مجرم دولي يرفض الكشف عن قبر القذافي.. تعرف على التفاصيل
كتب - عادل عبدالمحسن
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا عن مجرم مطلوب دوليا ويتولى قيادة ميليشيا الصمود في مصراتة، الإرهابي "صلاح بادي".
وجاء أبرز ما في التقرير أن بادي الذي حوكم ثلاث مرات وحكم في إحداها بالإعدام. تم العفو عنه لاحقًا بموجب برنامج مصالحة بدأه سيف الإسلام القذافي، حتى اندلعت فوضى الربيع العربي سنة 2011، وقاد بادي مجموعة من المتمردين ضد قوات الجيش الليبي، وعندما قتل القذافي بوحشية وابنه المعتصم بالله، قال بادي إنه كان مسؤولاً عن دفن جثثهما في مكان سري، وحتى يومنا هذا لا يزال موقع جثة القذافي لغزا، وقال بادي مبتسما في إجابة عن سؤال أين مكان قبر القذافي: "لا يمكنني أن أخبرك أين دفن".
ويتضمن التقرير أن بادي ولد في مدينة مصراتة الساحلية الغربية وتخرج من أكاديمية القوات الجوية وقام بقيادة طائرات ميراج خلال فترة نظام القذافي. وقال إنه كمدرس في الأكاديمية حاول تحريض الطلاب على النظام.
وفيما يتعلق بدور صلاح بادى في الأحداث الدائرة في ليبيا، أشارت الصحيفة إلى أن- قبل عشرة أشهر كان بادي لعنة على العاصمة الليبية طرابلس، حيث اشتبكت قواته مع الميليشيات الموالية للحكومة ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين وسحق الأحياء. وفي نهاية المطاف وضعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومجلس الأمن الدولي "بادي" على قوائم العقوبات لمحاولته "تقويض القرار السياسي في ليبيا".
وأصبح اليوم "بادي " أحد المدافعين عن طرابلس. فهو يناضل من أجل الحكومة التي أنشأتها الأمم المتحدة والتي حاول سابقا هو نفسه الإطاحة بها. ومن سخريات القدر أن هذه الحكومة بدورها مدعومة من قبل بعض القوى الغربية التي فرضت عليه عقوبات. والميليشيات التي حاربها سابقا هم الآن حلفائه.
وقد جمعت الأحداث لأخيرة في ليبيا مقاتلي "بادي" وعشرات من الميليشيات المتنافسة الأخرى مع ولاءات متغيرة وجداول أعمال متعارضة ومتعددة.
وهم يرون الآن أن الفرصة لكسب السلطة والنفوذ والأرض مواتية من خلال توحيد صفوفهم ضد قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، وبعض الميليشيات الموالية للحكومة يقودها مجرمون ومهربون ومتشددون فرضت عليهم عقوبات من الأمم المتحدة، ونمت الميليشيات الشبيهة بالمافيا في طرابلس حيث أموال الدولة الغنية والأثرياء، والدولارات في هذه الدولة المنتجة للنفط في شمال إفريقيا.
وقال وولفرام لاتشر الخبير في الشأن الليبي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية "لم يروا دورًا لأنفسهم في الصراع على المال والسلطة في طرابلس على مدار السنوات الماضية"، مضيفا "لقد تم إحيائهم الآن من خلال ما يرون أنه صراع وجودي".
لكن اعتماد الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة على هذه الميليشيات - مع وجود سجلات مشكوك فيها في مجال حقوق الإنسان وطموحات كبيرة - يوفر لقادة مثل بادي قوة وتأثير أكبر على مصير البلد. وهذا يهدد بمزيد من الانقسام وزعزعة استقرار الأمة في الأشهر والسنوات المقبلة.
وأضاف لاتشر "إنهم يطلبون بالفعل من الحكومة توفير المزيد من التمويل والأسلحة والمعدات"، موضحا "قد تؤدي هذه المطالب إلى ظهور ميليشيات جديدة أكثر قوة".
في بلد يسيطر العنف على كل تفاصيل الحياة والسياسة، يعد بادي أحد الأسباب الرئيسية في انتشار الفوضى منذ سقوط النظام، وهو مصمم على تأكيد سيطرته وتنفيذ رؤيته لليبيا جديدة بأي ثمن.
وفي مقابلة نادرة في قاعدة عسكرية نفى بادي المزاعم الدولية بأنه يسعى لزعزعة استقرار ليبيا. وأضاف أنه لا يهتم بفرض عقوبات عليه وتجميد ممتلكاته وفرض حظر على رحلاته.
ويمتلك بادي وغيره من الميليشيات الموالية للحكومة أسلحة من ترسانات ليبيا السابقة، التي تم الاستيلاء عليها أثناء الإطاحة بالنظام. كما تم دعمهم في السنوات الأخيرة من قبل تركيا وقطر.



