بعد الابتلاء يأتي الفرج.
هذه أحد دروس ليلة الإسراء والمعراج.
فقد أكرم الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد بالإسراء والمعراج بعد أن تعرض للابتلاء الشديد.
فقبل معجزة الإسراء والمعراج تعرض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لحزن شديد بسبب رحيل زوجته السيدة خديجة- رضي الله عنها- التي كانت له سكنا، ورحيل عمه "أبو طالب" الذي كان له سندا.
كما تعرّض- صلى الله عليه وسلم- لأسى صعب بسبب ما فعله معه أهل "الطائف" حين ذهب لدعوتهم فرفضوا، بل رموه بالحجارة لدرجة أن سالت منه الدماء.
بعدها جلس- صلى الله عليه وسلم- إلى ظل شجرة فتضمن دعاؤه لله سبحانه وتعالى: "إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي"، كما تضمن قوله: "غير أن عافيتك أوسع لي"، فوسعها الله سبحانه على حبيبنا محمد وأكرمه بمعجزة الإسراء والمعراج.
ونحن من جديد ومع الابتلاءات العديدة، ولأننا نحسن الظن بالله سبحانه، فإننا لا نكتفي في ليلة الإسراء والمعراج المباركة بأن نتوجه لله بالدعاء بأن يرفع الوباء، إنما نتوجه له أيضا بالدعاء برفع البلاء عنا وعن أرض الإسراء والمعراج، ندعو أن يوفقنا في إزاحة الصهاينة عن المسجد الأقصى المبارك الذي أسره بعبده وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إليه من المسجد الحرام، وعرج به منه إلى السماء .
ندعو الله أن يحرره من الصهاينة مثلما حرره من الصليبيين في ليلة الإسراء نفسها تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي عام 1187م، الذي حين شهد أول صلاة للجمعة بالمسجد الأقصى بعد التحرير فإن الخطبة قد تضمنت وقتها استشهاد الخطيب بقول الحق سبحانه وتعالى من سورة "النمل": "قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى".
ندعو الله أن يصلح الأحوال.
وندعوه أن يصطفينا بعد ذلك لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى الحبيب- صلى الله عليه وسلم- ومعراجه منه إلى السماء بفضل الله سبحانه.
وعلينا الآن أن نوقن في لطف الله وأن الفرج يجيء بعد الشدة، وأن نتدبر قوله تعالى: "سيجعل الله بعد عسر يسرا".



