تفاصيل إسقاط الجيش الليبي ١١٨ طائرة تركية خلال ١٣ شهرًا
قام موقع "العين الإخبارية"، بإجراء عملية رصد إحصائي للطائرات التركية بدون طيار التي أسقطها الجيش الوطني الليبي منذ انطلاق عملية تحرير طرابلس من الميليشيات يوم ٤ إبريل ٢٠١٩.
وأمكن حصر إسقاط ١٠٤ طائرات، من خلال المراصد العسكرية الرسمية في ليبيا، حتى يوم الاثنين 25 مايو الجاري.
وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، قد أعلن يوم الخميس الماضي إسقاط ١٣ طائرة خلال ٧٢ ساعة بالإضافة إلى طائرة مساء أمس في محيط بني وليد، وبذلك يكون ما تم إسقاطه بواسطة دفاعات الجيش الوطني الليبي من الطائرات التركية المسيرة في سماء ليبيا أغلبها من نوع "بيراقدار تي بي 2" حوالي ١١٨ طائرة.
وحسب شهود عيان ومصادر متفرقة فإن هذا العدد يضاف إليه عدد آخر غير قليل، لكنه لم يتم حصره، من الطائرات التركية التي أسقطت بجهود شعبية عبر مراهنات الشباب على إسقاطها بأسلحتهم الشخصية وبيع الأجزاء السليمة منها في أسواق استحدثت لذلك، وترك ما تبقى من حطامها ليلهو بها الصغار في الأحياء الشعبية.
هذا المشهد يراه الخبراء العسكريون والمصادر الخاصة أنه يعكس خيبة السلاح التركي الطائر الذي يصنعه "سلجوق بيرقدار"، زوج ابنة الرئيس التركي رجب أردوغان، الذي بدوره قام بالترويج له وبيعه بأغلى الأثمان لحكومة فايز السراج غير الشرعية في ليبيا ليستنزف أموال الليبيين.
وقال مصدر عسكري ليبي: إن القيادة العامة تحتفظ في مخازن خاصة بحطام الطائرات التركية من دون طيار، إضافة إلى ذخائرها من الصواريخ التي لم تنفجر.
وكان العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، قد قال في تصريحات صحفية يوم الاثنين: إن منصات الدفاع الجوي أسقطت 14 طائرة تركية دون طيار خلال ٣ أيام في مسرح العمليات القتالية.
وقبلها بأسبوع واحد فقط قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة: إن طائرة أخرى تركية أسقطتها الدفاعات في منطقة الوشكة- شرقي مصراتة (208 كلم شرقي طرابلس)- لتحمل الرقم 90 في ترتيب الطائرات التركية التي أسقطها الجيش من نوعية "بيرقدار" إلى جانب أنواع أخرى.
وذكرت مصادر استخباراتية ليبية أن من أهم أسباب المحاولات التركية المستميتة لإيجاد موطئ قدم لها في دول جوار ليبيا هو لاستخدامها لتكون منطلقا لطائرات تركية من دون طيار، بعيدا عن نيران الجيش الوطني الليبي، مع عكوفها على مشروعات لتطوير "درونز" هجومية ثقيلة، من بينها درون "أكينسي"، الذي تطوره شركة "بايكار".
وأجرت تركيا أول تجربة تحليق لطائرة "أكينسي" في ديسمبر الماضي، ويتوقع أن تتعدى حمولتها القتالية 1000 كيلوجرام، موزعة على ست نقاط تعليق خارجية.
وبحسب المصادر نفسها، هناك محاولات من شركة الصناعات الفضائية التركية لتطوير درون هجومي تحمل اسم "أكسونجور"، قام بتحليقه الاختباري الأول في مارس 2019، ويتوقع أن تبلغ حمولته القتالية 750 كيلوجراما، موزعة أيضًا على ست نقاط تعليق، لكنه حتى الآن لم يدخل إلى مرحلة الإنتاج الكمي، مثله في ذلك مثل درون "أكينسي".
ويرى الخبير العسكري الليبي، محمد منصور، أن الدرونز التركية المستخدمة في سوريا وليبيا هي من أنواع "بيرقدار" و"أنكا إس" التي تتشابه خصائصها الفنية مع درون "هيرون الإسرائيلية" نظرًا لتعاقدات سابقة بين تركيا وإسرائيل في هذا المجال، قبل أن تقوم تركيا بتصنيع درونز خاصة بها.
وأوضح منصور أن العيب الأساسي في الدرون "بيرقدار" ظهر خلال المعارك الليبية، وجعلتها صيدا سهلا لدفاعات الجيش الليبي وحتى الأسلحة الخفيفة، هو مداها المحدود الذي لا يتعدى 150 كيلومترًا، وهو ما يحتاج اقتراب محطة التوجيه.
بالإضافة إلى المعدات الأرضية المتعددة التي يحتاجها هذا الدرون لتشغيله، من محطات للتحكم والسيطرة، ومحطات لاستقبال البيانات وإرسالها، ومحطات للفيديو، بجانب هوائيات التوجيه، وبالتالي لا بد من وجود هذه المعدات على الأراضي الليبية وبذلك يكون من السهل اكتشاف موقع غرفة التحكم التي تدير عمليات تحليق هذا الدرون، ومن ثم استهدافها بالقصف واختراق إشارتها ومن ثم التحكم بها من طرف الجيش الليبي الذي سيطر على عدد منها وإنزالها سليمة، هذا بخلاف ما تم إسقاطه بالقصف.
وكشف منصور أن نفس الدرونز التركي كان من عوامل استمرارها في أجواء سوريا هو وجود المعدات ومحطات التحكم التي يحتاجها الطيران التركي من دون طيار في جنوب تركيا، بعيدا عن نيران الجيش العربي السوري، وبالتالي كان لديها القدرة على العمل على الحدود السورية وعبرها، بجانب مصاحبة تحليقها لعمليات تشويش واسعة على وسائط الاتصال والرادارات السورية.
واعتبر منصور أن الوضع في ليبيا كان أكثر اختلافًا، ففي غياب عمليات التشويش المكثفة من قبل العسكريين الأتراك على الأراضي الليبية، وفي ظل محدودية المدارج التي يمكن استخدامها في إقلاع هذه الدرونز، أصبحت هذه الأخيرة أمام اختبار أوضح وأكثر مصداقية، ظهرت فيه بجلاء قدراتها الحقيقية المحدودة.
من جهة أخرى نقل موقع "العين الإخبارية" عن مصدر قبلي ليبي قوله إن بعض الطائرات التركية من دون طيار أسقطها شباب في مراهنات بينهم بأسلحتهم الشخصية.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم كشف هويته، أن بعض هذه الطائرات بعد تسليم ذخائرها السليمة إلى الجهات المختصة يتم الاحتفاظ بحطامها في المنازل، كتذكار يشهد على مقاومة الليبيين الاستعمار التركي، الذي يحاول العودة إلى ليبيا لكن بآليات وأدوات جديدة.



