خبراء يناقشون "عبقرية وطن" في ندوة بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك
كتب - محمد خضير
اللواء محسن إبراهيم: حرب أكتوبر كانت حتمية لتحرير تراب الوطن واستعادة هيبتنا
الدكتور أحمد عبدالله: الفن والإعلام أسهم في النقلة النفسية للشعب
ضمن أجندة فعاليات وزارة الثقافة للاحتفال بالذكرى الـ٤٦ لنصر أكتوبر المجيد، أقامت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة بعنوان "عبقرية وطن"، بمقر المكتبة بالزمالك، تحت إشراف ياسر عثمان مدير عام المكتبة.
تأتي الندوة بالتعاون مع الصالون الفكري للدكتور أحمد عبدالله، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، وتحدث فيها اللواء أركان حرب محسن إبراهيم، وأدار الندوة اللواء بحري محمود متولي، مؤسس الصالون البحري المصري.
استعرض اللواء محسن إبراهيم، خلال الندوة تجربته الشخصية ومشاركته في فترة ما قبل وخلال حرب أكتوبر، ابتداء من نكسة ٦٧ مرورا بحرب الاستنزاف، وحتى نصر أكتوبر المجيد في ٧٣، وتحدث عن بطولات قوات المظلات ودورها في حرب أكتوبر، وما تتميز به قوات المظلات من مقدرة فائقة على تنفيذ العمليات الخاصة.
وأشار اللواء محسن إبراهيم إلى الدروس المستفادة من نكسة ٦٧، وذكر منها إنشاء قيادات للجيوش المدنية والمناطق العسكرية وهو ما يسمى بـ"المستوى التعبوي"، لسهولة السيطرة على أعمال قتال القوات، وإنشاء قيادة للدفاع الجوي وإدخال وتطوير الصواريخ، وإنشاء إدارة للحرب الإلكترونية التي قامت بدور كبير في نصر أكتوبر، وتزويد الأفراد بأحدث الأسلحة والمعدات، والاهتمام بالعنصر البشري، واختيار المؤهلات حتى يمكنها استيعاب واستخدام الأسلحة والمعدات الحديثة، التي دخلت للخدمة بعد حرب ٦٧.
وأضاف اللواء محسن إبراهيم، أنه قبل حرب أكتوبر، تمكنا من استطلاع العدو في العمق، وأصبح لدينا معلومات كاملة عن كل تحركاته وأماكن تمركزه وتوقيتاته وقياداته وروتينه اليومي، وساعدت هذه المعلومات على تنفيذ عمليات خاصة ضد العدو، وبُنيت عليها خطة ٧٣.
وقال، إن العمليات التي تمت قبل حرب أكتوبر، كان لها تأثير كبير في رفع الروح المعنوية وإعادة الثقة في نفوس أفراد الجيش، وإحداث تأثير عكسي لدى إسرائيل، وخفض الروح المعنوية التي أدت إلى حالة من الإرباك لديهم، وقبل ٧٣ تمت أكبر عملية خداع استراتيجي وتعبوي وتكتيكي، تمت في حدود الاستخدام الأمثل للإمكانيات المتاحة، واختتم حديثه بأن حرب أكتوبر كانت حتمية لتحرير تراب الوطن واستعادة هيبتنا وكرامتنا.
وتحدث الدكتور أحمد عبدالله، عن خسائر نكسة ٦٧، والوضع الاقتصادي في مصر في هذه الفترة، الذي ظهر بوضوح في انخفاض إيرادات القطاع العام والسياحة، وتوقف إيراد قناة السويس، وتوقف إيرادات صادرات بترول سيناء، هذا إلى جانب سوء الوضع الأمني، أما الوضع النفسي، فقد تسببت صدمة النكسة في نوعا من الاكتئاب والظلام، تجلى ذلك في مجال الفن وظهور مجموعة من الأفلام والأغاني الهابطة.
وأضاف الدكتور أحمد عبدالله، أن "عبقرية الوطن" تتمثل في النقلة النفسية للشعب والتي ساهم فيها الفن والإعلام بنسبة كبيرة، وأدى تضافرهما معا إلى تجاوز الحالة النفسية للشعب، كما كان لنجاح عمليات حرب الاستنزاف، وتنفيذ عمليات ضخمة مثل إيلات وغيرها تسببت في اهتزاز مكانة إسرائيل.
بالإضافة إلى تواجد نوع من التآلف بين القيادة السياسية والعسكرية والشعبية، كل ذلك كان سببا في النقلة النفسية للشعب، من حالة الإحباط إلى الإصرار على الحرب وتحرير الأرض، مشيرا إلى أن النزعة الدينية لدى الشعب المصري بصفة عامة في رمضان، كان لها تأثير إيجابي على رفع الروح المعنوية لدى الجنود.
بحضور كوكبة من أعضاء الصالون البحري من رجال القوات المسلحة، الذين شاركوا في حرب النصر، وقدم الشاعر عمر محمود فضل قصيدة بعنوان "تحية للشهداء".



