الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تفاصيل قصة قتل وسحل الجد التركي لـ"رئيس وزراء بريطانيا".. (فيديو وصور)

تفاصيل قصة قتل وسحل
تفاصيل قصة قتل وسحل الجد التركي لـ"رئيس وزراء بريطانيا".. (ف
كتب - عادل عبدالمحسن

آخر ما قيل عن جد بوريس جونسون الذى صعد بقوة الصاروخ في السياسة البريطانية حتى أصبح رئيساً للوزراء أنه كان مزارع قطن في دلتا مصر سنة 1935ورغم أن الصحافة المصرية لم تهتم بعمل جد رئيس وزراء بريطانيا في زراعة الأقطان بالدلتا، اهتمت الصحف التركية بأصوله العثمانية ورصد صعوده السياسي واستحضرت الإرث العثماني لأجداده.

 وقال موقع "أحوال تركية" إن الجد الأكبر لجونسون، وكان اسمه علي كمال، وعمل صحفيا مرموقا ثم شغل منصب وزير داخلية للإمبراطورية العثمانية، حيث كان من معارضي الكفاح من أجل الاستقلال الذي قاده مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

وحين انتخب جونسون رئيسا لبلدية لندن عام 2008، نشرت الصحف التركية مقالات عن على كمال والقصة الشهيرة لوفاته المؤسفة على أيدي حشد من البلطجية قاموا بسحله عام 1922.

 وهذا العام، لم تختلف تغطية الصحف التركية مع صعود جونسون ليصبح رئيسا للوزراء.

 

 

غير أن القصة المشهورة عن وفاة كمال، وهي الرواية الرسمية التي تنشر في الصحف التركية، تُغفل عددا من الحقائق الجوهرية.

تقول تلك الرواية، دون الخوض في تفاصيل ما جرى، إنه قُتل في مدينة "إزميت" في غرب تركيا بعد أن احتجزه عملاء للمنظمة الخاصة – وهي قوة الأمن الخاصة في العهد العثماني التي خلفتها اليوم وكالة المخابرات الوطنية، بعد تأييده للحكم البريطاني لتركيا باعتبارها واحدة من محمياتها.

كما يقدم موقع "ويكيبيديا" وصفا لما جرى في وفاة كمال مع رسم صورة أوضح لملابسات الحادث، مع الإشارة إلى أن مرتكبي الواقعة كانوا جنودا يخدمون تحت إمرة القائد نور الدين باشا، وهو جنرال ذاع صيته خلال فترة الكفاح من أجل الاستقلال.

وهذه التفاصيل نسجها الصحفي التركي جان دوندار عام 2002 في مقال نشرته صحيفة "ملييت"، مع مطابقة الرواية الرسمية لوفاة على كمال بالصورة المرسومة في الدليل التوثيقي.

واختطف أعضاء جماعة "الاتحاد والترقى" كمال من فندق توكاتليان في إسطنبول حيث ذهب لحلاق هناك.

وأبلغ أعضاء الجماعة المحكمة المحلية بأنهم سينقلون سجينهم ليمثل أمام محكمة في أنقرة.

لكنهم بدلا من ذلك اصطحبوا كمال إلى مقر القيادة الخاصة بنور الدين باشا في "إزميت" حيث خضع لاستجواب على يدي القائد.

وبعد ذلك بفترة قصيرة، أوسعه الجنود ضربا بالمطارق ورجموه بالحجارة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وردت تفاصيل هذه القصة في مذكرات رحمي أباك، وهو جندي تركي تحول ليصبح سياسيا بعد أن كان شاهدا على هذه الوقائع خلال فترة خدمته كرئيس للمخابرات.

ووفقا لما ذكره أباك في مذكراته، فإن الجنرال وجه لكمال سؤالا عن اسمه، قبل أن يطرده بلا رحمة من مكتبه.

 

 

وعند تلك النقطة، أخذت الأمور منحى آخر قاتما.

اتصل نور الدين باشا بأباك ليعطيه أمرا بجمع عدة مئات من الأشخاص ثم قتل كمال لدى خروجه.

كان أباك يعتقد بأن الوزير يستحق الموت، لكنه لم يستسغ قتل الرجل بهذه الطريقة. وعند هذه النقطة، نقل أباك الأمر إلى نائبه.

وحين اقتيد على كمال إلى خارج المقر بعد ذلك بفترة قصيرة، كان حشد من حاملي الحجارة والأسلحة البيضاء ينتظرون في الخارج.

وقال أباك في مذكراته "تجمع الحشد حول على كمال كـ"غيمة سوداء" قبل أن يضربوه ويرجموه ويطعنوه بالأسلحة البيضاء ويسقطوه أرضا.

وبعدها هشموا جمجمته.

ولم يكتف القتلة بهذا، بل جردوا الجثة من الملابس وربطوها بحبل قبل أن يسحلوه بطول الطريق.

وعلق القتلة الجثة على مشنقة قرب خط للسكك الحديدية، ليتسنى لــ"عصمت إينونو"، وهو واحد من كبار جنرالات مصطفى كمال أتاتورك رؤيته.

 

 

وارتقى إينونو ليصبح رئيساً للوزراء.

وكانت إزميت تقع في مسار رحلة "إينونو إلى لوزان"، حيث كان هو ومصطفى كمال أتاتورك يخوضان مفاوضات لعقد معاهدة سلام تم بموجبها الاتفاق على حدود الجمهورية التركية الجديدة.

ويستمر كتاب جان دوندار ليطرح سؤالا عما إذا كان على كمال قد اقترف خطأ بمعارضته لحركة الاستقلال التركية:

ويقول في كتابه: "لقد اقترف خطأ بالفعل. لقد أقر بهذا بنفسه في مذكراته."

وأضاف: "لكن هل كان يستحق مثل هذه النهاية؟ بالتأكيد سيكون الرد بالنفي من أي شخص يملك ذرة من الرحمة."

 ويسرد فالح رفقي أتاي، وهو صحفي ذو صلات واسعة كان حاضرا ليشهد على العديد من الأحداث الكبرى خلال السنوات الأخيرة التي شابتها القلاقل من عمر الإمبراطورية العثمانية تفاصيل ما جرى قائلا: "رأي عصمت باشا، الذي كان مسافرا إلى لوزان، المنظر المروع للمشنقة من بعيد ولم يحتمل. لقد أدار وجهه بعيدا من هول ما رأي ليتجنب المشهد ولم ينظر ثانية وهو يدخل المبنى."

وأضاف: "وبعدها تحدث عن كل شيء مع نور الدين باشا. وحتى مصطفى كمال أتاتورك كان يتحدث عن هذا الحادث بامتعاض."

 

 

تم نسخ الرابط