مثقفون يشيدون بالتوعية لمواجهة فيروس "كورونا".. ويدعون للقراءة والمشاهدة بالمنزل

ضمن الجهود التي تنفذها الدولة بكافة قطاعاتها باتخاذ إجراءات مجابهة فيروس "كورونا"، اتخذت وزارة الثقافة مجموعة من الإجراءات التي تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين وقاية وتوعية من خلال تظهير وتغقيم مقراتها ومنشأعتها الثقافية والفنية بالقاهرة والمحافظات.

"بوابة روز اليوسف" تعرفت على مثقفين ومسؤولين عن الثقافة والنشر، وناقشتهم حول آليات التوعية والمساهمة في جهود الدولة التي تبذل للتوعية والخروج من الأزمة الحالية التي تحل بالعالم، ومدى قدرتهم على تقديم روشتة توعية وتنوير من خلال العديد من السبل التوعوية الأمنهه على صحة وسلامة المواطنين.

في البداية أعلنت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، عن مبادرة بعنوان "خليك في البيت الثقافة بين إيديك"، حيث سيتم إتاحة كافة عروض الوزارة وإصداراتها من الكتب عبر مواقع الوزارة المختلفة، موضحة أن المبادرة ستتيح كافة عروض الأوبرا الذي قدمت على مسرح دار الأوبرا المصرية على مدار 30 عاما، كما سيتم استرجاع كافة حفلات مهرجان الموسيقى العربية، وكذلك حفل أم كلثوم الذي قدم مؤخرا على المسرح الكبير بخاصة الهول وجرام، وذلك عبر الموقع الرسمي لدار الأوبرا المصرية وصفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي.

وتتيح المبادرة كافة إصدارات الدولة المصرية عن طريق مؤسسات وزارة الثقافة المختلفة ستكون متاحة عبر موقع الوزارة والمواقع الرسمي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، كما سيتم إذاعة أفلام وثائقية عبر موقع الوزارة للمتاحف والبانوراما التابعة لها.

وعي مجتمعي

وأكد الكاتب الصحفي حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، أن الإجراءات الاحترازية التي أطلقتها الحكومة هي قرارات مهمة جاءت نتيجة وعي المواطنين بأهمية الحفاظ على سلامتهم وقدرتهم على استيعاب الأزمات التي تمر بها البلاد، من خلال التواجد بالمنازل والاتجاه نحو الاطلاع والقراءة ومتابعة الأحداث بالبيوت.

وأشار النمنم إلى أن بداية الوعي نتجت عن مدى معرفة المصريين بخطورة الأزمة، وأهمية الحفاظ على أسرهم من خطورة انتشار فيروس الكورونا، من خلال حرصهم على المطالبة بتعليق الدراسة قبل قرار تعليقها وكذلك المطالبة بعمل حظر تجول، لمنع التجمعات والتكدسات التي تحدث بالشوارع والمحلات، ووقف النشاط الثقافي والفني بكافة القطاعات والمسارح والسينمات، وهو ما يعكس أهمية الاستجابة لهذه القرارات الاحترازية حتى تمر الأزمة دون وقوع خسائر.

وأعلن الناشر سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن الاتحاد اطلق مبادرة لتشجيع القراءة وتوصيل الكتب إلى المنازل تحت شعار "خليك في البيت مع خير جليس" وذلك انطلاقا من الدور الوطني الواجب والمسؤولية المجتمعية على اتحاد الناشرين المصريين تجاه الشعب المصري، ومحاولة لتفادي الآثار الاقتصادية السلبية التي صاحبت انتشار فيروس "كورونا" المستجد على صناعة النشر.

وأشار عبده إلى أن المبادرة تهدف إلى دعم الثقافة والقراءة وتشجيع الأسر المصرية على القراءة أثناء فترة التواجد بالمنزل، ودعا الاتحاد جميع الناشرين وأصحاب المكتبات وشركات النشر الإلكتروني والصوتي وشركات توصيل الكتب للمشاركة في المبادرة عبر تقديم خصومات خاصة على إصداراتهم بما يناسب طبيعة المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم.

القراءة حياة

كما أعلن الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، اطلقت مبادرة اطلقتها الدار المصرية المصرية، تحت عنوان "القراءة حياة"، انطلاقا من دورها تجاه القراء والمواطنين بمصر والعالم العربي، وهي مبادرة تساعد على توصيل الكتب إلى المنازل بالمجان، وفي ظل دعوة الحكومة باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع تفشى فيروس "كورونا"، إلى جانب دعوة المواطنين بالالتزام في منازلهم، من خلال هذه المبادرة يتم التشجيع على القراءة والعمل على وجود مخرج أخر من خلال القراءة خلفا للبيانات والمعلومات التي يتلقاها المواطنين من وسائل الأعلام فقط.

وأشار "رشاد" إلى أنه يتاح من خلال المبادرة الشراء من الموقع الإلكتروني للدار مشيرا إلى أن الشراء عبر الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" لا يؤثر على منافذ بيع الكتب "المكتبات"، سواء في الوطن العربي أو مصر، نظرًا لقلة عدد المكتبات في الوطن العربي عمومًا، فنحن ليس لدينا منافذ بيع للكتب كثيرة، وها ما يعاني منه الناشر العربي.

وقال الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن عمليات التطوير والترميم قائمة بمتاحف القطاع، ولم تتوقف ولكن نسبة العمالة في الترميم ليست كثيفة نظراً لإجراءات الاحترازية لفيروس كرورونا ـمشيرا إلى أن زيارات متاحف قطاع الفنون التشكيلية متوقفة حالياً، ولكن بعض من الموظفين موجودين في المتاحف للحفاظ على مقتنيات المتاحف.

ولفت الدكتور سرور إلى أن الأنشطة المعارض الفنية توقف ولكنها سوف تستأنف لحين العودة بشكل طبيعي للعمل، فعلى سبيل المثال من كان لديه معرض فني يقام خلال شهر مارس الجاري سيتم ترحيله إلى الشهر المقبل أو شهر مايو وهكذا، مشددا على ضرورة الالتزام في البيت لمنع انتشار الفيروس، موضحا أن القطاع سوف يقوم بعرض مقتنياته الفنية خلال الأيام المقبلة على صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" وأيضا ستعرض من خلال وزارة الثقافة.

وقال الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الوزارة تأخذ إجراءات احترازية من خلال تعليق النشاط بقصور الثقافة والمسارح بالقطاعات الثقافية، وهناك تعليمات تأتى من مجلس الوزراء ووزارة الثقافة من خلال تامين وتعقيم الفروع الثقافة بالقاهرة والأقاليم للحفاظ على سلامة وأمان العاملين بالفروع الثقافية.