الفنانون يتذكرون يوم خرج الشعب لإزالة الظلام عن وجه مصر
30 يونيو.. عندما خرج الفنانون ليوم عظيم، عامان بعد ثورة 25 يناير تغيرت فيهما نظرة الفنانين للعمل السياسي ولدورهم، كان الفنانون على خط المواجهة المباشرة، منهم من كانت المرة الأولى له الانضمام لمظاهرات دون مزيد من حسابات قد تهز قناعته بضرورة النزول، دون خوف من ملاحقات أمنية، بعدما تزاحمت بداخله نشوة الرغبة في التحرر من الإخوان.

أتاحت 30 يونيو مشاهد جديدة غيرت كثيرا من الرؤى المعتادة في الوسط الفني، الثورة أكسبت الفنان وعيًا ونضجًا أكبر بدوره، وأجاد الفنان توظيف دوره في مساعدة المتظاهرين في دفعهم للمشاركة، التعبئة والحشد، في تصدر المشهد والوقوف في الصفوف الأولى. وثمة رؤى مختلفة لدور الفنانين ترى أن نزولهم كان له دور كبير ليس وجاهة بل كواجهة للنضال الحقيقي ودائما ما كان لهم آراء قيمة، وكان الملاحظ هو الاحتفاء بصورة الفنان المناضل الثوري كأيقونة ومثلت الثورة تحولا في تلك الرؤى حولهم.

فنانون على خط المواجهة
ذكرى أصوات هتافات علت وتردد صداها في أفق ميادين مصر، كانت الميادين تموج بالاحتجاجات التي يقودها الفنانين بصورة بارزة. هنا برز الفنانون باعتبارهم فاعلين في مسار الحراك الثوري، واليوم تحل على مصر الذكرى للاحتفال بخروجهم يوم 30 يونيو 2013 في مظاهرات أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم.
نزول الفنانين بقوة وثبات داخل الميدان كان عاملا للدعم القوي للمتظاهر الذي غير وجهة النظر عن الفنان ودوره، فقلما اتجه الفنان نحو الاحتجاجات من تلقاء نفسه إلا أنه أصبح الآن أكثر وجودا في المظاهرات وجرأة على الاختلاط مع المتظاهرين.

إلهام شاهين
يمكن ملاحظة أن الفنانة إلهام شاهين أكثر من وقفت في وجه سياسات الإخوان، وتصدرت للمشهد ووقفت على خط النار، وتروي ما حدث معها: "الإخوان بدءوا بإلهام شاهين وكملوا ببقية الفنانين، بدأت المصادفة في رمضان خلال لقاء تليفزيوني على الهواء من بيروت، وعندما هنأني مقدم البرنامج على انتخاب رئيس لمصر، قلت له (احنا معندناش رئيس) وما حدث هو شيء غير منطقي وليس طبيعيا، وأنا أشعر بأنه هناك تزوير أو أمر ما غريب قد حدث، أنا لست مقتنعة، وأستطيع القول بأنني غير معترفة بهذا الرئيس، فنصحني مقدم البرنامج بالبقاء في بيروت وعدم الذهاب إلى مصر، وقلت له إنني متأكدة من أن مرسي لن يكمل عامًا في حكم مصر".
وتضيف شاهين: "دعا الإخوان إلى تنظيم مليونية للخلاص مني، وصلت المظاهرات إلى منزلي لاقتحام العمارة، وكل سكان العمارة تركوها وبقي الرجال عندما رأوني مصرة على البقاء، وقالوا نحن في حرب، وبالفعل جاء الإخوان إلى الشارع وهتفوا ضدي وكتبوا على العمارات أقذر الشتائم، يريدونني أن أخرس وأنا لم أخرس ورفعت أكثر من قضية بكل كلمة قيلت في حقي، وسجلت كل الإهانات التي تم توجيهها إلى الفنانين، وقلت سأتصدى للمعركة باسم الفنانين كلهم، والقضاء المصري الشامخ العظيم جابلي حقي تالت ومتلت، حتى لو الحاكم إخواني أنتم لا تستطيعون الانتصار على الشعب المصري ولن تملوا إرادتكم لأن القضاء المصري عظيم".

وتواصل قائلة: "مساء 29 يونيو، سجلت 4 لقاءات تليفزيونية وقلت للناس لازم تنزلوا بكرة واللي مش هينزل هيبقى خاين لمصر ويريد الاحتلال لمصر من هذا الإسلام السياسي اللي ممكن يدمرنا، وأجريت عدة اتصالات مع النجوم والفنانين واتفقنا على أن نلتقي يوم 30 يونيو الساعة 12 في وزارة الثقافة ونتحرك من الزمالك إلى ميدان التحرير، وعديت على الفنانة يسرا في الزمالك الساعة 9 وعدينا على ليلى علوي وهالة سرحان، وأنا أرى أن تاريخ 30/6 لا يقل أهمية عن ذكرى انتصار أكتوبر".
عزت العلايلي
أما الفنان عزت العلايلي فرأى أن: "الشعب المصري له مفهوم صحي خاص وإحساس بجميع الجوانب الاجتماعية والسياسية، في 30 يونيو سار الشعب في مظاهرات بتلاحم وتكاتف وأنشودة كان يرددها المتظاهرين بأن لا أحد يستطيع إجبار مصر على شيء، الشعب المصري له تلقائية وفطرة وذكاء يمكنه من الفصل بين الحق والباطل، 30 يونيو يوم عظيم ويوم مشهود له في تاريخ الوطنية المصرية ومن المخجل أننا لا نستطيع التعبير عنه من خلال الدراما، والإحساس الوطني قاد الشعب المصري إلى ميدان التحرير في هذا اليوم.. مصر العظيمة ما كان يجب أن تمر بهذه التجربة".
يسرا
واسترجعت الفنانة يسرا ذكريات ذلك اليوم، بالقول: "لم أكن أتخيل أنني أحب مصر إلى هذه الدرجة، وثورة 30 يونيو أظهرت ذلك بداخلي، ولم أكن أتصور أن خوفي سيصل إلى مرحلة شعرت فيها بأنني ليس لدي هوية، أهم شيء لدي يروح مني، وكنت أرى أن أي مشكلة أخرى تافهة مقارنة بهذه المشكلة، كنت خائفة وأدعو الله ليل نهار لإحداث معجزة، وحدثت بالفعل، لا يجب أن ننسى ما الذي كان من الممكن أن يحدث وأن الله أنقذنا وفيما أصبحنا، يوم فيه إعجاز ولم يتكرر في تاريخ الإنسانية وفيه لحظات صدق ووفاء لمصر".

هاني رمزي
ورأى الفنان هاني رمزي أن ثورة 30 يونيو كانت معجزة، مضيفا: "ونحن كفنانين يجب أن نقوم بدورنا على أكمل وجه، ولكن الشعب نفسه هو من قام بالثورة وقال كلمته، شرعية الشعب هي الشرعية الحقيقية".

سامح الصريطي
في حين رأى الفنان سامح الصريطي أن التأثير الأكبر كان للفن، ما جعلهم في صدام مباشر مع الإخوان، ويواصل قائلا: "اعتصمنا في وزارة الثقافة احتجاجا على ممارسات الوزير وإقصائه قيادات الأوبرا ومنع الباليه وأشياء من هذا القبيل، وشعرنا في اعتصام الوزارة بأننا نعبر عن إرادة شعب كامل، ودخلنا اعتصاما مفتوحا حتى إسقاط النظام".



