تبدو الأمور أكثر عبثية، خاصة في زمن كورونا. لكن الوباء الأكثر وحشية في هذا الزمان، ذلك الوباء الذي ينتشر كالنار في الهشيم، هذا الوباء الملقب بجماعة الإخوان، وتنظيماته الإرهابية، التي أصبحت لا تتوارى خجلا وفجرا من محاولات ضرب استقرار الوطن، بل ومحاولات جر مصر عبر المزيد من جرائم الإرهاب، وحرب الشائعات وانتشار حالة اليأس بين المواطنين.
ولأن الدولة المصرية أصبحت، الآن، أكثر يقظة في تعاملها مع هذه التنظيمات الإرهابية، بل وتعاملها أيضا مع عناصر الطابور الخامس والجهلة بالوطن، إلا أن هذه التنظيمات وعناصرها الفاسدة عبر أذرع الإخوان المنتشرة في تركيا وقطر، وبعض الدول التي تحتضن هذه التنظيمات ليس حبا فيهم، ولكن لاستخدامهم فزاعة لإسقاط الدولة المصرية، طبقا لآليات الصراع والمصالح. تركيا وقطر نموذجا.
ورغم محاولات التنظيم الدولي للإخوان، وشياطين الدم وأذرع الإخوان، عبر قنوات التخلف والسطحية، وعدد ممن يدعون الوطنية وقلوبهم متعلقة بكبيرهم في تركيا وقطر وأمريكا وإنجلترا، متعلقة بشكل ومعنى قيمة الدولار، وهم يتسابقون جميعا في كيفية إسقاط الوطن. والعودة مرة أخرى إلى عصر مرحلة التخلف والتحالف مع تنظيم وجماعة الإخوان أبناء العم (حسن الساعاتي) المنتشرين كالوباء وسط المجتمعات العربية والإسلامية.
لذلك أصبحنا نرى رموز الخيانة يطالبون النظام في مصر للاستسلام لمعتقداتهم ومحاولاتهم الدؤوبة، للعودة إلى ما قبل ثورة 30 يونيو. التي أنهت عصرا من التخلف ومحاولات التفريط في الوطن وسرقته ليصبح الوطن جزءا من إمبراطورية الخلافة العثمانية، وأحلام زعيم الإرهاب الدولي ذلك الشيطان أردوغان.
ورغم أن مصر تقود حربا لا نعرف من هو عدوها الحقيقي؟ ذلك الوباء الملقب بفيروس كورونا. ورغم النجاحات والإخفاقات أحيانا في محاولة لهزيمة هذا الوباء. إلا أن مصر والعالم يحاولون في سباق مع الزمن والعلم من أجل التوصل إلى علاج أو لقاح لهزيمة هذا الوباء. إلا أن تنظيم الإخوان الإرهابي، ومعه الطابور الخامس، الذي يتلون حسب مقاليد السلطة والثروة والفكر ومن يدفع أكثر.
ورغم محاولاتهم الظهور على حساب الوطن، على طريقة (خالف تعرف) لتحقيق طموحات نفسية تائهة. إلا أن الشعب المصري، قد ضرب نموذجا في وحدته وتماسكه رغم محاولات ضرب استقراره المستمر عبر آليات، كما قلنا تنظيم إرهابي حقير لا لا يعرف معنى الوطن. ولكن للأسف هو فقط يعرف معنى (الجماعة) كما قال سيدهم من قبل. ما الوطن إلا حفنة من تراب نجس!!
ورغم دعوات هذا التنظيم الإرهابي، الذي لا يملك أي رؤية حقيقية لإدارة دولة في حجم مصر. إلا أن تنظيمهم قد فشل فشلا ذريعا في إدارة أزمة كورونا في تركيا وقطر. رغم ما يقولون إنهم يمتلكون المال والجاه والقوة كما يدعون، إلا أن مصر باقتصادها الذي سجل نموا اقتصاديا واحتياطيا للنقد الأجنبي الذي سجل 45 مليار دولار، بل إن البنك الأهلي وحده باعتباره بنك الدولة الرئيس. استقبل ودائع من أبناء شعب مصر قدرها (تريليون و500 مليار جنيه) وأن إجمالي الودائع في كل البنوك المصرية قدر بـ(5 تريليونات) جنيه.
ورغم حرب كورونا التي تهدد العالم، إلا أن مصر تحاول مواجهة الآثار المترتبة من هذا الوباء. عبر دعم البورصة بـ30 مليارا لاستقلال رأس مالها من محاولة السقوط. لذلك أصبحت البورصة المصرية، ربما الوحيدة التي لم يسقط رأس مالها، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. بل إن هذا الاقتصاد الذي يتعرض لحملة تشويه من قبل بعض الموتورين نفسيا، والجهلة بالوطن قد دعم مجال الإسكان الاجتماعي والمتوسط بـ (50 مليارا جنيه)، وأن هناك (335 مليار جنيه) بند الأجور والرواتب. وهناك دعم للسلع والخدمات يقدر بـ(100 مليار جنيه) و(326 مليار جنيه)، دعما للسلع الاستراتيجية، إلا أن أبناء العم حسن الساعاتي، ومن تبعه من الطابور الخامس والمتلونين حسب المصالح. دائما ما يتساءلون. أين نجاحات مصر الاقتصادية؟!
ورغم قناعاتي الشخصية، بأن مثل هذه النجاحات لم تكن كافية ليشعر بها المواطن البسيط. إلا أنني أحكم على الأشياء من منظور عام وليس من منظور سطحي. فلقد أحسست هنا، وفي ظل أزمة كورونا والاقتصاد العالمي المهدد بالانهيار. أن مصر مازالت واقفة صامدة تتحدى آثار هذا الوباء. عبر تدبير موارد مالية تقدر حتى الآن بـ(مائة مليار جنيه)، بخلاف مشاركة القوات المسلحة في عمليات إنقاذ الوطن من براثن هذا الوباء.
وفشلت كل محاولات التشكيك وإرهاصات أبناء العم حسن الساعاتي، وقيادات الطابور الخامس، المنتشرين في مصر وخارجها، وهم الأكثر خطورة من وباء كورونا نفسه. رغم محاولات الادعاء أن مصر ينتشر فيها الوباء بعشرات الآلاف والوفيات بعشرات الآلاف أيضا، وكأننا نعيش في جزيرة منعزلة. الكل فيها مغيب إلا هؤلاء المرتزقة الذين يرددون عن جهل مثل الببغاوات والجهلة بالوطن.
إذن نحن أمام ظاهرة مستمرة منذ بدايات القرن الماضي، منذ ظهور وباء الإخوان. ولكن المحزن أيضا أننا أمام فصائل تتحالف وتتصالح فقط من أجل المصالح، وإسقاط الوطن، ولكن ستبقى مصر بكل ما فيها بحلوها ومرها، هي الوطن والمدينة الفاضلة لكل الشرفاء، رغم أنف أبناء حسن الساعاتي والطابور الخامس والجهلة بالوطن وأصحاب المصالح، والمتحالفين مع فكر الإخوان وإن لم يتحالفوا.
نائب رئيس تحرير جريدة العربي



