"الوزراء" يبعث رسائل طمأنة بشأن الإجراءات الطبية المتخذة لحماية المواطنين
بعثت الحكومة المصرية" مساء اليوم" بالعديد من رسائل الطمأنة على المستويين الداخلي والدولي، بشأن قدرة الدولة المصرية وجودة الإجراءات الطبية التي تتخذها لحماية مواطنيها من أي تهديد، في إشارة للإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لمواجهة خطر فيروس (كورونا المستجد) الذي يجتاح الكثير من دول العالم .
وذكر البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء عقد مُؤتمراً صحفياً مُوسعاً، بمقر مجلس الوزراء اليوم لهذا السبب، حيث حضر المؤتمر الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والطيار محمد منار عنبة، وزير الطيران المدني، للحديث أمام وسائل الإعلام المختلفة، عن الإجراءات الاحترازية والوقائية المُتخذة للتعامل مع فيروس كورونا المُستجد، والكشف عن موقف الحالات المُشتبه بها، أو التي أثبتت التحاليل سلبيتها أو إيجابيتها.
وفي مستهل المؤتمر الصحفي، أكد رئيس مجلس الوزراء أن مصر تعد من أولى الدول على مستوى العالم، التي بدأت ـ منذ الإعلان عن هذا الفيروس ـ باتخاذ كافة اﻻجراءات اﻻحترازية والوقائية، كما أنها من أوائل الدول التى بدأت تنفيذ إجراءات الحجر الصحى فى مختلف مطارات الجمهورية منذ الإعلان عن انتشار هذا الفيروس فى دولة الصين، هذا فضلاً عن تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء لمتابعة هذا الموضوع، حيث يتم اﻻجتماع بصورة مستمرة لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا، مشيراً الى تقرير المتابعة التى يتم تلقيها على مدار الساعة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الكشف اليومي كان يتم على الحاﻻت المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا بمختلف المطارات، في إطار تنفيذ اﻻجراءات الوقائية، وكانت نتائج تلك الحالات تأتى سلبية، مضيفاً أن الأسبوع الماضى شهد مزيدا من التطورات، حيث جرى الإعلان عن إصابة سائحين فرنسيين بالفيروس كانا متواجدين في مصر، وكذا إعلان بعض الدول الأخرى عن إصابة عدد من مواطنيها عقب عودتهم من مصر.
وشدد رئيس الوزراء على أنه بمجرد الإعلان عن هذه الأخبار، بدأ التحرك الفوري في نفس اليوم الذى جرى الاعلان فيه عن هذه اﻻصابات، وهو يوم الجمعة قبل الماضية، وبدأ على الفور تحديد أماكن التواجد والمسارات التى سلكها السائحان الفرنسيان، والمدن التى قاما بزيارتها، وبدأ اتخاذ كافة إجراءات التقصي والكشف الطبي والظاهري على كافة المخالطين للسائحين، اللذين أقاما فى مصر خلال الفترة من 5 الى 16 فبراير الماضى، ومتابعة ما يتم اﻻعلان عنه من جانب عدد من الدول التى اشارت الى اصابة مواطنيها عقب عودة من مصر.
وأوضح مدبولي أنه تم التوصل إلى أن الرحلة النيلية التي قام بها السائحون، هي نقطة التلاقى التي جمعت بين هؤلاء السائحين الذين جرى الإعلان عن إصابتهم بفيروس كورونا من الدول المختلفة، وبناء على ذلك جرى حصر بؤرة الإصابة، والتحرك الفوري إلى هذا المكان، واتخاذ كافة الإجراءات الطبية والوقائية لمختلف العاملين والمخالطين للسائحين الذين جرى الإعلان عن اصابتهم بفيروس كورونا، ولم يظهر على أى منهم اعراض اﻻصابة بفيروس كورونا، موضحاً ان مدة العزل الخاصة بهم انتهت مع مطلع مارس الجارى ولم يثبت اصابة اى حالة منهم.
وأكد رئيس الوزراء أنه كل من ثبت إصابته فى مصر بفيروس كورونا، حتى الآن هم 3 أشخاص، الأول صينى الجنسية، والثانى كندى الجنسية، والثالث مصرى قادم من صريبا، الأول خرج من العزل الصحى بعد شفائه، والثانى والثالث موجودان في مستشفى العزل الصحى يتم علاجهما، وحالتهما مستقرة، كما أكد رئيس الوزراء فى هذا الصدد على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية مع جميع المخالطين لهذه الحالات.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أنه عقب الإعلان عن عدد من الاصابات كانت متواجدة في رحلة نيلية، فقد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات اﻻحترازية، وجرى الاعلان مؤخراً عن إصابة 12 من العاملين على المركب السياحية التي كانت تقل السائحين، وجار اتخاذ كافة اإجراءات مع المخالطين وفقا لاجراءات منظمة الصحة العالمية فى هذا الشأن، مشيراً الى انه جرى توسيع دائرة التقصى لكل من خالط الـ 12 عاملاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه خارج البؤرة التي جرى الإعلان عنها بالباخرة النيلية لم يثبت فى مصر سوى الحالات الثلاث فقط، مؤكداً أنه يتم الاعلان عن كل ما يتعلق بفيروس كورونا بكل شفافية، والمبادرة باعلان الموقف الخاص بهذا الفيروس، مشيراً الى انه يتم إعداد تقرير يومي عن التعامل مع الفيروس، يتم توزيعه على مختلف سفارتنا بالخارج، سعياً لتوفير وإتاحة أية معلومات أو بيانات عن مصر تتعلق بفيروس كورونا، هذا بخلاف نشر هذه التقارير على المواقع الرسمية المصرية، بصورة محدثة على مدار الساعة، إلى جانب إطلاق موقع الكتروني يتم من خلاله نشر التطورات اللحظية لموقف فيروس كورونا فى مصر، واﻻجراءات التوعوية المرتبطة به.
وأكد اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، خاصة في المنشآت السياحية من الفنادق وغيرها، والتعامل الفورى مع أية حاﻻت تظهر عليها أعراض الإصابة بفيروس كورونا، سواء من العاملين بتلك المنشآت، أو ضيوف مصر، هذا إلى جانب ما يتم اتخاذه من اجراءات احترازية أيضاً في مختلف المطارات، لكونها نقطة الإلتقاء بين العديد من الجنسيات، والقيام بالمتابعة المستمرة من جانب كافة المسؤلين المعنيين.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم التوجيه لكافة المحافظين بضرورة التشديد على مختلف الإجراءات الخاصة بالنظافة العامة، موضحا أن الأمور ما زالت في إطار محدود، لكن الاهتمام واجب حتى نتجنب هذا الفيروس، بالتركيز على السلوكيات فيما يخص النظافة العامة والعمل على تجنب بعض العادات التى من شأنها ان تكون سببا فى انتشار الفيروس.
وقال رئيس الوزراء "نتابع على مدار الساعة الموقف الخاص بفيروس كورونا، ونحن كحكومة لن نتردد في اتخاذ أية إجراءات من شأنها أن تحمي المواطن المصري، وتجنبنا أية مشاكل"، مضيفاً أن "الأمور حتى هذه اللحظة مستقرة بحمد الله"، مًجدداً الإشارة إلى أنه فيما يتعلق بالتعامل مع البؤرة التى تم رصدها على المركب السياحي والتى كان على متنها 171 شخصا، منها 101 أجنبي، باﻻضافة إلى 70 من العاملين المصريين، فإنه تم إجراء الكشف الطبي عليهم وكذلك إبلاغ السفارات فيما يتعلق باﻻشخاص الأجانب، وأكد رئيس الوزراء "نتعامل مع هذا الملف بصورة تماثل تعامل الدول المتقدمة".
من جانبها تحدثت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد - خلال المؤتمر الصحفي - حيث أكدت أنه توجد حالات إصابة بالمرض فى مختلف دول العالم، ويومياً تظهر إصابات بدول جديدة، وأن مصر اتخذت إجراءاتها منذ يوم 7 يناير2020، عندما طالبت منظمة الصحة العالمية كل الدول أن تلتزم يإجراءات الحجر الصحى للكشف عن الإصابات.
وأضافت الوزيرة أن مصر تعد من أوائل الدول التى اتخذت تلك الإجراءات، وكان مطار القاهرة من أول 3 مطارات فى العالم بدأت تطبيق هذه الإجراءات، حيث شددنا الإجراءات فى الفنادق والمزارات السياحية، وتم التنبيه على الجميع بذلك، وحددنا الخط الساخن (105) لحالة الإشتباه فى أية أعراض، ونتج عن ذلك أننا أول دولة فى العالم شخصت حالات ليس لديها أعراض من خلال التقصى الذى قمنا به والحالات وجدت سلبية بعد 48 ساعة.
وأشارت الوزيرة إلى أنه حتى هذه اللحظة، لدينا 3 حالات، تم تشخيص أول حالة وتعافت بعد 48 ساعة، ولكن ظلت 14 يوما في العزل ثم خرجت، وكذا حالتين لمصرى وأجنبي وهما يخضعان للعلاج وحالتهما مستقرة، فالأجنبى قارب على التعافى والمصرى حالتة مستقرة جدا وفى تحسن زائد. وأكدت الوزيرة أنه وردت تقارير من أكثر من دولة من خلال تبادل المعلومات والبيانات من خلال اللوائح الصحية الدولية، أن هناك إصابات فى بعض الدول الأجنبية مصدرها حالة داخل مركب نيلية، وعلى الفور جرى عمل تقصى وأخذنا كل الإجراءات ولم تظهر أية إصابات أو أعراض فى حينها، ولكن فى اليوم الـ14 أي منذ مغادرة آخر شخص للمركب، جرى عمل تقصي وأخذ عينات، وتم الاعلان عن 12 حالة ايجابية أمس، لافتة إلى أنه تم تلقي إبلاغ أن كل الحالات التي تم تسجيلها ومصدرها المركب، كان سببها مواطنة أمريكية من أصل تايوانى هى سبب إصابة كل الموجودين فى المركب.
ولفتت الوزيرة إلى أن الوزارة اتخذت الاجراءات، وأجرت التحاليل، وتم إجراء التحاليل لـ 171 من العاملين والأجانب على المركب، وكشفت أن الأرقام النهائية والتي تشير إلى أن الـ 12 حالة التي تم الإعلان عنها امس، اصبحت 11 حالة منها سلبية، وظهرت 33 حالة إيجابية جميعها حاملة للفيروس ولا يظهر عليها أية أعراض، وذلك من إجمالي 45 حالة اشتباه كان لها علاقة بالمركب، ونوهت إلى أن الـ 11 حالة سلبية من المركب سيتم عزلهم، لمتابعتهم لمدة 14 يوما، والبقية وعددهم 34 حالة سيتوجهون لمستشفى العزل لمتابعتهم حتى تثبت سلبيتهم.
وأبرزت الوزيرة الجهود التي تقوم بها الدولة للتقصى عن كافة الحالات، حيث جرى الإعلان عن الحالة الأولى يوم 13 فبراير 2020 وتم عزله فى مستشفى العزل وثبت سلبيته بعد 48 ساعة من عزله، وكانت عدد الحالات المخالطة له مباشرة 5 تم عمل التحاليل لهم، وعدد الحالات المخالطة غير المباشرة 308 حالات، وتم عمل عزل لهم لمدة 14 يوم وتم متابعتهم وجميعهم سلبيون ولا يوجد أى إشتباه.
وأوضحت أن الحالة الثانية لأجنبى كندى جرى اكتشافه يوم 2 مارس يعمل بشركة بترول بالصحراء الغربية وطبيب الشركة حاول علاجه من أعراض أنفلونزا وعندما لم يحدث تحسن تم نقله مستشفى العزل وتم عمل التحاليل له وكانت إيجابية، ويخضع للعلاج وحالته مستقرة ويتماثل للشفاء، وتم أخذ عينات لجميع المخالطين بشكل مباشر وعددهم 3875 منهم 2555 بالشركة تم عمل عزل لهم من يوم 2 مارس ووفرنا 3 عيادات وأطباء لمتابعتهم. وحتى هذه اللحظة 890 من خارج الشركة تم عمل عزل ذاتى لهم فى منازلهم وبمتابعهم جميعهم لا يوجد لديهم أى أعرىض.
وكشفت أن حالة المواطن المصرى جرى اكتشافه يوم 5 مارس 2020، عمره 44 سنة قادم من صربيا ترانزيت 12 ساعة بباريس، عانى من الأعراض وتوجه إلى مستشفى خاص يوم 5 مارس، وتم أخذ عينة له، ونتيجتها إيجابية وتم إرساله إلى مستشفى العزل، وتم عمل مسح لعينات 42 شخصا من المخالطين المباشرين وكلهم سلبى، وجار عمل تقصى أكثر للحالات المباشرة وجار سحب عينات لها ولا يوجد أى أعراض أو شكوى أو إبلاغ من شخص مباشر أو غير مباشر و 42حالة المخالطين له بالمنزل والمستشفى جميعهم سلبى.
وأكدت وزيرة الصحة والسكان أن الدولة اتخذت العديد من الإجراءات الهامة مؤخراً، أهمها زيادة المعامل المركزية المزودة بالكواشف الحديثة حيث تم شراء 250 ألف كاشف، بدأ بالفعل توريدهم وتوزيعهم، وتم زيادة عدد المعامل المرجعية إلى 8 معامل على مستوى الجمهورية، وأضافت أنه ابتداء من يوم الثلاثاء القادم سيبدأ شحن وتوريد كواشف سريعة لوضعها بالمطارات وكل الطائرات القادمة من الدول التى بها إصابات، سيتم فحصها، حيث تظهر النتيجة فى المطار خلال 30 دقيقة، والحالة التى سيثبت إيجابيتها من الخارج ستحال إلى معامل لسحب عينة ويحال للعزل، مؤكدة أن مصر من أسرع الدول التى حرصت على إستخدام تلك التكنولوجيا فى مطاراتها على مستوى العالم.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة لن تتوانى عن استقدام أية آلية أو تقنية، تساعد في الكشف عن هذا المرض، لافتاً إلى ما ذكرته وزيرة الصحة عن جلب جهاز جديد للكشف السريع، متقدم جداً، بدأت الدول التعامل به منذ أيام قليلة، موضحاً أن الحكومة اتخذت إجراء باستقدام الجهاز للكشف عن كل القادمين على خطوط الطيران التي تأتي من بلدان بها إصابات، حيث يُظهر النتائج خلال 30 دقيقة، أي حتى ينتهي الوافد من إجراءات المطار.
كما أكد مدبولي أن الجهاز الحديث يكشف عما إذا كانت الحالة سلبية أم ايجابية، وذلك بصورة مبدئية لا يتم تأكيدها إلا باجراء التحليل المتخصص، موضحاً أنه ليس هناك دولة بمقدورها إجراء التحليل المتخصص للجميع، وإنما فقط للحالات التي يُشتبه بها، والتي يكشف التحليل المبدئي كونها ايجابية، لافتاً إلى أن الدولة تأخذ كافة الاجراءات اللازمة في هذا الملف، على النحو الذي تثمنه وتقدره منظمة الصحة العالمية ذاتها من خلال بياناتها المتصلة. واختتم رئيس الوزراء حديثه قائلاً: "أتوجه بالشكر بصورة شخصية ورسمية، لكل القائمين على ملف مواجهة فيروس الكورونا، من العاملين في الوزارات المختلفة، وبالأخص فرق الحجر الصحي، والأطقم الطبية المختلفة، الذين يبذلون جهداً غير عادي، ويعملون طوال الـ 24 ساعة، لنوبات عمل كاملة".
وأشار رئيس مجلس الوزراء الي أنه وجه الوزراء الثلاثة (السياحة والآثار، والصحة والسكان، والطيران المدني)، بالسفر غداً إلى مدينة الأقصر، للقيام بجولة للتأكد من حوكمة كافة الإجراءات المتبعة، ومقابلة المجموعات السياحية، ودعا كافة وسائل الاعلام إلى مرافقة الوزراء كي يلمس المواطن المصري كافة الخطوات والإجراءات التي تتخذها الدولة في هذا الملف



