الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شروق زيدان: التعليم الفنى عانى طويلاً من الإهمال

شروق زيدان: التعليم
شروق زيدان: التعليم الفنى عانى طويلاً من الإهمال

خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة، ليوم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، أمام شعبة أهداف التنمية المستدامة في الأمم المتحدة، قالت شروق زيدان المدير التنفيذي لبرنامج "دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني TVET مصر"، يشرفني أن أتواجد هنا اليوم لأمثل شريحة من المجتمع لطالما عانت من تزييف سمعتها وواقعها وهي شريحة التعليم الفني والتدريب المهني، هذا وأنه لا مجال لتجاهل التعليم الفني والتدريب المهني.

 فعلى الصعيد العالمي، يلتحق ملايين الطلاب بمسار التعليم الفني والتدريب المهني كمسار للتعليم. وفي مصر، يوجد ما يزيد على مليوني شاب يلتحقون بنظام التعليم الفني والتدريب المهني، كما يوجد أكثر من 750،000 من هذه الفئة يدخلون إلى سوق العمل سنويًا.

وأضافت، أن التعليم الفني والتدريب المهني عاني لعقود طويلة من الاهمال والتشتت حيث كانت محاولات التطوير تتم بشكل متفاوت وغير متناغم إلا أنه مع زيادة وعى الحكومات والقطاع الصناعي والمنظمات غير الحكومية وعامة الناس بمدى أهمية التنمية المستدامة، زاد الإدراك بأهمية هذا القطاع الحيوي والبدء في تطويره من خلال خلق بيئة تجمع بين مهارات ريادة الأعمال والمهارات الخاصة بالمهنة، وذلك للتخفيف من حدة أزمة البطالة والعمل على إقامة مشروعات جديدة تساعد على تقليل الفجوة بين الريف والحضر واستخدام اليد العاملة الماهرة.

وأشارت إلى أنه في مصر والعديد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، يعتبر التعليم الفني والتدريب المهني هو المسار الذي يسلكه العديد من الشباب أصحاب الظروف المعيشية الصعبة – أو الذين تعرضوا لأي شكل من أشكال التمييز بسبب الجنس أو أي إعاقة أو بسبب تحديات ظروف الحياة. إلا أنه خلال الخمس سنوات الماضية بدأت مصر بتبني مبدأ أهمية التعلم المسبق والمهارات المكتسبة، باعتباره نقطة تحول في للنهوض في القطاع من خلال برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني. ويعتبر البرنامج، الذي أنشأته الحكومة المصرية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، أن التعليم المهني أداة سياسية لتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي، من خلال اتباع استراتيجيات متعددة الأبعاد لتعزيز التغيير الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدة أنه قد حان الوقت للقضاء على عدم المساواة، ومن ثم منح فرص متساوية للجميع من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، ومن ثم دمج المهارات. بالإضافة إلى القدرة على الاستفادة من مزيج المعرفة والمهارات والخبرات، من خلال عمل تقييم للسياسات والمبادرات الحالية الخاصة بالمشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر لإتاحة الوصول والدعم اللازم من خلال البرامج ذات الصلة التي تعد شباب التعليم الفني والتدريب المهني لمختلف اطياف الحياة العملية وتنمية روح ريادة الاعمال لديهم ولتحقيق ذلك قام البرنامج بدمج منهج ريادة الاعمال في التعليم التكنولوجي والمهني في مصر.

جدير بالذكر، أن برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني في مصر TVET Egypt هو برنامج قومي بشراكة بين الحكومة المصرية والاتحاد والأوروبي يهدف إلى تطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني وتحسين مخرجاتها لتتناسب مع متطلبات سوق العمل المصري والإقليمي وتلبي احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الحاضر والمستقبل عن طريق تقديم الدعم الفني لكل الجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالنظام.

تبلغ الموازنة التقديرية للبرنامج 117 مليون يورو وتبلغ قيمة مساهمة الحكومة المصرية 67 مليون يورو مقابل 50 مليون يورو مساهمة الجانب الأوروبي، وتستمر فترة تنفيذ البرنامج حتى يونيو 2021.

الهدف العام لبرنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني في مصر TVET Egypt هو توحيد منظومة التعليم الفني والتدريب المهني في نظام قومي واحد وتحسين جودته وأدائه. ولتحقيق هذا الهدف يقوم البرنامج بالعمل على تحقيق ثلاثة أهداف محددة وهي وضع نظام حوكمة موحد للتعليم الفني والتدريب المهني والسياسات المنظمة له، وضع منظومة جودة من أجل تحسين مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني، تيسير انتقال خريجي التعليم الفني والتدريب المهني إلى سوق العمل.

كما يحرص البرنامج على توفير أفضل الخبراء الدوليين الرائدين في القطاعات الاقتصادية المهمة مثل قطاع السياحة والزراعة والطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا الاتصالات والأعمال اللوجستية وغيرها من القطاعات الاقتصادية الهامة، حيث يعمل البرنامج على تقديم الدعم الفني لكل الوزارات والهيئات الحكومية وبناء قدراتهم من اجل تمكينهم من تنفيذ الانشطة المختلفة مثل تطوير المناهج المبنية على الجدارات وتدريب المدرسين والتحقق من تطبيق معايير الجودة.

ويعمل البرنامج على ربط الوزارات بالجهات الغير حكومية والقطاع الخاص والاتحادات الصناعية والغرف، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني وشركاء التنمية من خلال توحيد الاهداف والتوجهات وتعظيم التكامل بينهم من اجل تحقيق تنمية شاملة في القطاع من أجل توحيد آليات الدعم الفني في تطوير مناهج موحدة لبرامج ريادة الاعمال والتوجيه والإرشاد المهني لرفع المهارات الشخصية والحياتية للطلبة والخريجين بالإضافة إلى إجراء شراكات مع القطاع الخاص لتقديم برامج التدريب المهاري والعملي للطلبة لتعزيز المهارات الفنية وتعريفهم ببيئة العمل وتمكين رجال الأعمال من رؤية مدى جودة طلبة وخريجين التعليم الفني والتدريب المهني.

يعمل البرنامج عن كثب مع كل الوزارات المعنية بقطاع التعليم الفني والتدريب المهني في عدد من القضايا المهمة في تطوير التعليم الفني، ضمن خطة التنمية المستدامة 2030 من أجل تطوير منظومة التعليم الفني وعلى رأسها ما جاء في توصيات رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب السادس بإنشاء هيئة قومية لضمان جودة برامج التعليم الفني والتقني وإنشاء مركز لتدريب المعلمين والمدربين ومدققين التعليم الفني الجديد طبقا للمعايير الدولية. 

تم نسخ الرابط