تونس تطلق برنامجين لتحسين العمل ودعم الهيئات المستقلة
أطلق وزير الشؤون الخارجية التونسى خميس الجهيناوي والأمينة العامة المساعدة لمجلس أوروبا جابرييلا باتيني دراجوني، اليوم الخميس، إشارة البدء ببرنامجين مشتركين بين مجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي لتحسين العمل والنفاذ إلى العدالة ولدعم الهيئات المستقلة، بحضور كل من رئيس مكتب مجلس أوروبا بتونس تيم كارترايت وسفير الاتحاد الأوروبي باتريس بيرغاميني إضافة إلى سفراء الدول أعضاء مجلس أوروبا المعتمدين بتونس.
وعبر وزير الخارجية بالمناسبة عن سعادة تونس للتطور المستمر لعلاقات التعاون القائمة مع كل من مجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي، وما يميزها من ثراء وتنوع في إطار سياسة الجوار الأوروبية والشراكة المتميزة التي تجمع تونس بالاتحاد الأوروبي الذي يعد الشريك الأول لتونس.
كما عبر الجهيناوى عن تقديره لمساهمة مجلس أوروبا في مرافقة مختلف مراحل الانتقال الديمقراطي في تونس منذ 2011، لا سيما في مجالات تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون والحكم الرشيد، لافتا في هذا الصدد إلى الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية البرلمانية في ستراسبورج في أكتوبر الماضى بمناسبة الإطلاق الرسمي لشراكة الجوار الجديدة برنامج الجنوب الثالث للتعاون (2018 -2021) والتي أكد خلالها حرص تونس على إرساء دعائم الحكم الرشيد والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وعلى تعزيز تعاونها في هذا المجال مع شركائها الأوروبيين.
وشدد وزير الخارجية على أن تونس حريصة على إنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجري خلال نهاية السنة الجارية وهي الرابعة منذ يونيو 2011، لتؤكد لشركائها ولبقية العالم أن تكريس الديمقراطية خيار لا رجعة فيها.
كما شدد الجهيناوى على أن تعزيز النظام القضائي ودعم استقلاليته هما حجر الأساس لأي نظام ديمقراطي، مشيرا إلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم لحسن سير المرفق القضائي، من أجل تعزيز عمل القضاء وتسهيل النفاذ إلى العدالة لجميع المواطنين، لافتا إلى أن برامج التعاون في المجال القضائي التي ستمكن تونس من الاستفادة من التمويل والخبرة الأوروبية في إطار برنامج تحسين الأداء والوصول إلى العدالة.
ورحب الوزير ببرنامج دعم الهيئات المستقلة التي صارت تتمتع رغم حداثة إنشائها وحاجتها للدعم على مستوى الموارد البشرية والمالية، بالمصداقية لدى التونسيين ولدى المراقبين.
وعبر الجهيناوى في هذا السياق عن يقينه بأن مجلس أوروبا، سيعمل بفضل خبرته وتجربته على دعم قدرات هذه الهيئات، ومساعدتها على أداء المهام الموكلة إليها في مجالي التعديل والرقابة.
وأشار الوزير إلى أن تونس تواصل جهودها لتطوير تعاونها مع الجانب الأوروبي، من خلال انضمامها المرتقب إلى مجموعة "بومبيدو" للتعاون في مكافحة استعمال المواد غير المشروعة والمخدرات والاتجار بها.
وهنأ وزير الخارجية في ختام كلمته مجلس أوروبا بمناسبة مرور 70 عامًا على تأسيسه، مؤكدا أن استمراره طيلة هذه السنوات يعد مؤشرا على حيويته ونضجه وقدرته على التكيف مع التغيرات السياسية والاجتماعية والتاريخية ، فضلاً عن متانة قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والتنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، التي نجح مجلس أوروبا في نشرها خارج حدوده.
وشدد الجهيناوى، في ختام كلمته، على أن تونس الديمقراطية الناشئة، لن تدخر أي جهد لضمان استدامة هذه القيم لتكون القاعدة التي ستبني الأجيال المستقبلية.



