اللواء اللقاني: كنا أول كتيبة مشاة تعبر قناة السويس وترفع علم مصر.. حكايات من دفتر الانتصار (5_6)
كتب - عمر علم الدين
اللقاني: شباب اليوم واعٍ ويوميًا نرى بطولات في سيناء
اللواء يحيى: لم نر جنودًا إسرائيليين إلا أسرى أو جثثًا أو يقاتلون من معدات عسكرية
من صفات الأبطال التواضع، ورغم البطولات التي لا يمكن حصرها والأمجاد التى حققها أبطال القوات المسلحة المصرية، فى حرب أكتوبر 1973، إلا أن بطلنا اللواء يحيى اللقانى، يرى أن شباب اليوم أوعى من جيل أكتوبر، وهو امتداد له، وأنه سيظهر إن احتاجته مصر فى أي وقت، كما يحدث من بطولات فى سيناء.
ومع الذكرى 46 لانتصارات حرب أكتوبر يقول اللواء اللقانى، مازلت أشعر بالفخر حتى الآن ليس فقط لأننى شاركت فى تلك الحرب، ولكن لأننى كنت ضمن أول كتيبة مشاة عبرت قناة السويس، وتقتحم الساتر الترابي الذى كان يسمى "خط بارليف"، وترفع علم مصر.
وأضاف، "أن نصر السادس من أكتوبر كان وراءه رجال أشداء، وكان وراءه تخطيط وقادة أحبوا مصر، وأرادوا لها العزة والكرامة، مشيرًا إلى أن دعم المصريين لقواتهم المسلحة كان سببا قويًا في تحقيق الانتصار.
وأشار إلى أنه كان قائدًا لكتيبة مشاة بالجيش الثالث الميداني، وكان في أول موجة من موجات العبور لقناة السويس الساعة الثانية والنصف ظهرًا، وكان مسؤولاً عن ٤ قوارب تحمل الجنود.
وذكر أن الخطة الموضوعة في ذلك الوقت كانت أن نحافظ على سرعة التيار في قناة السويس، حيث تتغير السرعة كل ٦ ساعات، مرة من الجنوب للشمال ومرة من الشمال للجنوب وكانت المسافة في عبور قناة السويس لا تتجاوز الـ ١٠٠ متر، مؤكدا أن فصيلة المشاة، التي كان يقودها هي أول من تسلقت الساتر الترابي.
وأوضح "أن العبور كان بحذر شديد بسبب وجود "النابالم"، وكان من حسن الطالع عدم وجود قوات العدو أعلى الساتر ووصلنا للضفة الشرقية للقناة بسلام، واستمر العبور حوالى ١٥ دقيقة، وكان من خلال نقطتين في الساتر الترابي، وقاموا باحتلاله لتأمين عبور القوات.
ويتذكر البطل شريط الانتصارات، ويقول عندما كلفنا بعبور الساتر الترابي، ونقل المدافع والأفراد على الضفة، والسلم كان ارتفاعه حوالى ١٧ مترًا، وبعد احتلالهم للساتر الترابي رفعوا العلم، وكان السكون يخيم على الضفة الغربية للقناة، ولم يكن هناك سوى عناصر من رجالنا لتأميننا في القناة وأخذ الجنود يهتفون "الله أكبر - الله أكبر"، وانتظرنا أعلى الساتر الترابي حتى عبرت الموجة الثانية من قوات المشاة، وأخذت مكاننا وتقدمنا نحن نحو سيناء واستمر القتال بيننا وبين قوات العدو الإسرائيلي في ٦ و٧ أكتوبر.
ويقول لا يمكن مقارنة شجاعة وبسالة الجندي المصري بالإسرائيلي فلم أر جنديا إسرائيليا يسير او يقاتلني، وإنما من خلال سيارات ومدرعات، بعكس قواتنا، فقد كنت "مشاة مترجل"، ولم أر جندي احتلال إلا جثة هامدة أو أسيرا فهو قمة التكنولوجيا والتدريب ونحن نحارب بسلاح دفاعى ومع هذا انتصرنا.
وأكد، أن نصر أكتوبر كانت له أسباب عدة، فقد كان حصادًا للتخطيط الجيد والدقيق للقيادة العامة للقوات المسلحة، التي لم تترك أي تفاصيل للمعركة للصدفة أو الاحتمالات، ولا شك أن توفيق الله سبحانه كان من أهم أسباب نصر أكتوبر، وكان إيمان الجندي المصري البطل بقضية وطنه وانتمائه لتراب مصر محورًا فاصلًا وحاسمًا في تحقيق الانتصار العظيم، علاوة على دعم ومساندة الشعب المصري العظيم لجيشه وتأييده لخطواته، ودعواته له بالنصر، فقد تجمعت كل هذه الأسباب حتي يتحقق نصر عظيم يفخر به كل مصري أمام الجميع.
اقرأ المزيد
حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الأولى يكشفها اللواء ناجي شهود(1-6)
http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491759
حكايات من دفتر الانتصار: الحكاية الثانية يرويها اللواء كحيلة (2-6)
http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491800
حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الثالثة يرويها اللواء الألفي (3 - 6)
http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491813
حكايات من دفتر الانتصار.. الحكاية الرابعة يحكيها اللواء وصفي بشارة (4 - 6)
http://www.rosaelyoussef.com/news/details/491832



