وزير الأوقاف: مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ عن مقاصد الأديان
أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم، في المؤتمر الدولي الثاني بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة تحت عنوان: "بناء الإنسان في التصور الإسلامي بين الواقع والمأمول"، أهمية البناء المتكامل للإنسان علميا وخلقيا ومعرفيا ووطنيا، وأن هذا البناء هو الذي يصنع الشخصية السوية، ويجب أن يكون ترسيخ الولاء والانتماء الوطني أحد أهم محاور بناء الشخصية.
وشدد قائلاً: "إن مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ عن مقاصد الأديان، وهو ما فصلناه في كتاب "الكليات الست"، الذي رسخ أن الوطن أحد أهم المقاصد الكلية التي يجب الحفاظ عليها، وهو مقدم على النفس، لأن الوطني الشريف هو من يفتدى وطنه بنفسه وماله وكل ما يملك، مؤكدًا أن أهل العلم والفقه على أنه إذا دخل العدو بلدًا من بلادنا وجب على أهل البلد، أن يدافعوا عن بلدهم ولو فنوا جمعيا، ولم يقل أحد من أهل العلم على الإطلاق إنهم إذا خشوا على أنفسهم فروا لينجوا بأنفسهم، فالوطن هنا مقدم على النفس والمال، وحماية الأوطان من صميم مقاصد الأديان.
كما أكد، أن البناء العلمي السليم يتطلب منا أن نتحول من ثقافة الشهادة إلى ثقافة التعلم الحقيقي، ومن قياس مستوى الحفظ إلى قياس مستوى الفهم، ومن قياس تحصيل بعض المقررات إلى قياس مستوى تحصيل العلم، مطالبا بالعودة إلى نظام الأزهر القديم في منح شهادة العالمية، بحيث لا يحصل عليها إلا من يكون جديرا بها، متمكنا من أدوات العلم الذي يمنح درجة العالمية فيه، من خلال لجان تناقشه في مدى تمكنه من العلم الذي يدرسه لا في مجرد موضوع رسالته، ويكون موضوع الرسالة أحد مكونات الحصول على الشهادة، إضافة إلى لجنة تؤكد أن الباحث، قد وصل في هذا العلم إلى المستوى الذي يستحق معه تلك الدرجة العلمية الراقية.



