة لبنان، حيث جرت العادة والعرف أن يرأسها الوزير الذي ترأس الدورة الأخيرة لمؤتمر العمل العربي إبريل 2019 أو من ينوب عنه.

ومن المقرر- أيضا- أن تعقد المجموعة العربية ملتقى دوليا للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى على هامش أعمال الدورة، حيث يمثل هذا الملتقى فرصة حقيقية لتجميع الأصدقاء ومحبى السلام حول العالم للتعريف بحقيقة الأوضاع غير الإنسانية التي يمر بها عمال وشعب فلسطين، والتنديد والاستنكار الجماعي للممارسات والإجراءات التعسفية للاحتلال الإسرائيلي لدفع مكونات المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود لإنهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 
 
 
 
 
تم نسخ الرابط