الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

هشام شوقي يكتب: استفيقوا يرحمكم الله

بوابة روز اليوسف

عندما تسقط النخب في براثن الجهل يسقط معها العلم ، و تتواكل الشعوب وتنكسر عجلات التقدم ، وعندما ينحدر مستوي بعض صناع المحتوي تخرج رسائل التواكل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، لقد صدمني وأدهشني جانب من محتوي لأحد البرامج يتناول "علاقة لون حافظة النقود وزيادة المال في ضوء قرأه الأبراج ، بل إن وضع مرأة داخل الحافظة يزيد من معدل المال" .

 

شاهدت المقطع وقرأت التعليقات الساخرة من المحتوي الذي يتداوله مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي، وهنا توقفت أمام محرري المحتوى، ومن وافق علي فكرة الفقرة ، هل فكر لثوان معدودة أن مهنة الاعلام هي بالأساس رسالة و صناعة ، تقود الرأي العام و تنير الطريق للمتلقي ، و انها أحد أهم تروس التنمية المستدامة .. استفيقوا يرحمكم الله .. لقد قدمتم محتوى يهدم لا يبني .

 

تقول إحدى" قواعد العشق الأربعون" : إذا أراد المرء أن يُغير الطريقة التي يُعامله الناس فيها فيجب أن يُغير أولاً الطريقة التي يُعامل بها نفسه ،

 

لقد عاملتم أنفسكم و كأنكم " بضاعة اتلفها الهوي"، ففي الوقت الذي تتجه الدولة نحو تدعيم العلم ، والدعوة إلي الاجتهاد، ومحاولات عدة لتغيير سياسات التعليم من التلقين والحفظ، التفكير الناقد والابداع، والدعوة إلي بناء الشخصية بشكل يدفعها لخلق مشروعات ابداعية، تساهم في دفع عجلة الاقتصاد والتنمية، يقدم بعض صناع المحتوي رسالة تواكلية أقل ما توصف بـ " الظلامية و التخلف " .

 

عزيزي الباحث عن نسب المشاهدة و الترفك الحرام، و يا أيها الباحثون عن نسب الاعلانات الحرام .. استفيقوا يرحمكم الله، فصناع المحتوي هم أصحاب رسالة، وصناعة الاعلام لها قواعدها .. استفيقوا أنتم تغتالون العقول و هي جريمة لو تعلمون كبيرة ، وما تقدمون هو نوع من المخدرات التي تغيب العقول ، و الصمت هنا أفضل و البحث عن مهنه أخرى أفضل لكم .

 

فكم من مرة حدث الرئيس السيسي الشعب عن أهمية العمل و زيادة الانتاج وضرورة توطين الصناعة، و هو ما يتطلب عقولا ناضجة مبدعة، و هناك من يحدث الشعب عن زيادة ماله من خلال لون المحفظة أو وضع مرآة بداخلها ، لقد ارتشفنا الجهل حتي الثمالة أما آن الأوان لشروق شمس العلم، إنه الطريق الوحيد الذي تبنى من خلاله الأمم، فاعلم يا ناشر الجهل أنك زائل والعلم باق .. استفيقوا يرحمكم الله.   

تم نسخ الرابط