اتعودنا خلاص.. يهل علينا شهر يونيو من كل عام.. وتبدأ خفافيش الظلام تظهر وتسن أسنانها.. وكأنها مش عاوزة تيأس.. أو تعترف.. بأن مصر تم إنقاذها من براثن أخطار كثيرة.. مع قيام الشعب بحرية واختيار القائد الشجاع "السيسي" لإنقاذها من المؤامرات الخسيسة التي كانت مدعومة بشياطين العصر المتمدين.
وفي الواقع يونيو 2020 يختلف نهائيًا عن أي ذكرى سابقة.. لأن الذكرى الحالية تشوبها تحديات مختلفة عن كل عام؛ فمن ناحية تأتي وسط عام بدأ باشتداد وافتعال أزمات خارجية لجر بلادنا الغالية فيها وتهديد أمنها.
ومن الناحية الأخرى.. هي الأزمة العالمية وفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، التي لم تكن بلادنا بعيدة عنها.
وكالمعتاد يأتي شهر يونيو ويبدأ رصد الإنجازات على مدى السنوات الماضية.. لكن في الحقيقة.. لن أتجه للرصد التقليدي.. فمع اختلاف ذكرى هذا العام وفي ظل التحديات التي يشهدها.. لا يسعني سوى أن ألقي بعض الضوء حول تعامل "قائدنا الهمام" مع تلك التحديات الخارجية والداخلية.
فها هو ملف "سد النهضة"، التي تصورت إثيوبيا أنها تتلاعب بنا عندما تماطل وتطلب المزيد من الجلسات والنقاش.. وكأن مصر لا تعرف نواياها وما تقصده من وراء ذلك.. ألا وهو مجرد تضييع الوقت حتى تصل للمرحلة النهائية لملء السد.
وبطبيعة الحال هناك مفاجآت أخرى ستكشف عنها الأيام المقبلة لمواجهة العناد الإثيوبي؛ التي ما زالت تحاول إقناع نفسها بأنها في مركز القوة.. وستملأ السد رغم أنف الجميع.
ونيجي لقضية ليبيا؛ واعتداء الجيش التركي على السيادة الليبية من خلال إرسال الميليشيات والمرتزقة من سوريا؛ ليبدأ الاعتداء، الذي يستهدف من ورائه تهديد الأمن القومي لبلادنا ومحاولة اختراق الحدود المصرية بعناصر الإرهاب والتخريب.. ولكن طبعا ذلك من درب خيال المرضى.. فلن يحدث ذلك.. ليأتي قائدنا الهمام ويعلن المبادرة الليبية- الليبية "إعلان القاهرة"، التي حازت تأييد الغالبية العظمى من القوى الكبرى، في مقدمتها أمريكا وروسيا، كبداية لتمهيد الطريق أمام تسوية سياسية شاملة ودائمة وعادلة للأزمة في ليبيا.
ولا ننسى النجاح الجديد لرئيسنا الهمام؛ عندما فاقت السودان من غيبوبة الموافقة على بناء سد النهضة واكتشفت أنها من أولى الدول المتضررة، وبالتالي تعلن مصادرها العسكرية عن موافقتها على طلب مصر بناء قاعدة عسكرية في منطقة باجاك.. لتكون حصن دفاع منيعًا لجميع الاحتمالات المتعلقة ببناء السد.
ولا بد كمان نذكر تنزانيا وما تتخذه مصر من خطوات ثابتة نحو إنشاء مشروع سد "ستيجلر جورج" في تنزانيا، وما يتضمنه من إنشاء 4 سدود فرعية، لتكوين الخزان المائي، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسي.. بغرض طبعا.. دعم مصر لجهود التنمية في إفريقيا.
وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال إدارة أزمة كورونا بحنكة، وفي محاولة تحقيق أقل الخسائر من خلال حماية القطاعات المتضررة من تداعيات جائحة كوفيد 19، وفي نفس الوقت توفير الإجراءات الاحترازية والوقائية لتقليل ومنع انتشار الفيروس.
فبالذمة هل يصدق أحد أن بلدًا في وسط تحديات تلك الأزمة وتتخذ قرارات جريئة في ذلك الوقت.. لا يستطيع أي اقتصاد تحملها؟ فها هو الرئيس يعلن عن ضم العلاوات الخمس المستحقة لأصحاب المعاشات بنسبة 80% من الأجر الأساسي، والعلاوة الدورية السنوية للمعاشات تكون بنسبة 14% اعتبارا من العام المالي القادم.. بدءا من شهر يوليو 2020.
كما يقرر تخفيض سعر الغاز الطبيعى والكهرباء للصناعة. إطلاق مبادرة "العملاء المتعثرين" المتضررين من القطاع السياحي.. وغيرها من الأمور التي تحمل ميزانية الدولة المزيد من الأعباء بخلاف الأزمة.
وبالله عليكم هل يمكن الحديث فقط عن تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة؛ لمواجهة الأزمة، التي لم يكن لها أي مردود كحائط الصد القوي لمواجهة الفيروس.. لولا أن هناك قيادة كانت قد اتخذت قرارات مهمة على صعيد الإصلاح الاقتصادي خلال السنوات الماضية؛ التي جنبت البلاد مخاطر كثيرة، ولولا هذه القرارات لظلت تحت وطأة الآثار السلبية لهذا الفيروس وأثرت بشكل كبير على القطاعات الصناعية والكيانات الاقتصادية.
وبالذمة.. مش عيب بعد كل ذلك تيجي قوى الشر وتقول ليه عملتوا مليونية؟ ليه تحتفلوا بذكرى تولي قائد شجاع أنقذ البلاد من قوى الشر داخليًا وخارجيًا؟



