الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خبير آثار يرصد مشاريع سلاطين وأمراء المسلمين لإعمار طريق الحج عبر سيناء

بوابة روز اليوسف

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن حجاج بيت الله الحرام كانوا يواجهون مشكلات فى طريق الحاج أهمها نقص المياه ،لأن الآبار الموجودة بالطريق كانت محدودة وتكاد تنعدم فى المنطقة الصحراوية بين حافة التيه وخليج السويس وفى اتساع هضبة التيه . 

وقال ريحان، في تصريح له اليوم،إن السلاطين والأمراء المسلمين حرصوا على معالجة هذه المشكلة طوال العصور الإسلامية، ففى عام(79هـ / 698م) أرسل الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان أموالًا مع أمير الحج من أجل إنفاقها على كل من تضرر من الحجاج، حيث تضرر حجاج الركب المصري بسبب هطول أمطار غزيرة فى طريق الركب. 

 

وأضاف انه فى سنة (91هـ / 709م) أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك بتمهيد طريق ركب الحجاج المصري وحفر الآبار فى محطات الطريق، وفى سنة (104هـ / 722م) أمر الخليفة يزيد بن عبد الملك بحفر الآبار فى طريق ركب الحاج المصري .

وتابع " أن الخليفة أبو العباس عبد الله بن أحمد فى عام (135هـ/ 752م) قام كذلك بإصلاح طريق الركب المصري وحفر الآبار فى منطقة الوجه، وفى عام (137هـ/ 754م) أمر الخليفة أبو جعفر عبد الله المنصور عامله على مصر بأن يقوم بتوزيع أعطيات للأعراب القاطنين بطريق الحاج المصري كما أنه أمر ببناء المساجد فى هذا الطريق .

 

واشار الى انه فى عام (165هـ / 781م) أمر الخليفة أبو عبد الله محمد المهدى صاحب البريد فى مصر بإقامة محطات للبريد فى طريق الحاج المصري ووزع فيها البغال والحمير الخاصة بهذا الغرض، فيما أمر أبو جعفر هارون الرشيد (175هـ / 791م)عامله فى مصر بإصلاح طريق الحاج وتوزيع أموال على الأعراب القاطنين فى الطريق. 

واوضح أن أحمد بن طولون أصلح طريق الحاج ووزع أعطيات على الأعراب في سنة (260هـ / 873م)، كما أعاد الحاكم بأمر الله إصلاح طريق الحاج سنة (410هـ / 1019م) ، وفى سنة (555هـ / 1160م) حج أسد الدين شيركوه مع حجاج الركب المصري ووزع أعطيات كثيرة على الأعراب. 

ولفت الى أن صلاح الدين الأيوبي فى عام (572هـ/1176م) أرسل الأعطيات والصداقات لتوزيعها على سكان أهل القرى المجاورة لمكة ولسكان مكة وألغى المكوس التي كانت تؤخذ من الحجاج من قبل والى مكة والأعراب الموالين له ، ولقد دفع لوالى مكة ألفى دينار وألفى أردب من القمح وغدت تدفع وتحمل إلى والى مكة كل عام. 

وقال إن شجر الدر في عام (648هـ /1250م) أرادت الحج وفضلت الذهاب عن طريق البر فأمرت بإصلاح الطريق وحفر الآبار وبناء البرك على طول طريق الحاج المصري ووزعت الأعطيات على الأعراب. 

واضاف أنه جاء فى وصف المحمل الذي احتفل به لأول مرة احتفالًا رسميًا فى عهد شجر الدر، أن أعظم ما أشتمل عليه هى كسوة الكعبة، بما تشمل عليه من كسوة مقام الخليل إبراهيم عليه السلام وبيارق الكعبة والمنبر، ،وكانت الكسوة تعرض فترة عشرة أيام فى الحرم الحسينى ثم تخرج فى احتفال رسمي حتى تصل بركة الحاج. 

واكد الدكتور ريحان أن قمة ازدهار طريق الحج عبر سيناء كانت زمن سلاطين المماليك ففى عام (667هـ / 1269م) أرسل السلطان بيبرس 200 ألف درهم إعانة من مصر إلى الحجاز، وفى عام 1319م خصص المنصور سيف الدين قلاوون (678-689هـ/1279-1290م) إيراد بعض القرى المصرية والسورية لصالح شريف مكة، ووقعت معاهدة تعهد فيها شريف مكة بأن يعلق على الكعبة الكسوة الشرعية الواردة من مصر فقط دون غيرها وألا يذكر فى الخطبة إلا اسم السلطان المصري .

 

وكشف عن عدد الحجاج الذين كانوا يعبرون سيناء حيث كان يتراوح ما بين 50 ألف و 300 ألف، مما يدل على مقدار النشاط الذي كان يجرى فى سيناء وعلى اهتمام السلاطين المماليك بشؤونها، مشيرا الى ان العلم المصري كان يرفرف فوق المحمل فى عهد المماليك وكان لونه أصفر،و كانت قيمة الكسوة المرسلة سنويا من مصر تقدر بثلاثمائة دينار . 

 

وعن موكب قافلة الحجيج، اشار الدكتور ريحان أن القافلة تغادر مصر وفقا لنظام محدد وهو الرسميون ثم الأعيان ثم الحجاج ، أما صندوق المال والمؤن والنساء والبضائع الثمينة فقد كانت توضع فى وسط القافلة ويتبعها ركب الحجاج العاديين من غير الرسميين والأعيان، و كان يتم منح مرتب خاص لرئيس المحمل قدره 18 ألف دينار و ألف أردب من القمح وأربعة آلاف أردب من الفول ويرافق أمير الحاج عدد من الموظفين والخدم والحاشية. 

 

وأضاف أن سوق التجارة فى مكة كان أعظم سوق فى العالم فى الأيام العشرة التي يقضيها الحجاج فى المدينة المقدسة، وكان تبادل تجارة الهند ومنتجات الشرق يقدر بملايين من الدينارات وترسل تلك البضائع مع المحمل أو إلى جدة لنقلها من هناك إلى السويس، أما جدة فهى الميناء التي تتجمع فيها غلال مصر وخضرواتها وتجارة الهند والقهوة اليمنية

تم نسخ الرابط