"الأخطبوط الأسود".. ياشين الحارس الروسي من "فاشل" لأسطورة

في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر لعام 1929 وتحديدًا في مدينة موسكو رُزقت عائلة فقيرة بطفل أُطلق عليه "ليف"، ولم يكن يتنبأ أشد المتفائلين من عائلته بمستقبل كبير لذلك الفتي، نظرًا للإمكانيات المحدودة لتلك العائلة، وبعدما أشتد بنيانه قليلًا بدأ العمل في أحد معامل السلاح.

وبعد فترة لم تكن طويلة قرر ليف ياشين الالتحاق بفريق الكرة الخاص بالمعمل، وبعدما أتم عامه الـ21  انضم لفريق دينامو موسكو، ولكن لم تكن بدايته تُبشر بمستقبل باهر ففي أول مشاركة رسمية مع الفريق تلقت شباكه هدفًا سجله حارس مرمى الفريق المنافس.

وزاد سوء حظ اللاعب بعد مشاركته الثانية وتسبب في خسارة فريقه، الأمر الذي دفع إدارة النادي إلى مطالبة المدرب الخاص به بمنعه من المشاركة ومن ثم تحويله إلى فريق هوكي الجليد، ونجح ياشين في الفوز بالبطولة السوفييتية للهوكي عام 1953، بل وكان ثالث أفضل حارس في روسيا، وكان مٌرشحًا للانضمام إلى المنتخب الوطني.

 ولكن النجاح الكبير الذي حققه لم يستطع أن يقتل حبه لكرة القدم، فقرر ترك كل شيء خلفه والعودة من جديد إلى الساحرة المستديرة، وعلى مدار أكثر من 20 عامًا حرس فيهم ياشين عرين دينامو موسكو نجح خلالها في الفوز بالعديد من الإنجازات والألقاب الجماعية، كان أبرزها خمسة ألقاب لدوري الاتحاد السوفيتي، وبطل كأس الاتحاد السوفيتي في العام 1953.

ويمتلك الحارس في رصيده الدولي 75 مباراة، وفي إحدى مباريات منتخب بلاده أنقض ياشين على إحدى الكرات ليحمي مرماه من هدف مؤكد، ليُثبت للجميع أنه يستحق عن جدارة حماية شباك بلاده، والتتويج بجائزة أفضـل لاعب في أوروبا والتي منحت له عام 1963.

مشوار طويل من العطاء والنجاح مر به الحارس "الفريد"، الذي أصبح التسجيل في مرماه أمرًا صعبًا للغاية، حصد من خلاله جائزة الكرة الذهبية عام 1963 كما نال وسام لينين عام 1967، والوسام الفخري لفيفا في 1998، ويملك الحارس الروسي أحد أشهر التماثيل الرياضية بملعب دينامو موسكو الروسي، حيث يقوم بتصدٍ للكرة من وضع طائر فوق المرمى.

بل استمرت إنجازاته حتى بعد اعتزاله كرة القدم ورحيله عن عالمنا، عبر تكريمه من خلال جائزة جديدة أعلنت عنها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، تقدم لأفضل حارس في العالم كل عام، وأطلقت عليها جائزة ياشين، نسبة للأسطورة السوفيتية الذي توفى عام 1990.