عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
اسألوا الرئيس!

اسألوا الرئيس!

مع بديات عهد الرئيس السيسي شاع تعبير "الدولة المدنية الحديثة" واعتبرناه منهجاً عملياً، وعقيدة وطنية، من شأنها تبني الطموحات الشعبية المتصاعدة صوب حياة كريمة حرة.



 

وبالفعل خطت الدولة مع الرئيس السيسي خطوات جادة في هذا الاتجاه، إلا أن الطريق ما زال طويلاً، والجهد الوطني الشاق المخلص لا بديل عنه.

 

وفي خضم أزمة وباء كورونا، لا يسعنا إلا أن نُبقي علي جل اهتمامنا بالقضايا الوطنية الأساسية؛ إذ لم تعد التحديات والمخاطر المحيطة بالوطن تسمح بالتراخي أو الانخراط في أزمة علي حساب أزمات أخرى. ذلك أن رفاهية الاختيار بين الأزمات ليست خياراً واقعياً.

 

ربما كانت هذه مقدمة ضرورية للخروج من دائرة أزمة كورونا الخطيرة، لنلقي نظرة علي غيرها من التحديات؛ فنوليها قدراً من الاهتمام تستحقه، وفكراً واعياً، وعملاً مُخلصاً.

 

من هنا، جال في خاطري تساؤل محدد: ماذا نحن فاعلون في الاستحقاقات السياسية المُقبلة، انتخابات مجلسي النواب والشيوخ في نوفمبر المُقبل، وبعدها انتخابات المحليات؟.

 

واقع الأمر أن التعايش مع وباء كورونا ليس هو الحال المناسب لإجراء الانتخابات، بشكلها المعتاد، في ظله. ومن ثم فإنني أطرح المجال ليتسابق فيه كل متخصص وكل معني بالأمر. ماذا لو أجرينا الانتخابات المُقبلة عن طريق التصويت الإليكتروني؟. ما هي الكيفية؟ وما هي الأدوات والآليات الكفيلة بإنجاح الانتخابات بالتصويت الإليكتروني؟ وكيف نُعد الناس لتنفيذ ذلك؟.

 

واقع الأمر أنني لا أطرح هذه الرؤية مدفوعاً فحسب بوباء كورونا، رغم أنه سبب وجيه تماماً. لكنني أطرح رؤيتي عن إيمان حقيقي بأن المستقبل لمن يمتلك أدواته، ويُلبي شروطه، ويتبني تحدياته بفكر خلاق قادر علي استيعاب مستجدات العصر.

 

سيمنحنا التصويت والفرز الإليكتروني ميزات عديدة، منها منع التزاحم بين الناس وتجنب نشر العدوي، وتقليل التكلفة عن كاهل الدولة المرهقة، وسرعة إنهاء العملية الانتخابية وإعلان النتائج.

 

لست أدعي أن الأمر يخلو من مصاعب، إلا أن الأمر يستحق السعي بجدية في اتجاه المستقبل. ومخاطبة المستقبل سمة الشعوب المتحضرة، مثلما التطوير المستمر رفيق التميز، وكسر القيود الروتينية خيار تدفعنا إليه جائحة كورونا، ويُحيلنا إليه إصرارنا علي قهر التحديات والمخاطر التي تحيط بنا.

 

الدولة المدنية الحديثة لا تجهل أبداً أن المستقبل حقيقة وليس وجهة نظر. والبدايات دائماً صعبة...وإسألوا الرئيس.!

 

[email protected]

 

           

  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز